تلقى كثير من المهتمين فى الأوساط التربوية والجامعية، تصريحات الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، فى كلمته خلال اللقاء المفتوح للدكتور مراد وهبة بالقاعة الرئيسية، اليوم الاثنين، فى إطار الموسم الثقافى للجامعة، وقوله إنه يرى تدريس قصة طلعت باشا حرب، رائد الاقتصاد المصرى، أكثر فائدة وأهمية من تدريس قصة عقبة ابن نافع، القائد العربى المسلم وفاتح دول شمال أفريقيا، بكثير من التباين، بين داعمين ورافضين.
وفى هذا الإطار، قال الدكتور أشرف محرم، أستاذ التربية بجامعة عين شمس، إن ما صرح به الدكتور جابر نصار، رئيس جماعة القاهرة، من أنه لا فائدة من تدريس سيرة عقبة ابن نافع فى المناهج الجامعية، والأفضل وضع سيرة طلعت حرب، يعبر عن رؤية شخصية لـ"نصار"، وعليه أن يترك الأمر لأهله، متابعًا: "لا نستطيع فصل أمة عن تاريخها القديم".
أشرف محرم: هل تأكد جابر نصار من عدم وجود طلعت حرب بالمناهج؟
وتساءل أشرف محرم فى تصريح لـ"انفراد"، هل تأكد الدكتور جابر نصار من عدم وجود طلعت حرب فى المناهج الدراسية؟ مضيفًا: "أتصور أن سيرة طلعت حرب موجودة فى المناهج بصور مختلفة بالفعل، وأن بناء المناهج لن يكون بالتمنى ولا الأمنيات، ولكن المناهج تُبنى على رؤية وأهداف حقيقة من قبل متخصصين يختارون المحتوى الملائم".
وأوضح أستاذ التربية بجامعة عين شمس، أن بناء المناهج لا يحكم عليه شخص بمفرده، متسائلاً: "هل ما أطلقه الدكتور جابر نصار من تصريحات، مدعوم بأدلة وبراهين؟ كان الأجدر به أن ينوه بأن الطالب لا بدّ من أن يعرف الكثير من القضايا المعاصرة"، لافتا إلى أن كتب التاريخ تحتوى على شخصيات لها إسهامات فى كل المجالات، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية، وأنه ليس من السهولة أن يقال "شيل فلان وضيف فلان فى المنهج".
وأكد الدكتور أشرف محرم، أن تاريخ عنترة بن شداد على سبيل المثال، يشير إلى الشجاعة والمرؤة، وهذه الصفات مهمة والشعب المصرى والأمة العربية فى حاجة ماسّة إليها، كما أنه لا يصح أن يكون هناك انقطاع وتزييف لوعى الطلاب وتاريخ أمتهم، مشيرًا إلى أن راى الدكتور جابر نصار يتسق مع منهجة الذى تبناه منذ توليه رئاسة جامعة القاهرة، وهو رفضه للأصولية، مؤكّدًا أن المنهج يوضع طبقا لمعايير ومتخصصين ولا يوضع بالنوايا.
طارق نور الدين: أتفق مع رؤية جابر نصار.. وهناك قصص دراسية غير مناسبة
من جانبه، قال طارق نور الدين، الخبير التربوى ومعاون وزير التربية والتعليم الأسبق، إن هناك أجزاء فى قصص معينة غير مناسبة للمرحلة الدراسية والعمرية التى تُقدّم لها، ولا بد من إعادة النظر فيها، وحذف وتعديل طريقة عرضها، ولكن لا يعنى هذا حذفها نهائيًّا، لأن القصص القديمة والخيالية لها هدف كبير، سواء من خلال اقتباس العظة أو التعرف على بطولات.
وأكد "نور الدين" فى تصريح لـ"انفراد"، أنه يتفق مع رؤية الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، فى تدريس قصص بعض الشخصيات الاقتصادية مثل طلعت حرب، ولكن تكون لطلاب المرحلة الثانوية، مع الأخذ فى الاعتبار ألا تكون بديلا للقصص التاريخية.