حذر "ميشيل جارو" رئيس الجمعية العالمية للأرصاد الجوية أن نقص المياه على نطاق واسع بسبب ارتفاع درجات الحرارة فى العالم يمكن أن يؤدى إلى نقص الغذاء والهجرة الجماعية، مؤكدا أن التهديدات التى يتسبب فيها الاحتباس الحرارى والتى تؤدى إلى تقلص إمدادات المياه هى الأكثر خطورة، فمن المتوقع أن يعيش نحو 2.8 مليار شخص فى مناطق تعانى من ندرة فى المياه بحلول عام 2025، بارتفاع نحو 1.6 مليار عن المعدل الذى نشهده الآن.
المناطق الأكثر تضررا
لن تواجه هذه المشكلة جميع دول العالم بل أجزاء من أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا لتصبح هذه الدول الأكثر تضررا، مع معاناة بعض أجزاء من أستراليا والولايات المتحدة وجنوب أوروبا، حيث أكد "جارو" أنه على الرغم من حدوث الأزمات الغذائية الرئيسية منذ سنوات طويلة، إلا أن جميع العوامل التى نشهدها الآن تشير لعودة أزمة الغذاء على نطاق واسع خلال الفترة المقبلة.
كما حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) فى وقت سابق من هذا الأسبوع من تعرض جنوب أفريقيا لنقص فى المواد الغذائية والجفاف، وهى المشكلة التى تفاقمت بسبب سوء الأحوال الجوية والتأخر زراعة المحاصيل فى جميع أنحاء المنطقة، فتفاقم ظاهرة النينو بقوة يثير المخاوف بشأن تأثير ذلك على انعدام الأمن الغذائى.
عانت المحاصيل الزراعية الموسمية العام الماضى من جراء ظروف الجفاف، مما أدى إلى انخفاض إنتاج المحاصيل الرئيسية من الحبوب مثل الذرة، ففى عام 2015 انخفض إنتاج الذرة الذى يمثل نحو 80 فى المائة من إجمالى إنتاج الحبوب، بنسبة 27 فى المائة بسبب الأحوال الجوية السيئة.
وكشفت منظمة اليونيسيف أنها تشعر بالقلق إزاء مصير ملاوى، التى تكافح مع نقص الغذاء، مما دفع المنظمة إلى إطلاق الفحص الشامل لسوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة فى 90 فى المائة من البلاد، بسبب زيادة معدلات الجوع التى ترجع إلى نقص الغذاء وارتفاع الأسعار، وهو الأمر الذى تعانى منه ملاوى منذ عدة سنوات، خاصة بعد أن أجبرت الأمطار الغزيرة فى يناير جنوب شرق البلاد الأفريقية لإعلان نصف أرضها منطقة كوارث، كما دمرت الفيضانات المحاصيل وتسببت فى مقتل أكثر من 100 شخص وتشريد 340 ألف شخص مما أدى إلى سقوط 28 فى المائة من محصول الذرة الأساسية هذا العام.
ويتوقع الخبراء أن يتسبب الجوع فى أزمة كبيرة تدفع المواطنين إلى الهجرة، مما يؤدى إلى أزمة لاجئين أخرى بشكل أوسع بعد أن أصبحت عدد من الأراضى غير صالحة للسكن، مما دفع إلى الهجرات الجماعية.