تحدى أكثر من 1.5 مليون شخص أمس السبت برودة الجو والثلوج فى عاصمة كوريا الجنوبية سول وخرجوا فى مظاهراتهم الأسبوعية الخامسة للمطالبة باستقالة الرئيسة بارك كون هيه على خلفية اتهامات بالفساد واستغلال نفوذ، لتكون بذلك أكبر مظاهرة تشهدها سول منذ بداية الاحتجاجات، وبل وربما الأكبر من نوعها منذ تظاهرات تطالب بالديمقراطية فى ثمانينيات القرن الماضى.
وقال موقع "يورونيوز" الأوروبى إن آلاف المتظاهرين حملوا الشموع للتعبير عن غضبهم حيال الرئيسة بارك بعد أن أثبتت نيابة سول أنها لعبت دورا فى فضيحة الفساد، وأعلن لى يونج-ريول رئيس نيابة العاصمة توجيه الاتهام رسميا إلى ثلاثة مشتبه بهم فى هذه القضية التى تتمحور حول شوى سون-سيل صديقة الرئيسة منذ أربعين عاما التى أوقفت فى بداية نوفمبر بتهمة الاحتيال واستغلال السلطة.
وأضاف الموقع أن منظمى المظاهرات قالوا إن الأعداد وصلت إلى مليون ونصف متظاهر، بينما قللت الشرطة الأعداد وقالت إنهم حوالى 260 ألفا وهو الرقم نفسه الذى تحدثت عنه الأسابيع الماضية.
وردد المتظاهرون شعارات تدعو إلى رحيل بارك أو إيداعها السجن على وقع قرع الطبول أثناء توجههم نحو "البيت الأزرق" القصر الرئاسى حيث أغلق آلاف من عناصر الشرطة الطرقات المؤدية إليه. وأطفأ المتظاهرون الشموع التى كانوا يحملونها ثم قاموا بإضاءتها لاحقا فى إشارة إلى أن حركتهم لن تتوقف طالما بقيت بارك فى منصبها.
وحافظت التظاهرات التى يسير فيها جنبا إلى جنب رهبان بوذيون وعائلات وموظفون ومزارعون، حتى الآن على طابعها السلمى، لكنها آخذة فى الاتساع.
ورغم الصقيع جرت التظاهرة فى أجواء احتفالية حيث تم توزيع الطعام ومنشورات على المتظاهرين فى حين يعرض باعة متجولون شموعا وكراسى فيما كان بعض المتظاهرين يرقصون على أنغام موسيقى عالية صادرة من مكبرات الصوت.
ونقل موقع "يورونيوز" عن أحد المتظاهرين قوله "لقد أصبح الأمر واضحا، فبارك كون هيه كمجرمة لم تعد مؤهلة أو قادرة على أن تكون رئيسة للبلاد، وعليها أن تتنحى فورا".
وكان نواب من أبرز حزب معارضة فى كوريا الجنوبية أعلنوا وجود تصويت حول إقالة الرئيسة اعتبارا من مطلع الأسبوع المقبل.
وقال وو سانج-هو زعيم أبرز حزب معارضة "الحزب الديموقراطى" كما نقلت عنه وكالة يونهاب "سنسعى للتصويت على مذكرة الإقالة اعتبارا من 2 ديسمبر وليس بعد 9 من الشهر نفسه". وأكد نائب فى حزب ساينورى الحاكم أن إجراء الإقالة سيعرض أمام تصويت برلمانى بحلول 9 ديسمبر.
وكانت أحزاب المعارضة مترددة فى المضى بإجراء الأقلية الذى يتطلب ثلثى أصوات البرلمانيين رغم أنها تحظى بإمكانية جمع غالبية فى البرلمان الذى يضم 300 عضو.
لكن الخطوة اتخذت زخما أكبر حين تدخل زعيم الحزب الحاكم كيم موو-سونج فى الجدل قائلا إنه يجب إقالة بارك بسبب انتهاكها الدستور. ويؤيد أكثر من 30 نائبا من حزب ساينورى الحاكم إجراء الإقالة فيما الأصوات اللازمة للمذكرة من داخل الحزب هى 29.