أفتى الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، بعدم جواز رفع اليد باشارة "الخمسة وخميسة" لمنع الحسد، معتبرا ذلك نوعا من أنواع الشرك بالله، فيما انتقد أزهرى وبرلمانيون بلجنة شئون الدين بمجلس النواب هذه الفتوى واصفين إياها بالخطأ الشرعى.
فتوى "برهامى" المنشورة على الموقع الرسمى للدعوة السلفية جاءت ردا على سؤال نصه: "ما حكم قول "الله أكبر" دون تخميس باليد عندما نسمع مَن يتكلم عن النعم الخاصة بنا بنوع مِن الإعجاب أو المبالغة فى ذلك، كأن يقول: "أنتَ صحتك حديد" أو مثل ذلك؟، وما حكم رفع اليد "خمسة وخميسة" فى وجهه عند ذلك؟
ورد "برهامى" على السؤال بفتوى حملت عنوان "حكم قول الله أكبر والتخميس فى وجه مَن يبدى إعجابه بشيء" وجاء نصها كالتالى: "فأما التكبير فهو ذكر لله لا يُمنع منه، وأما التخميس: فهو مِن جنس تعليق التمائم؛ إذ ليس هو سببًا "لا شرعًا ولا قدرًا"، فلا يجوز، وهو مِن جنس الشرك الأصغر إذا أعتقد أنه سبب، وأما إذا اعتقد أن ذلك ينفع أو يضر مِن دون الله؛ فهو شرك أكبر".
من جهة، استنكر عدد من المثقفين والمفكرين الفتاوى السلفية، مشيرين إلى دأب شيوخ السلفية على تصدير فتاوى تسبح ضد تيار العقل والمنطق، وتثير موجات من الضحك والاستغراب، وتصبح ظهرا للسخرية، لأنها فعلا نافذة على تاريخ طويل وعريض من التخلف الشائن، ودليل واضح على الخرف والجهالة.
آمنة نصير لـ"برهامى": بطّل تفاهة
بدورها انتقدت آمنة نصير، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، عضو مجلس النواب، الفتوى الصادرة من الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية،، مطالبة إياه بأن "يبطل تفاهة" على حد قولها.
ووجهت "آمنة نصير"، فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، رسالة إلى السلفيين، قائلة "كفوا عن التدخل فى التراث لدى المصريين الذى له عمق تاريخى، ولا تنشغلوا بمثل هذه الأمور ولا تقفوا أمامها، فالأفضل الانشغال بعظائم الأمور وعظمة الدين الإسلامى فى الفكر والتقدم والحضارة، بدلا من الانشغال بخمسة وخميسة وعباد الشمس".
وقالت "نصير": "أتعجب لهؤلاء السلفيين الذين ينشغلون بالتهميش والتسطيح، فمثل هذه الأمور لا تجعلنا نصنع الاستخلاف فى الأرض"، مضيفة "يجب الإنشغال بمقومات الاستخلاف فى الأرض بدلا من الأمور التى لا تقدم ولا تؤخر".
وأشارت إلى أن مسألة الخمسة وخميسة التى يشير بها المصريين فى بعض المواقف نوعا من التفاؤل والاستبشار، وهى موجودة فى العرب قبل الإسلام، مضيفة:" مسالة الخمسة وخميسة لا يمكن ربطها بفتوى دينية، لأن ربطها بفتوى دينية نوعا من أنواع التفاهة".
اللجنة الدينية بالبرلمان: فتوى برهامى "خطأ شرعى"
بينما قال الدكتور عمر حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، إن الحسد مذكور فى القرآن الكريم والسنة النبوية، ومواجهته أمر مطلوب لكن بإتباع السنة البنوية بأن يقول المسلم آيات من القرآن لمواجهته.
وأضاف أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، لـ"انفراد"، أن الإسلام نهى عن الحسد، وطالب المسلم عندما ينظر لشئ أن يقول "بسم الله ما شاء الله"، لافتا إلى أن عبارات "خمسة وخميسة" ليست من القرآن الكريم والسنة، وبالتالى لا ينبغى أن يتم ذكرها من المسلم، رافضا وصف الأمر بـ" الشرك بالله"، موضحا أن فتوى "برهامى" بشرك من يقول خمسة وخميسة "خطأ شرعى".
البحوث الإسلامية: عادة ليست حرامًا
وبدوره قال محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الإسلام أمرنا أن نقاوم الحسد، من خلال وسائل مشروعة من بينها الاستعانة بآيات الله، متابعا :"إلا أن العبد يستخدم عبارات مثل خمسة وخميسة ومن على شاكلتها وهى عادة ولكنها ليست محرمة ولا تصل إلى الشرك بالله عز وجل".
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، لـ"انفراد" أن بعض المسلمين يسعون لمواجهة الحسد من خلال الخرافات أو الاستعانة بالسحر وهذا أمر خاطئ، والبعض الأخر يذكر عبارات على غرار خمسة وخميسة ولكن هى غير مستحبة ولكنها ليست حرام ولا يجوز تكفير من يقولها.
ولفت عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى الحسد موجود منذ زمن بعيد، وهو أمر محرم، ولابد من مقاومته، بل يجب على المسلمين أن يتعاونوا على مقاومة أى حسد، متابعا :"فتوى برهامى بشرك من يقول خمسة وخميسة" خطأ شرعى".