كشفت قيادات وقواعد إخوانية، أسباب ظهور مصطلح المصالحة داخل الجماعة خلال الفترة الراهنة، وخروج قيادات بارزة داخل التنظيم كان آخرها كل من إبراهيم منير، أمين التنظيم الدولى للإخوان، ومحمد سودان، القيادى الإخوانى البارز بلندن لإعلان استعداد الجماعة تقديم تنازلات.
الجماعة تجرى استفتاء بين قواعدها حول المصالحة
حسام الشوربجى، أحد مقدمى البرامج بقناة مكملين الإخوانية، كشف إجراء الجماعة خلال الأيام الماضية استفتاء بين قواعدها حول إجراء المصالحة أو ما أسمته "التسوية"، وطالبت قواعد الجماعة بذكر اسباب الموافقة أو الرفض والشروط .
وقال الشوربجى، فى تصريحات نشرها عبر أحد المدونات الخاصة به إن هناك حركة ليست عادية داخل قيادات الجماعة والصف الإخواني، وحركة أخرى فى عدد من الدول للوصول إلى "تسوية" ، ولم ينته هذا الأسبوع حيث خرجت علينا 4 مبادرات جديدة للمصالحة تحمل عنوانا جديدا "هدنة " من 4 شخصيات مصرية عامة، وهم فهمى هويدي، ووزير العدل الأسبق أحمد مكي، والسفير المتقاعد إبراهيم يسرى، والسفير المتقاعد عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق.
وكشف الشوربجى عن الاستفتاء الذى اجرته الجماعة حول المصالحة قائلا :"الأمر لم يتوقف عند ذلك؛ بل وصل إلى إجراء استطلاع للرأى داخل الصف الإخوانى فى عدد من المحافظات، حول المصالحة أو التسوية مع الدولة، وفى حالة الموافقة كما جاء فى الاستطلاع وضح ما هى الشروط المقترحة، وفى حالة الرفض اذكر الأسباب التى دفعتك إلى هذا الرفض، وكانت هناك نتائج تم حصرها، سوف أفصح عنها فى التدوينة القادمة بعد اكتمال باقى المحافظات المستطلعة".
واستطرد: "الدكتور إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان ، خرج بدعوة جديدة، قال فيها، إن هناك فرصة لرسم صورة واضحة للمصالحة بين أطراف الأزمة المصرية من خلال من وصفهم بحكماء الشعب أو "حكماء الدنيا"، وهو ما يؤكد وجود حركة غير عادية داخل الإخوان حول المصالحة".
قطب العربى: نرمى الكرة بملعب حلفائنا
قطب العربى، القيادى الإخوانى المتواجد فى الخارج، أكد أيضا أن هناك حركة داخل الإخوان للإعلان استعدادها للمصالحة، وقال فى مقال له على أحد المواقع التابعة للإخوان: "لم يثبت أن الإخوان رفضوا عمليا أى فكرة لمصالحة عادلة، ولكن من حيث الشكل لم تكن هناك لغة دالة على ذلك، بل كانت اللغة الشائعة إعلاميا هى لغة الرفض المطلق لكل شىء".
وأضاف العربى: "بسبب الضجة الإعلامية التى صاحبت تصريحات إبراهيم منير حول المصالحة، عدت لقراءة التصريحات أكثر من مرة، وخرجت منها بما فهمته فى أول مرة، وهو أن الرجل أحسن التعبير فقط عن موقف قائم فعلا حول الاستعداد للمصالحة، لم يكن أصحابه أو على الأقل المتحدثون باسمهم يحسنون التعبير عنه من قبل، هو موقف لا يرفض من حيث المبدأ السلم، وهو – أى ابراهيم منير - يطلب صورة واضحة للمصالحة التى تحقق السلم والأمن، وهو أراد بذلك أن يرمى بالكرة فى ملعب الآخرين -ومنهم أصدقاء وحلفاء أيضا- يلقون بالمسؤولية على الجماعة فى رفض أى مصالحة أو تسوية.
واستطرد العربى :"أدرك حجم الضغوط التى تعرض لها الرجل من داخل جماعته ومن خارجها، ودفعته لتوضيح تصريحاته بما أفقدها قيمتها، أو جزء كبيرا منها، وهى ليست المرة الأولى التى يتعرض فيها لضغوط، وأدرك أيضا أن الرجل هو أكثر شخص فى قيادة الجماعة يمتلك رؤية واضحة لتعقيدات الموقف التنظيمى وأنه هو من نجح بفريقه فى لجم الشطط البريطانى لتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، وتمكن من الوصول إلى تقرير مقبول نسبيا لم يستطع وصف الإخوان بالإرهاب".
أحمد الريسونى: فقدنا الأمل فيكم
فى المقابل أكد أحمد الريسونى نائب رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، الذى يتزعمه يوسف القرضاوى، أنه فقد الأمل فى قدرة جماعة الإخوان على مراجعة ذاتها، خاصة القيادات المصرية التى تشتكى منها قيادات باقى الإخوان فى العالم العربي، ويعتبرون أنفسهم المرجعية العليا، والقيادة العليا والفكر الأعلى".
وأضاف الريسونى فى تصريحات له على أحد المواقع التابعة لجماعة الإخوان: "لا أرى أن إخوان مصر قادرون على مراجعة مواقفهم ولا أرى أنهم مستعدون لذلك، وعليهم أن يستمعوا، الأمل ضعيف لكنه حتمى لإنقاذ الجماعة".
وتابع نائب رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، "فشل الحوار بين أطراف الخلاف داخل جماعة الإخوان، حفزنى على إبداء النصح علانية، بعد أن تحصلت القناعة بضرورة مصارحتهم على الملأ قبل سنة من الآن".
جس نبض الدولة بشكل مباشر
من جانبه قال يسرى العزباوى، الباحث السياسى، إن طرح الإخوان استطلاع رأى حول المصالحة هو محاولة جديدة من الإخوان جس نبض الدولة بشكل مباشر، ودليل على أن طريقة المواجهة والصدام وتركيع الدولة والنظام فشلت من قبل الجماعة.
وأضاف العزباوى لـ"انفراد": "نحن نشهد مرحلة جديدة من تخلى الجماعة عن الحلفاء من التيارات المدنية مثل ايمن نور وغيره، وربما كان وراء هذا تخلى وقلة الدعم التركى وانشغالها قضاياها الداخلية وفوز نرامب والدور الإيجابى الذى تلعبه مصر وستلعبه فى المرحلة المقبلة فى محاربة الإرهاب واستقرار المنطقة وهو ما يدفع لجماعة لإعادة طرح مصطلح المصالحة".