"حليمة عدن" أول محجبة تنافس على لقب ملكة جمال ولاية أمريكية بهدف "تحطيم الحواجز أمام المسلمات".. ارتدت البوركينى بدلاً من البيكينى.. وصلت للتصفيات قبل النهائية.. العالم يرحب بتجربتها وأمها ترفضها

"كن نفسك" هذا ما قالته لى خالتى دائمًا، وهذه الليلة أدركت أخيرًا ما كانت تقصده. لقد كانت تجربة ممتعة شكرًا جزيلاً لكل من شجعونى وهتفوا لى. أنا لم أعد لبيتى مع التاج لكننى عدت محملة بطن من الرسائل. أنتم رائعين يا رفاق" كانت هذه الرسالة التى دونتها "حليمة عدن" أول محجبة فى مسابقة ملكة جمال ولاية مينيسوتا الأمريكية بعد انتهاء المسابقة ليلة أمس. برحابة صدر وهدوء شديدين تقبلت "حليمة" أنها لم تفز باللقب ولم تعد لبيتها بالكأس، وبالتالى لن يتحقق حلمها بأن تكون أول محجبة تشارك فى مسابقة ملكة جمال الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم ملكة جمال الكون. لم تحقق "حليمة" هذا الحلم ولكنها اكتفت بذلك الحدث التاريخى الذى كانت هى بطلته، وهى أن تشارك فتاة محجبة فى مسابقة للجمال بأمريكا بحجابها وتشارك فى فقرة مسابقة ملابس السباحة بالـ"بوركينى" بدلاً من "البيكينى"، ونجحت أيضًا فى الوصول إلى قائمة أفضل 15 متسابقة من بين 44 متسابقة أخرى، أى أنها وصلت للمرحلة ما قبل النهائية فى المسابقة حيث تم استبعادها حين ضاقت دائرة الاختيار إلى أفضل 5 متسابقات. هذه المشاركة التى سلطت عليها وسائل الإعلام حول العالم الأضواء حققت بدرجة كبيرة الهدف الذى كانت تطمح إليه الفتاة الصومالية ـ الأمريكية التى تبلغ من العمر 19 عامًا، وكان هدفها هو أن تكسر الحواجز من أمام النساء المسلمات وتواجه الصورة السلبية التى يتم حصرهن فيها. ونقل موقع "startribune" عن "حليمة" قولها: "الحجاب هو الرمز الذى نرتديه على رؤسنا، أريد أن يعرف الناس أنه خيارى، وأننى أفعل ذلك لأننى أريد أن أفعل ذلك"، وأضافت "حليمة" الطالبة فى جامعة سانت كلاود "أردت أن يرى الناس أنه بإمكانى أن أكون حقًا جميلة ومحتشمة فى الوقت نفسه". وقالت فى مقابلة صحفية أخرى إنها تأمل أن تكون مشاركتها بمثابة تذكير للعالم أن الجمال يأتى فى أشكال مختلفة كثيرة، وأضافت "هناك الكثير من الناس ينظرون إليك ويفشلون فى رؤية جمالك الخاص، لأنك تغطى نفسك وهم ليسوا معتادين على ذلك، ولهذا كان على أن أعمل على مهاراتى، وأمنح الناس فرصة لمعرفة من أكون حقًا، إلى جانب الملابس". وتابعت "حليمة": "من السهل أن تشعر بأنك يجب أن تنسجم، لكنك تحتاج إلى الشجاعة لتعيش حياتك وأنت مقتنع بالشخص الذى أنت عليه". مشاركة حليمة بين ترحيب العالم ورفض الأم لقت مشاركة "حليمة" فى المسابقة ترحيبًا كبيرًا من العالم، سواء من المسلمين الذين رأوا فى خطوتها الكثير من الجرأة والشجاعة فى هذا التوقيت مع الحفاظ على مبادئها وقناعاتها، وحتى من غير المسلمين الذين رأوا فيها قصة ملهمة لامرأة تسعى وراء حلمها مهما بدت مختلفة، وتحطم الحواجز والحدود. ولكنها فى المقابل، واجهت الكثير من المعارضة أيضًا، حيث هاجمها البعض على الإنترنت وقالوا إن ما تفعله باستعراض جمالها محظور شرعًا وحرام، وحتى والدتها التى أبدت اعتراضها على هذه المشاركة. وذكر موقع "startribune" إن والدتها كانت تتمنى لو أن ابنتها منشغلة بالمذاكرة بدلاً من هذه الأمور. وقالت الأم التى وصفها الموقع بأنها "شديدة التدين" لابنتها قبيل موعد المسابقة بثلاثة أيام إنها لا تنوى الحضور. وكانت حليمة انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية فى سن السابعة، حيث غادرت عائلتها مخيم اللاجئين فى كينيا حيث ولدت، واستقروا فى نهاية المطاف فى إحدى ضواحى مدينة سانت كلاود، وهناك ركزت الأم بشدة على تعليم أطفالها الثلاثة بدلاً من الانخراط فى المناسبات الاجتماعية. قبول "حليمة" وإهانة ترامب للاجئين الصوماليين أشارت إحدى مواقع الموضة التى تناولت قصة "حليمة" إلى جانب آخر يعطى أهمية كبيرة لمشاركتها، حيث قال موقع "fusion" إن قبول لجنة مسابقة الجمال بولاية مينيسوتا لشروط حليمة، ولرغبتها فى المشاركة بالحجاب والبوركينى فى المسابقة هو مفارقة مثيرة جدًا للاهتمام بعد أن أهان الرئيس المنتخب دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية اللاجئين الصوماليين فى ولاية مينيسوتا، وادعى وقتها إن الولاية عانت بما فيه الكفاية من اللاجئين، وهو ما قوبل برفض شديد من الأمريكيين فى الولاية الذين طالبوه عبر تويتر ألا يتحدث بلسان الولاية.