كعادتها تلجأ طهران إلى التصريحات السياسية الرنانة للتسويق لمشروعها الذى يهدف للسيطرة على الخليج العربى ومضيف هرمز، وتعمد مسئول البحث عن المفقودين فى الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد باقر زادة التأكيد بأن مضيق هرمز والخليج العربى منطقة استراتيجية وأن إيران تبسط سيطرتها على هذه المنطقة بشكل كامل، مشددا على ضرورة أن تبقى هذه الحالة.
ويأتى تصريح المسئول العسكرى الإيرانى تزامنا مع احتفالات الإمارات العربية المتحدة بعيدها الوطنى الـ 45، حيث احتلت طهران عام 1971
بالقوة العسكرية ثلاث جزر إماراتية فاحتلت جزيرتى طنب الكبرى، وطنب الصغرى قبل 48 ساعة من إعلان قيام الاتحاد الإماراتى، وأجبرت السكان على المغادرة إلى الإمارات تاركين وراءهم منازلهم وممتلكاتهم، واحتلت الجزيرة الثالثة "أبو موسى".
واعتبر العميد باقر زادة، دفن "جثامين ضحاياهم" فى جزر الخليج العربى، بأنه يرسخ روح الاستشهاد فى أوساط المقاتلين المنتشرين فى هذه الجزر.
وقال "باقر" إن مضيق هرمز والخليج العربى أو كما يلقبونه بـ"الخليج الفارسى" منطقة استراتيجية، وأن إيران تبسط سيطرتها، فى هذه المنطقة بشكل كامل مشددا على ضرورة أن تبقى هذه الحالة ومن مستلزمات ذلك هو التواجد المقتدر.
وأضاف العميد باقر زادة لوكالة أنباء فارس الإيرانية حول الهدف من تشييع ودفن "القتلى المجهولين" فى جزر الخليج العربى: "أن أهم هدف من تشييع ودفن الشهداء المجهولين فى جزر الخليج الفارسى هو ترسيخ روح الاستشهاد لدى المقاتلين المتواجدين فى هذه الجزر".
وتابع ان الهدف الآخر أيضا هو نشر ثقافة التضحية والجهاد والشهادة وذلك بعد ترسيخ هذه الثقافة لدى المقاتلين المتواجدين فى هذه الجزر ولحسن الحظ أن هذه الروحية موجود لدى هؤلاء الأعزاء وتزداد ترسيخا.
وأفاد بان هذه الجزر لديها حساسيتها الخاصة ويجب ان يستمر الدفاع عن هذه الأرض الإسلامية حتى الشهادة و"بإمكان الشهداء باعتبارهم نور الهداية لكل البشرية ومنهم سكان هذه الجزر أن يتحولوا إلى مصدر الهام ونشاط.".
يذكر أن القوات البحرية الملكية السعودية قد نفذت مناورات "درع الخليج -1" فى مياه الخليج العربى ومضيق هرمز وبحر عمان فى الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الماضى، واشتركت فى هذه المناورات تشكيلات من القوات البحرية الملكية السعودية بالأسطول الشرقى، حيث تضم سفن الملك والزوارق السريعة وطيران القوات البحرية ومشاة البحرية ووحدات الأمن البحرية الخاصة.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن قائد التمرين العميد البحرى الركن ماجد بن هزاع القحطانى، أن مناورات درع الخليج تعد من أضخم المناورات التى ينفذها الأسطول الشرقى فى الخليج العربى وبحر عمان مرورا بمضيق هرمز، مشيرا إلى أن مناورات "درع الخليج 1" تشمل جميع أبعاد العمليات البحرية حيث تتضمن الحروب الجوية والسطحية وتحت سطحية والحرب الإلكترونية وحرب الألغام وعمليات الأبرار لمشاة البحرية ووحدات الأمن البحرية الخاصة والرماية بالذخيرة الحية.
وأوضح أن هذه المناورات تعد امتدادا للخطط والبرامج التدريبية المعدة مسبقا وتهدف إلى رفع الجاهزية القتالية والأداء الاحترافى لوحدات ومنسوبى القوات البحرية استعدادا لحماية المصالح البحرية للمملكة العربية السعودية ضد أى عدوان محتمل.
فيما قال مسئولان بوزارة الدفاع الأمريكية نهاية نوفمبر الماضى، إن سفينة تابعة للحرس الثورى الإيرانى وجهت أسلحتها نحو طائرة هليكوبتر تابعة للبحرية الأمريكية فى مضيق هرمز يوم السبت الماضى، فى تصرف وصفاه بأنه "غير آمن ويفتقر للمهنية."
وقال المسئولان لوكالة رويترز إن الحادث وقع عندما حلقت هليكوبتر من طراز إس.إتش-60 فى نطاق 0.8 كيلومتر من سفينتين إيرانيتين فى المياه الدولية. وقالا إن إحداهما وجهت أسلحتها إلى الطائرة.
وأضاف المسؤولان أن طاقم الطائرة لم يشعر بالتهديد فى أى لحظة لكن التصرف لم يكن آمنا لأنه كان من الممكن أن يؤدى إلى تصعيد. ولم يرد مسؤولون إيرانيون على الفور على طلب للتعليق.
وتستهدف طهران حصار دول الخليج ووضعها دائما فى موقف الدفاع عبر تمريرها رسائل سياسية تؤكد تمسكها باحتلال الجزر الإماراتية، وهو ما أكده قائد البحرية الإيرانى، العميد على فدوى فى تصريحات صحفية بأن قواته تدرب عناصر أجنبية في جزيرة فارور قرب الجزر الإماراتية المحتلة فى مياه الخليج العربى.