كشف مسئول بلجنة السياسة والأمن بالاتحاد الأوروبى عن تفاصيل زيارة أعضاء اللجنة إلى القاهرة للمشاركة فى الاجتماع السنوى الخامس مع جامعة الدول العربية، وقال إن الاجتماع تطرق لقضايا المنطقة مثل عملية السلام، والوضع 'المحبط' فى سوريا وليبيا واليمن.
وأضاف المسئول الأوروبى الذى فضل عدم ذكر اسمه فى لقاء مع عدد من الصحفيين: "ناقشنا ملف ليبيا وهو تحد مشترك لنا وبحثنا الأزمة فى اليمن ونرى أنه فى كل الأوضاع الدعوة كانت وجوب وجود اتفاق سياسى وحل سلمى وسلام دائم وكيفية الحصول على ذلك، وناقشنا موضوع العراق وبحثنا مكافحة الإرهاب لأنه يؤذى الجميع، حيث نرى هجمات فى تونس ومصر وبلجيكا وفرنسا وغيرها من الدول".
وتابع المسئول الأوروبى: "ناقشنا أيضا مسألة اللاجئين وإننا على دراية بأن الأمر عبء على مصر ونواجه كما هائلا من الأشخاص المهاجرين وبحثنا كيف أن نعمل سويا لمعالجة تلك المسألة ونحن نسعى لخلق نهج شامل ومتكامل فى ظل التحديات الحالية ونسعى لمكافحة الشبكات التى تسعى لتهريب البشر وما نفعله هو الشراكة مع مصر، واعتقد أن نساعد بعضنا البعض ولدينا بشكل موازى الحوار الاستراتيجى بين الاتحاد الأوروبى والجامعة العربية بشأن مكافحة الإرهاب ومنع الصراع والدعم الإنسانى والجريمة المنظمة العابرة للحدود ومنع اسلحة الدمار الشامل أيضا".
وأعلن المسئول أن اجتماع أعضاء اللجنة فى القاهرة يأتى أيضا للإعداد للاجتماع الوزارى بين وزراء الخارجية العرب والأوروبيين فى 20 ديسمبر الجارى، حيث يجتمع كافة الوزراء الأوروبيين والعرب، معتبرا أن التعاون مفيد للغاية وكل هذه الأمور تؤدى إلى أننا نعمل بشكل أكثر ولدينا عمل مشترك، فالعالم أصبح أكثر اتصالا وتعقيدا، حسب قوله.
وحول فكرة وزير الداخلية الألمانى وآخرين بإرسال مهاجرين إلى مصر وتونس وإنشاء مراكز توطين لهم بتمويل أوروبى، قال المسئول: "سمعت هذه الأفكار منذ 15 عاما وهناك أفكار غريبة باستمرار وأعتقد أن هذه الفكرة مدعومة فى نطاق واسع ولكننا نعمل فى إطار محدد، ويمكن أن نطور نهج بيننا ولكن فى شكل شراكة ونعمل على بناء التعاون بين الجانبين، ونطور الشراكة مع مصر وندعم الأسباب لهجرة الأشخاص، حيث تعمل مع البلدان جميعا ونحاول أن نطور خطة عمل حول هذا الملف، مضيفا: "متأكد أن الفكرة تم اثارتها منذ ١٠ اعوام ولن تنجح، ونحن نقدر الدور الهائل التى تلعبه الدول فى المنطقة مثل مصر التى تتحمل 5 مليون لاجئ وهو عبء ثقيل عليها ونسعى لمساعدة مصر فى ذلك.
وأشار المسئول فى اللجنة الأوروبية إلى أن هناك اتفاق مع مصر لتعزيز أولويات الشراكة خصوصا فى الفترة التى تتولى فيها مصر عضوية مجلس الأمن حاليا.
وردا على إمكانية تشكيل قوات تابعة للاتحاد الأوروبى لمواجهة الإرهاب، قال المسئول إن هناك خطة تدعم هذا التوجه من أجل تنفيذ الخطط الأمنية ولكن الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى لن تسمح بذلك، قائلا : " سنعمل على تدريب القوات الوطنية للدول الأعضاء من أجل تعزيز الوضع الأمنى ويجب أن نسعى للأبحاث والتطوير فى هذا الملف خلال ألفترة المقبلة.
وحول توقعه بإمكانية خروج الولايات المتحدة من حلف الناتو بعد فوز دونالد ترامب، قال المسئول : "لسنا متأكدين من ذلك ولم نتخيل هذا الأمر فالجميع يعلم القوة العسكرية للولايات المتحدة ونحن سنعمل دائما للدفاع عن الدول التى تدفع حصتها داخل الناتو".
وردا على إمكانية إيصال رسالة لطمأنة السياح لزيارة مصر، قال المسئول الأوروبى إننا فى مصر ولم نشعر بالقلق أو التهديد، ولكن القرارات الخاصة بالسائحين خاصة بالحكومات ولا نعرف ماذا سيقررون، معتبرا أن الصورة مختلطة الآن ونأمل عودة السائحين فى أقرب وقت لمصر.
وأشار المسئول إلى أن لجنة الأمن والسياسة داخل الاتحاد الأوروبى مهمتها الإعداد للقرارات التى يتم اتخاذها داخل البرلمان الأوروبى وتتابع التطورات ويجب أن يجمعوا الدول جميعا على السياسة التى تتعلق بالسلام فى كافة أرجاء المنطقة، وأضاف : "نحن نلتقى مرتين فى الأسبوع، والمهام التى نقوم بها هو التواصل مع شركائنا فى الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة ، حيث يكون هناك اجتماع سنوى مع مجلس الأمن ومع شركائنا مع جامعة الدول العربية كل عام أيضا".
ومن جانبه ، أكد القائم بأعمال سفارة الاتحاد الأوروبى فى القاهرة راينهولد برندن أن كافة الأحاديث حول عقد اجتماع بين سفراء أوروبا ومسئولين لمناقشة قانون الجمعيات الأهلية ليست إلا شائعات فقط، وأن الاجتماع الوحيد الذى انعقد يوم 30 نوفمبر، كان لأعضاء اللجنة السياسية والأمنية فى الاتحاد الأوروبى كان مع ممثلى الدول العربية فى الجامعة العربية وليس هناك أى اجتماعات أخرى تتعلق بعمل المنظمات المدنية.
وكان ممثلون من الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية فى القاهرة عقدوا الاجتماع الخامس للجنة السياسية والأمنية فى الاتحاد الأوروبى والممثلين الدائمين لجامعة الدول العربية فى 30 نوفمبر 2016. كما عُقدت الجولة الثانية لفريق عمل التعاون الاستراتيجية على هامش الاجتماع.
أجرى السفراء مناقشات بناءة حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، مع التركيز بوجه خاص على التهديد الإرهابى والتطرف، ومن ثم عملية السلام فى الشرق الأوسط، وسوريا، وليبيا، واليمن، والعراق فضلا عن مناقشة أزمات اللاجئين والهجرة. وإقرار بأهمية العمل المشترك والتعأون لمعالجة التحديات المشتركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمن، كما رحب السفراء بمبدأ تعزيز الشراكة الأوروبية-العربية باعتبارها استجابة إقليمية ملائمة.
وقال بيان من وفد الاتحاد الأوروبى اليوم الخميس أن الحوار الاستراتيجى بين الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية أحرز تقدماً ملموساً ينعكس فى تطوير التعاون التنفيذى العربى الأوروبى، منذ إطلاقه فى نوفمبر 2015 ، ولا سيما فى مجالات منع نشوب الصراعات والإنذار المبكر وإدارة الأزمات، والمساعدات الإنسانية ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية وحظر انتشار أسلحة الدمار والتحكم فى الأسلحة الجماعية، وذلك فى إطار مجموعات العمل الخاصة المنوطة بمناقشة هذه المواضيع، وقد أطلقت أيضا مجموعة عمل أخرى تتعلق بالهجرة، ما يدل على الاهتمامات الإقليمية المشتركة ومن ثم التحديات المشتركة التى يواجهها الجانبين، بخصوص هذا الموضوع، ورحب ممثلو كل من جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبى باجتماع مجموعات العمل الست الذى عُقِد فى إطار التعأون الاستراتيجى.
وأعربت اللجنة للجنة السياسية والأمنية فى الاتحاد الأوروبى والممثلين الدائمين لجامعة الدول العربية على عزمهم على العمل معا من أجل مستقبل أفضل وأكثر أمنا للجميع، إدراكا منهم للفرص المتاحة والتحديات الماثلة بالنسبة للعلاقات العربية - الأوروبية، وقد مهدت هذه المناقشات المثمرة السبيل للاجتماع الوزارى القادم بين الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية والمقرر عقده فى 20 ديسمبر 2016، فى مقر جامعة الدول العربية فى القاهرة.