بالفيديو والصور.. آثار المنوفية تغرق فى الإهمال.. جبانة قويسنا تتحول لمرتع للبلطجة والسرقة والتعديات.. 12 وفدًا ألمانيًا زاروا المنطقة لأهميتها.. والأهالى يطالبون الحكومة بجدية التعامل مع الأزمة

"الآثار" كلمة تطلق على كل ما له قيمة تركها لنا الأجداد، وتمثل أغلى مقتنيات الإنسان، إلا أن الأمر فى محافظة المنوفية تحول إلى العكس، وأصبحت أكبر المناطق الأثرية – على حسب وصف المفتشين الأثريين بالمحافظة – مرتعا للبلطجة والسرقة وعدم الاهتمام وإهدار للتاريخ . منطقة " جبانة قويسنا الأثرية " بمدينة قويسنا تصرخ وتئن تطالب بالنجاة للآثار التى تحويها من الإهمال والإهدار الذى أحاط بها، ومع انتشار العديد من العيون التى تراقب أى غريب تطء قدمه المنطقة ليقابل بالمنع من النزول إلى المنطقة رصدنا حالة الإهمال التى وصلت إليها المنطقة التى تحولت إلى مرتع كبير للبلطجة والسرقة وانتشار القمامة المحيطة بها بالإضافة إلى تعديات العديد من الجهات. وتعرضت الجبانة إلى الإهمال الشديد، واتخذ منها اللصوص ستارا لهم ليتربحوا من الآثار المتواجدة، وبدلا من الاهتمام بتلك الآثار تحول الأمر إلى حالة من اللامبالاة مما أدى إلى تدمير ثروة تركها الأجداد، وأحاطتها كميات كبيرة من القمامة التى وصلت إلى 30 فدانا . وقال محمد أحمد أحد أهالى قويسنا إن المنطقة أحيط بها العديد من مشاريع المحاجر التى يسعى أصحابها إلى التستر خلفها حتى يتمكن من الحصول على ما يريد من آثار تتعرض يوميا إلى السرقة، مؤكدا أنهم يحلمون بإنشاء متحف بتلك المنطقة لحماية تلك الآثار، وحتى تكون مصدر دخل للدولة. وقالت أمينة التلاوى مدير مركز النيل للإعلامبالمنوفية، وأحد القائمين على الملف، والمطالبين بوضع ضوابط لحماية الآثار، إن المنطقة تم تسجيلها وخضوعها لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1990 ، وعلى الرغم من ذلك انتشر بها العديد من السرقات للآثار وتمت منذ سنوات طويلة، ومازالت مستمرة بالإضافة إلى التعدى على مساحات كبيرة منالأفدنة وتحويل بعضها إلى مقلب للقمامة . وتعجبت التلاوى من عدم الاهتمام بتلك المنطقة، التى لم تلقَ أى رعاية على الرغم من زيارة أكثر من 12 وفدا سياحيا ألمانيا لها، واحتوائها على كميات من الآثار الرائعة، لافتة إلى أنها وقفت أمام بناء سجن بالمنطقة، وتمكنت من إيقافه، وتطالب الآن بالاهتمام بتلك المنطقة وحمايتها. فيما تشهد المنطقة حالة من إهدار المال العام الذى يتمثل فى التسيب و الإهمال وعدم الانضباط فى الحضور و الانصراف من قبل العاملين بالمنطقة، كما أن هناك بعض العاملين لا يأتون للموقع من الأساس بالإضافة إلى عدم التوزيع الملائم للعاملين لحماية التل الأثرى وعدم انتظامه فى العمل الذى أدى إلى كارثة بكل المقاييس وعدم اتباع كافة النشرات و اللوائح و القوانين المنظمة لعمل الأمن. وأضاف مصدر بالمنطقة رفض ذكر اسمه، أنه انتشر بالمنطقة العديد من التعديات على الأراضى المختلفة لتلك الجبانة بشكل صارخ، لافتا إلى تعدى المقاول المشرف على بناء مبنى لإدارة المرور بجوار الموقع الأثرى بقويسنا بالحفر و البناء عليه من الناحية الجنوبية الغربية، وإلقاء الردم الناتج من الحفر فى أرض ملك لوزارة الآثار، وفوجئوا بالتصالح في هذا الأمر بعد معاينة مشبوهة، الأمر الذى يفتح أبواب التصالح مع تعديات الأفراد الآخرين مما يجعل من السهل التعدي على أملاك الدولة وإهدار مبالغ طائلة على الدولة . وأشار المصدر إلى تعدى حارس الآثارعلى التل الأثري من الناحية الجنوبية بتجريف 64 مترا من التل الأثري وزراعتها وبارتفاع 20 مترا، وما يستلزمه ذلك من أدوات ومعدات، لافتا إلى أن المادة43 من قانون 117 لسنة 83 و المعدل بالقانون رقم 3 لسنة2010 الخاص بقانون حماية الآثار تنص على تغريم وسجن من يقوم بذلك. وأوضح المصدر وجود عدد من التعديات بطول التل الأثري من الناحية الغربية، وعند لفت نظر مسئول الموقع ومسئول الأمن، أفادا بأن هذه التعديات قديمة، ولم يقوما بأي إجراء، رافضين إعطائنا أي بيانات عن المعتدين على التل، حتى لا نقوم بأى إجراء، لافتا إلى تعدي مجلس مدينة المنطقة الصناعية على مساحة هائلة من الأراضي الخاضعة لقانون حماية الآثار بعملها مقلب للقمامة دون اتخاذ أي إجراءات من مسئول الموقع أو مسئول الأمن. منطقه جبانة قويسنا تقع بالقرب من المنطقة الصناعية بقويسنا وقرية منشأة دملو وتعد من أهم المناطق الأثرية بمحافظة المنوفية، وتم اكتشافها عام 1990 على يد الدكتور صبرى طه، وتقع على مساحة 365 فدانا، واختلف العلماء فى الوضعية المكانية لمنطقة آثار قويسنا قديما، واعتبروها جزءا من الإقليم التاسع من أقاليم الوجه البحرى، وسمى قديما ، " عنجتى " وعاصمته " جدو " وأطلق على الإقليم فى اليونانية " يوزيرس " وكان يرمز إليه بالراعي الواقف فوق علامة الإقليم ويمسك فى يده عصا الحكم " الصولجان "، وكانت عاصمة الإقليم مدينة " بر اوزير " حاليا " أبوصير بمركز سمنود محافظه الغربية، وكان الإله الرئيسى هو الإله أوزير، ويرمز إليه بعمود " جد " لذلك عرفت قديما باسم " جدو " وعبدوا معه الإلهة " ايزه " والإله " حور "، ولذلك كانت مدينة مقدسة يحج إليها المصريون القدماء، وكانت قويسنا تابعة لهذا الإقليم في هذه الفترة، ثم أصبحت ضمن الإقليم العاشر من أقاليم الوجه البحرى فى عصر الأسرة الخامسة والعشرين، ويذهب فريق آخر من العلماء إلى القول إن المنطقة كانت تتبع الإقليم الرابع من أقاليم الوجه البحرى، وهو إقليم المنوفية، وموقعه كان " زاوية روزين " ويضم قرية الكوم الأحمر بقرية منوف . تقع جبانة قويسنا أعلى تل رملى على بعد خمسه كيلو مترات من مدينة قويسنا محافظة المنوفية إلى الجنوب الشرقى من المدينة وسط الأراضي الزراعية تعرف باسم حوض الرمال القبلي نمرة 11، يبلغ أعلى مكان مرتفع فيه عشرين مترا تقريبا، ومن خلال عدة مواسم متتالية من المسح الأثري والمجسات وأعمال الحفائر العلمية المنتظمة التي أسفرت عن جبانة أثرية هامة ضمت تصنيفا لأماكن مميزة بها متتالية " منطقة أ ، منطقة ب ، منطقة ج "وحديثا وفى الأيام القريبة منطقة " د " وهو اكتشاف جديد للبعثة الإنجليزية.






















الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;