أثارت تصريحات أحمد الريسونى، نائب رئيس ما يسمى بـ"الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين"، الذى يترأسه يوسف القرضاوى، والرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح المغربية، حالة من الجدل بين جماعة الإخوان ومؤيديها.
وأعرب الريسونى، فى حواره مع جريدة "الأيام" المغربية، عن ارتياحه لسقوط محمد مرسى فى مصر، معتبرا أن جماعة الإخوان تعانى من الجمود الفكرى، وعليها أن تتحرر من تراث حسن البنا.
وقال الريسونى: "من الناحية السياسية كان ترشح الإخوان للرئاسة خطأ، وكذلك الدخول فى تحمل مسئوليات الدولة بسرعة خارقة، من أعلى الهرم فقط، وإلا فإن جسم الدولة كان كله ضدهم".
وأضاف: "حتى بعد الرئاسة نصحهم بعض الإخوان من الحركة والحزب بأن يتخلى مرسى عن الرئاسة، وأن يدعم الإخوان مرشحا يكون فقط يحترم الحريات والديمقراطية، مثل عمرو موسى أو البرادعى، وهم تعجبوا واستهجنوا هذا الكلام الذى لم يكونوا يرون له مكانا، ولكن الآن يتمنون لو فعلوا ذلك".
وفى السياق ذاته اضطر الريسونى إلى إصدار توضيح حول تصريحاته أكد خلاله أنه سبق أن عبر عن ارتياحه لسقوط مرسى أكثر من مرة فى جلسات خاصة خلال الأيام الأولى لسقوطه، قبل أن يعلن عن رأيه صراحة.
وأضاف: "الارتياح والسرور المعبر عنه، إنما هو لفائدة محمد مرسى وجماعته وحزبه، حبا لهم، وإشفاقا عليهم مما كانوا قد تورطوا فيه؛ لقد حمدت لهم إعفاءهم ورفع العبء عنهم؛ لأنهم كانوا قد تحملوا ما لا طاقة لهم به، ودخلوا فيما ليسوا مؤهلين له، وأنا أعلم أن مرسى كان من المعارضين مبدئيا لدخول السباق الرئاسى، ولكنه فى النهاية قبِلَ قرار الجماعة، ثم فجأة وجد نفسه هو "مرشح الإخوان"، وذلك بعد أن رُفض ملف المرشح الأول خيرت الشاطر."
فى المقابل، أبدى عزام التميمى القيادى الأردنى بالتنظيم الدولى لجماعة الإخوان، استيائه من تصريحات الريسونى، وهاجم تجربة الأحزاب الإسلامية فى المغرب حيث قال: "من المحزن والمؤسف ألا يرى بعض إخواننا فى المغرب أن تجربتهم السياسية مازالت فى بدايتها، ولا أقل من أن يقال إنها أن لم تفشل فلم تنجح بعد، بل يرى كثير من الناس - وهذا اجتهادهم - أنهم قبلوا بالدنية إذ شاركوا فى ممارسة سياسية لم تضمن حتى الآن للإنسان المغربى الحد الأدنى من الكرامة، بينما حملتهم عبء ما يمارس من ظلم وبطش وعدوان وفساد، وحدث ولا حرج عمن فرمته شاحنة القمامة".
وأضاف: "حتى لو كان إخواننا فى المغرب يرون أن اجتهاد إخوانهم فى مصر لم يكن موفقاً، ليس من التوفيق فى شىء الجزم بأن اجتهاد العدالة والتنمية هو الصواب، وبالتأكيد ليس من التوفيق فى شىء، ولا من الحكمة ولا من الخلق، أن يقول الريسونى إنه ارتاح لإزاحة مرسى وللإطاحة بالإخوان".