بالصورمعهد قطور الأزهرى يتحول من قبلة للعلم إلى مسرح للدعارة والمخدرات الفناء مقلب قمامة والفصول أصبحت دولاب مخدرات ومأوى للمسجلين جنائيا والأزهر يرفض سداد حق الانتفاع أو إعادة بناء المعهد

على مساحة 3آلاف متر مربع بحوض بسمة بمركز قطور بمحافظة الغربية يقع المعهد الابتدائى الأزهرى الذى تم بناؤه منذ عشرات السنين بحق انتفاع من الإصلاح الزراعى لتعليم الأطفال مبادئ وتعاليم الدين الإسلامى الوسطى ولكن هذا الحُلم لم يستمر طويلا فبعد الزلزال الذى ضرب مصر عام 1992 تم تهجير الطلاب من المعهد إلى المعهد الإعدادى الثانوى ومنذ ذلك التاريخ لم تدب الروح فى فصول المعهد وسٌرقت محتويات المعهد من مقاعد وصنابير دورات المياه والمراحيض وسرقة الشبابيك الخشب والحديدية وتحول من قبلة لتحفيظ القرآن الكريم وتعاليم الإسلام إلى مقلب قمامة وأصبحت الفصول مأوى لتجار المخدرات ومتعاطى السموم وأماكن لممارسة الدعارة كما أصبح مأوى للمسجلين جنائيا للاختباء من الشرطة كما تحول الملعب إلى مقلب للقمامة وأنهار سوق المعهد فى جميع الجهات .

"انفراد" انتقلت إلى المعهد للوقوف على الحالة التى وصل إليها المعهد وتبين أن روايات المواطنين عن المعهد لا تقل شيئا عن الحقيقة فالمعهد تنعق فيه الغربان والزواحف والكلاب الضالة ويلقى فيه الأهالى الحيوانات النافقة والفناء أصبح مقلبا للقمامة وانتشر خيوط العنكبوت فى أركان الفصول وتحولت غرفة شيخ المعهد إلى مقلب قمامة وتنتشر فى الأرض "السرنجات" التى يستخدمها متعاطو السموم فى تناول الجرعات المخدرة .

يقول حسن على محرم ناظر معهد قطور الابتدائى الملحق على المعهد الإعدادى الأزهرى إن الدراسة كانت منتظمة فى المعهد حتى عام 1992 وعقب وقوع زلزال 92 صدر قرار إزالة للمعهد وعليه تم إلحاق الطلاب على المعهد الإعدادى الثانوى الملاصق.

وأضاف قدمنا العديد من الشكاوى بمنطقة الأزهر بالمحافظة لترميم المعهد أو إعادة بنائه من جديد وتبين أن الأرض ملك الإصلاح الزراعى بحق انتفاع ولم يتم العثور على قرار تخصيص الأرض للأزهر وأصبحت أرض المعهد مطمعا للمحافظة التى تسعى لاستغلال الأرض لإقامة مشروعات مشيرا إلى أن المسئولين بالأزهر وعدونا بسداد المبالغ المستحقة للإصلاح الزراعى ولكن هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح وتحول المعهد لمسرح للدعارة والمخدرات، وتساءل كيف يتحول مكان لتحفيظ القرآن إلى خرابة؟ مطالبا بإعادة بناء المعهد مرة أخرى لتحفيظ القرآن وتعاليم الدين الإسلامى .

ويضيف أسامة موسى سعد الدين أحد أبناء القرية: منذ 4سنوات أعلن أحد المواطنين التكفل ببناء المعهد وتجهيزه على أعلى مستوى بالتعاون مع الأزهر كصدقة جارية على روح نجله وبالفعل توجهنا إلى مشيخة الأزهر بطنطا ورفضوا التبرع نظرا لوجود نزاع مع الإصلاح الزراعى وتوجهنا إلى الإصلاح الزراعى وعرضنا جمع تبرعات من الأهالى لسداد المبالغ المستحقة على الأزهر ولكن تم رفض طلبنا .

وأضاف: توجهنا إلى مجلس مدينة قطور لعمل إحلال وتجديد للمبنى ولكن تم الرفض وهددوا بتحرير محاضر مخالفات بناء وقرر المتبرع التنازل عن فكرته وإنشاء مسجدين بقطور، وأوضح"سعد الدين" أن الخلاف مازال قائما بين الأزهر والإصلاح الزراعى ولم تتخذ أى خطوات إيجابية حيال المعهد .

وطالب باستغلال أرض المعهد وإعادة بنائه مرة أخرى مؤكدا أن أبناء قطور على استعداد لتدشين حملة جمع تبرعات لمساعدة الحكومة فى إنجاز المشروع .

أما محمد القاضى موجه لغة إنجليزية بالأزهر فقال إن مشكلة المعهد تعود لأكثر من 23سنة والخلاف قائم بين الأزهر والإصلاح الزراعى حتى الآن، مضيفا: سلكنا كل السبل لدى الجهات المسئولة وتدخل أعضاء مجلس الشعب السابقون ومازال الخلاف قائما، وأصبح المعهد وكرا للجريمة والمخدرات بعد أن كان قبلة لتحفيظ القرآن وتعاليم الدين الإسلامى، مشيرا إلى أننا على استعداد للتواصل مع أى مسئول لإعادة بناء المعهد مرة أخرى .

على الجانب الآخر أكد محمد العشرى مساعد رئيس مدينة قطور أن المعهد صادر له قرار إزالة منذ عام 2007 وتم إخلاؤه من التلاميذ ولم يتم إزالته حتى الآن لوجود مديونيات من الأزهر للإصلاح الزراعى وتم رفع الأمر للمستشار محمد عبد القادر محافظ الغربية الأسبق الذى بدوره رفع مذكرة لإدارة الأزهر وتوجه اللواء أيمن سيف النصر رئيس المدينة آنذاك لشيخ الأزهر للحصول على موافقته، إما شراء الأرض أو سداد حق الانتفاع وكان الرد"مفيش فلوس" .

وأضاف: رفع اللواء محمد نعيم المحافظ الأسبق مذكرة للدكتور عادل البلتاجى وزير الزراعة الأسبق لشراء الأرض وتخصيص نصفها لإقامة مساكن للشباب والنصف الثانى يخصص للأزهر لإقامة معهد دينى ولم يتم اتخاذ أى خطوة إيجابية حتى الآن. وحصلت "انفراد" على ملف معهد قطور الابتدائى الذى الخطابات الموجه لمحافظة الغربية ومشيخة الأزهر ووزارة الزراعة وقرارات الإزالة الصادرة لمبنى المعهد الأزهرى.

وجاء فى قرار إزالة المعهد الصادر فى 18مارس 2013 أنه يقتضى إزالة العقار حتى سطح الأرض تحت إشراف هندسى لعدم جدوى الترميم وذلك خلال مدة"شهر" والإخلاء الكلى له .

كما تضمن الملف الخطاب الصادر من محافظة الغربية فى عهد اللواء محمد نعيم المحافظ الأسبق للدكتور عادل البلتاجى وزير الزراعة الأسبق فى 28يناير 2015 الذى جاء فيه "فى إطار اهتمام الدولة بدفع عجلة التنمية والاهتمام بتحسين الخدمات فى مختلف القطاعات والتركيز على استكمال المشروعات للاستفادة منها يرجى التكرم بالإحاطة.. نتشرف بأن نرفق صورة ما تحرر لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بخصوص الأرض المقام عليها معهد دينى مقابل حق انتفاع من هيئة الإصلاح الزراعى بمساحة"3آلاف متر مربع بحوض بسمة بمدينة قطور حيث إن المعهد صادر له قرار إزالة والمحافظة على استعداد لسداد ثمن الأرض بالكامل للاستفادة منها بإقامة وحدات سكنية للمواطنين مع تخصيص نصف المساحة لصالح الأزهر لإقامة معهد دينى عليها والموافقة على تكليف المختصين بهذا الشأن بالتنسيق مع المحافظة والأزهر الشريف لبيع تلك المساحة للمحافظة للاستفادة منها .

وأرسلت الإدارة المركزية لحماية الأراضى ردا على خطاب محافظ الغربية آنذاك باتخاذ مايلزم فى إطار القانون للعرض على وزير الزراعة وحتى الآن لم يتخذ أى من المسئولين سواء بالزراعة أو الأزهر الشريف أى خطوات إيجابية سواء بإعادة بناء المعهد الأزهرى أو شراء المحافظة للأرض لإقامة مساكن شباب عليها .