يعد إتيان الحيوانات من المحرمات والقبائح التى تنفر منها الطبيعة السليمة، ولا يميل إلى هذا النوع من العمل إلا من خبثت نفسه وتلوثت فطرته، هكذا أجمع علماء الدين لقول الله تعالى: "وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ"، ويجب على من ابتلى بشىء من هذه الذنوب والقبائح أن يستتر بستر الله جل وعلا، وأن يبادر بالتوبة النصوح، فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: من ابتلى بشىء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله جل وعلا. رواه الحاكم والبيهقى.
وقد اختلف أهل العلم فى نوع العقوبة التى يجب أن تنزل بمن ارتكب هذا النوع من الفواحش بعدما تثبت عليه الجريمة بالإثباتات الشرعية، فذهب بعضهم إلى قتله وقتل البهيمة المفعول بها، وذهب آخرون إلى إقامة الحد عليه، فإن كان بكراً جلد مائة جلدة وإن كان ثيباً رجم، وذهب أكثر أهل العلم إلى أن عقوبته التعزير حسب اجتهاد الحاكم.
وإتيان الرجل بهيمة أو تمكين المرأة نفسها من حيوان، حرام كحرمة الزنا، ويندرج تحت قوله تعالى: "وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ"، ولا يميل إلى هذا إلا ذو طبع خبيث وفطرة منتكسة، والحامل عليه نهاية السفه وغلبة الشبق، ولهذا لم يؤمر الناس بستر فروج البهائم لأنه لا يميل إليها أحد من العقلاء، وإنما يشتهى ذلك من سفه نفسه، وهذا الفعل يستوجب عقوبة صاحبه، والعلماء مختلفون فى نوع هذه العقوبة، مع إجماعهم على تحريمه كما نقل ذلك الشوكانى فى نيل الأوطار، وقال هناك: وقد ذهب إلى أنه يوجب الحد كالزنا الشافعى فى قول له والهادوية وأبو يوسف، وذهب أبو حنيفة ومالك والشافعى فى قول له والمرتضى إلى أنه يوجب التعزير فقط. انتتهى كتاب الحدود، وجاء فى شرح غاية المنتهى من كتب الحنابلة: ومن مكنت منها قرداً حتى وطئها عزرت تعزيراً بليغاً كواطئ البهيمة.
يقول الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الافتاء، إن الممارسات الجنسية خارج إطار ما حدده الشرع من الزواج الذى يخدم مقاصد العمران البشرى ويدعم القيم التى يحافظ عليها أصحاب الفطرة السوية هذه الممارسات محرمة شرعا ومهدرة للقيم والعمران، وعلى الإنسان أن يعنى بالارتقاء بنفسه، فإن كان مريضا بهذه الآفات فليبادر بالتوبة والعلاج النفسى والطبى فهذه آفات مرضية على الإنسان أن يسعى لعلاجها، قال تعالي "والذين هم لفروجهم حافظون".
لم يختلف موقف المسيحية عن الإسلام فى قضية إقامة العلاقات الجنسية مع الحيوانات، وفقًا للقمص عبد المسيح بسيط مدرس اللاهوت الدفاعى بالكنيسة وكاهن كنيسة العذراء بمسطرد فإن الديانة المسيحية تحرم أى علاقات جنسية خارج إطار الزواج أما علاقة الإنسان بالحيوانات فتحرمها بشدة لأنها وفقًا لنصوص الكتاب المقدس علاقة على خلاف الطبيعة.
القمص عبد المسيح أوضح لـ"انفراد"، أن هذا الشكل من العلاقات منتشر فى القرى والأرياف لذلك فإن آباء الكنيسة والكهنة يعطون توجيهات بالتوقف عن ممارسة هذا الخطأ والتوبة عنه مع بعض التدريبات الروحية للامتناع عن هذا الفعل المشين سواء مع البشر أو الحيوانات.