ما أن أعلنت قناة الجزيرة القطريه شروعها في أنتاج فيلم تسجيلي يحمل عنوان "التجنيد الإجباري" وعرض برومو توثيقي الإ وسارعت الأقلام والفضائيات الخاصة بالحشد وتسخير كافة إمكانياتها لمهاجمة دولة قطر وحاكمها هنا تذكرت قول الرئيس عبد الفتاح السيسي "للأسف الإعلام في مصر يصدر لنا المشاكل بتسرعة في تناول القضايا " وهنا تذكرت مقولة الفنان عادل أمام في فيلم مرجان أحمد مرجان "لقد وقعنا في الفخ" حقا لقد وقعنا في الفخ ، وهنا لا أدعي الخبرة والثقافة ولا أنسب لنفسي مالا أملكة من أستعراض لقراءتي لهذا الملف ، كل ما في الأمر أنني تذكرت مقولة والدتي رحمه الله عليها لي دائما "يا أبني في الـتأني السلامة " لقد كسبت قناة الجزيزة بدهائها المعتاد ودراستها جيدا للطبيعة البشرية للشعب المصري بسرعته المعتاد في تكوين رأيه ورد فعله السريع في الكثير من المواقف وراهنت علي إعلامنا المنفلت الذي يتصارع كعادته للركوب المشهد بصرف النظر عما يترتب علي ذلك من أضرار بالأمن القومي وبصورة مصر خارجيا فلقد جعلنا من المشهد "خناقة في حارة بلدي" بل تمادي الأمر ببعض الإعلاميين "بفرشه الملايه البلدي لقطر" واطلق هشتاك ضد دولة قطر ، وحتي لا أطيل عليكم لم اتطرق لتحليل رد فعل الإعلام المصري علي مجرد إذاعة برومو الفيلم فهو معلوم للعامة ولكن سأستعرض معكم قراءة مختلفة من زاوية مختلفة للمشهد وللفيلم ولمخرجة وللقناة الخنزيرة .
بداية من أسم الفيلم يكشف الهدف منه إنتاجه وهدف مخرجة " التجنيد الإجباري" فهنا المخرج والقناة لا يستهدفون الجيش المصري فهم أذكي من ذلك لأنهم يعلمون جيدا أن أخر الدراسات أظهرت أن الجيش المصري ثالث أقوي جيش في العالم والاول علي المنطقة العربية والأفريقية ولاسيما عقب صفقات التسليح الأخيرة التي نجح فيها إبرامها الرئيس عبد الفتاح السيسي لنقل تصنيف الجيش المصري لمصاف الجيوش العالمية ، أذن من المستهدف بالفيلم ؟؟؟؟
للأسف غاب عن الجميع أن المستهدف بالفيلم هم الشاب المصري حديثي التخرج والمقبل علي التجنيد الألزامي كما ورد نصا بالدستور وكما هو مطبق بجميع بلدان العالم فهو تجنيد ألزامي وليس أجباري وشتان الفارق بين الكلمتين مما تحملة من معاني ليس مقاما للحديث عنه، ببثرسائل الترهيب والتخويف و الخوف ممن يقبلون علي التجنيد ، بنشر صور وهمية لمصيرهم المجهول الذي ينتظر ما يزيد عن 60 % من القوي البشرية للشعب المصري ،لأن التجنيد الألزامي لا يقتصر علي الرجال فقط وانما يقابلها الخدمة العامة للأناث وهنا الرهان الأكبر لهذه الخنزيرة وهي حث الشباب علي الهروب من الخدمة العسكرية وأرهاب أسرهم بمصير واهم كاذب ينتظر أبنائهم ومحاولة تحقيق ما فشلت في تحقيقة ثورة يناير وجهابزة ثورة يناير فى تحقيق حلم قوى الشر العالمية لهدم الجيش المصرى من خلال التجنيد ..
فقرروا جميعا ان يوجهوا الدعوة لشباب ما تحت ال18 عام للتمرد على التجنيد من خلال قناتهم الناطقة بالعربى و المنتشرة فى كل انحاء العالم العربي و المنطلقة من قطر حيث توجد قواعدهم العسكرية ..
وهذا للأسف ما غاب عن الإعلام المصري كالعادة وانخرط في وصلات الردح والهاشتاج مما أكسب الفيلم تسويقا وترويجا ما كان سيكتسبه أذا أنتظرنا مشاهدته وتحليله .
وايضا أستهدف الفيلم أشارة لجمعيات حقوق الإنسان المموله سواء داخليا وخارجيا بل وأيضا أشارة لمنظمات حقوق الأنسان الدولية بالتدخل السافر كعادتها لحشد حمله للتحقق من مدي صحة ما أدعاه الفيلم تحت ستار "حقوق الإنسان" فسنجد بعد فترة من الدعاية الهايله للفيلم الهابط سنسمع صوت حقوق الإنسان والحيوان بتعذيب المجندين فى الجيش المصري .. و غيره من هذه االمهاترات والهرتلات ..
ولكن يا سادة .. كانت مطالب اصلاح اوضاع المجندين على المستوى الانسانى كانت ضرورة ملحه فطنت إليها القيادة السياسية ورجال القوات المسلحة مؤخرا و برؤية عينى و بشهادة حق أمام الله اننى رأيتهم فى مراكز التدريب خلال السنوات الاخيرة و قد تحسنت الاحوال و تغيرت للأحسن فى كل شيئ .. المطاعم و الاكل و الانشطة و التوعية الثقافية و الدينية و التدريب ..
اكيد الجيش مصنع الرجال و لذا فهم دائم إعدادهم لظروف الحرب و التحمل ، لن يدللهم و يعاملهم بالشوكة و السكينة و لكن قد يقسوا عليهم فى التدريب دون اهانة و هذا ما يحدث ،فلا تخلو أسرة مصرية من أبن يؤدي الخدمة العسكرية تكون فخورة به ،بل الأسرة التي تملك ولدا وحيدا تتمني الأنجاب لإدخال أبنها الجيش وهو ما فطن إليه المجتمع المصري بفطرته منذ قديم الأزل بمقولة " الجيش المصري مصنع الرجال ... وعشان تبقي راجل لازم تدخل الجيش" ..
ايضا تركيز الفيلم على مساهمة الجيش فى التنمية و انشاء المشروعات الخدمية و المزارع و الطرق و غيرها يعذبهم لأنه احد اسباب افشال مخططهم الدنيئ فى إسقاط القوى المدنية و بالتالى سقوط الجيش كما حدث فى سوريا . .
ومحاولة الزج وبث صورة كاذبة بإستخدام الجيش للمجندين كمسخرين "أعمال سخرة" فى هذه المشاريع التنموية حجة بدت للعاقلين واضحة جدا وأكذوبه ووهم هم فقط يعيشون فيه ويحاولون ترويجه وإشاعته
لابد ان نعلم و نعى ان الصورة المبالغ فيها من القهر اللتى أظهرها الفيلم ... فقط لخلق حالة من الرعب و الفزع و التمرد بين الشباب المقبلين على الخدمة العسكرية .. و طبعا شباب الاخوان و 6 ابريل سينفخوا فى النار حتى يشعللوها أكثر .. و منهم من سيقسم بالله و على المصحف الشريف انه تعرض لاكتر من هذا ..
و من هنا .. كنت انتظر الرد العقلانى و الانسانى من الإعلام الرسمي للدولة الذي مازال غائبا عن المشهد ويجلس في مقاعد المتفرجين وخريجي الأكاديميات العسكرية و الدارسين للمشهد .. و الموجودين على مواقع التواصل الاجتماعي .. لتحليل الفيلم بشكل واقعى و توضيح الرؤية لأولادنا الصغيرين بشكل يذيل التأثير السلبى لهذا الفيلم و يجعلهم مقبلين على تأدية الخدمة العسكرية بدافع من الحب و الدفاع عن هذا الوطن العظيم ..
أما اننا نتغاضى عن كل ما قدمه الفيلم من أكاذيب و مبالغة و حقائق .. و ننشغل بالسب و اللعن لقطر و حكامها فهذا لن يفيد على الاطلاق ..
و لابد ان نعلم أن من اجهدوا انفسهم فى صناعة هذا الفيلم .. يعلمون جيدا رد فعلنا ..و انهم سيحققون هدفهم .......للأسف ياريت نسمع كلام أمهاتنا الذين ربونا علي الفطرة بمقوله "في الـتأني السلامة"