- تزوير عقود الزواج "مهنة من لا مهنة له"
- رئيس النقابة الفرعية للمأذونين بالقليوبية: يجب منع تزوير عقود الزواج وملاحقة مرتكبيه لحماية الفتيات
- نقيب المأذونين: القبض على السماسرة بالقرى ينهى الأزمة
- مأذون قرية السفيانة: الحصول على ٤آلاف جنيه من أهل القاصرات وتحرير وصلات أمانة عليهم لتهديدهم حال الإبلاغ عنهم
- رصد حالات ترصد جرائم تزوير وثائق الزواج من دفاتر محكمة الأسرة
انتهاكات فادحة فى حق الفتيات القاصرات وغيرهن من المتزوجات والمطلقات لتصبح أجسادهن سلع رخيصة تباع وتشترى، ويتم السمسرة بحياتهن ومستقبلهن مقابل مبالغ مالية، مستغلين فقر أهلهن وسعيهم لستر بناتهن والتخلص من همومهن لتنتهى زيجاتهن بكوارث، فمنهن من ضاع حقها فى إثبات زواجها وأصبحت وطفلها خارج إطار القانون، ومنهن من وجدت نفسها مطلقة بلا وثيقة وهى مازالت تبلغ من العمر ١١عاما، ومنهن من تعرضت للضرب والعنف من قبل أهل الزوج وطردت من المنزل بعد زواج مزور دام ٦ أشهر وبأحشائها طفل لاذنب له، وكثير من الفتيات تنتهى قصتهن وراء قضبان السجن بعد أن يأسن من الحصول على حقهن فى وثيقة تثبت وضعها الحالى.
و"انفراد" يرصد انتهاكات استغلال أجساد الفتيات القاصرات داخل قرى القلويبة، التى تعد نموذجا صارخا لهذا النوع من التجار بالبشر، بالوقائع والأسماء والأرقام.
حالات التزوير بعقود الزواج بمحافظة القليوبية، بلغت ١٠آلاف حالة، كما بلغ عدد منتحلى صفة مأذون والمزورين ٤٠٠ شخص.
وتعددت مهن مرتبكى جريمة تزويج القاصرات، حسب الرصد، ما بين موظفى أوقاف على المعاش ونجارين وأصحاب محال جزارة وحلاقين ومالكى محال لبيع الهواتف وشيوخ إخوان.
تراوحت المبالغ التى يتم أخذها من أهل الفتاة القاصر ما بين ١٤٠٠جنيه و٤آلاف جنيه.
وتراوحت مدد الزواج مابين ٣ أشهر، كحد أدنى لحالات الزواج، و١٢شهرا.
وبحسب محكمة الأسرة، تم رصد أكثر من ٥آلاف دعوى لقاصرات لاثبات زواجهن، كما تم رصد ٧٤٠٠ حالة إثبات نسب خلال الفترة ما بين ٢٠١٣-٢٠١٦.
ومن قرى تزويج القاصرات وتزوير عقود الزواج بالقليوبية نبدأ بقرية "مجول" والتى شهدت خلال هذا الشهر تزوير حالتين زواج لقاصرات وبلغ سن الطفلتين ١١عاما و١٦ ونصف العام.
وعبر رصد الـ"انفراد"، قام بارتكاب الوقائع شيخ "إخوانى" يدعى "ه.ال" والمتهم بقضايا عنف فى أحداث رابعة بعد أن حصل على وصلات أمانة على أهل الفتاة ويردد - بحسب أهل القرية- شعار "مالنا ومال القانون طول البنت بلغت.. خلاص إحنا بنمشى حسب الشرع".
وفى رصد قرية أخرى وتدعى "مشتغر" مركز طوخ، تم رصد "حلاق" يدعى "ع.ال.م.ع" وشهرته "ع.ع" ومن أبرز الوقائع" طفلة تبلغ من العمر ١٣عاما ونصف وتدعى "فاطمة. س" ووالدايها "غلابة"، حسب رصد الحالة، وتزوجت من رجل يدعى "منصور.م"٦٥عاما تاجر مقابل ٧ آلاف جنيه.
وفى قرية كفر منصور" مركز طوخ، هناك مزور يدعى " م.ط.ج" عاطل ارتكب واقعة تزويج القاصر"نهى.س" البالغة من العمر ١٤عاما وذلك بعد استغلاله اسم مأذون المنطقة بوثائق غير قانونية وتقاضى مبلغ ٣٤٠٠جنيه من أهل الفتاة وتم تطليقها بعد ٥ أشهر من زوجها الأرمل البالغ من العمر ٤٠عاما، بعد التعدى عليها ضربا من "حماتها" لعدم حملها ووجود مشاكل لديها بسبب صغر سنها.
أما قرية المنزلة بمحافظة القليوبية، فهناك مزور يدعى الشيخ "س.ح" موظف بالأوقاف على المعاش، ينتحل صفه مأذون بالقرية ويقوم بإرتكاب تزويج القاصرات وتوفير محلل وتطليق غيابى وتزوير شهادات زواج من موتى للاستيلاء على الميراث وزواج مسيار ومتعة لاغنياء الخليج مقابل مبالغ مالية تتراوح بين ٤آلاف حتى ٢٠ألف جنيه.
قرية "العمار" بها منتحل صفة مأذون ويدعى "ظ. ك" والمهنه الأساسية له نجار يقوم بتزوير شهادات الزواج والطلاق وأختام الوثائق.
وفى رصد قرية السفيانة، تبين وجود جزار يدعى "ع.م.م" ويلقب بـ"شيخ المأذونين" ويتقاضى مبالغ أقل من المأذونين المعتمدين ويرتكب عدة وقائع من تزويج الفتيات تحت السن والزواج العرفى.
وفى قرية الحصة، موظف بوزارة الأوقاف ومحال على المعاش ويبلغ من العمر ٦٦عاما ويدعى "م.ع.ا" يمارس تزويج الفتيات أقل من السن وتزوير وثائق الزواج.
حالات ترصد جرائم تزوير وثائق الزواج من دفاتر محكمة الأسرة
"شادية ع" البالغة من العمر ١٦عاما والمقيمة بقرية صمط الجزيرة، والتى تزوجت من عجوز سعودى بالغ من العمر ٦٠عاما بعقد مزور، عن طريق منتحل صفه مأذون هارب من أحكام، والتى أقامت دعوى إثبات زواج ونسب لطفلتها"هناء" حملت رقم٩٣٢٤ لسنة٢٠١٦.
"شوقية ف"، الزوجة الرابعة وصاحبة الـ١٥عاما والمقيمة بقرية "نجول" والمتزوجة من تاجر ماشية بالغ من العمر ٥٠عاما ويدعى "سعد.ف" والتى تقيم دعوى إثبات نسب لطفلها "صلاح " حملت رقم ٨٧٥٤ لسنة ٢٠١٦.
رئيس النقابة الفرعية للمأذونين بالقليوبية، قال، "نناشد المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للأمومة والطفولة ومباحث الأموال العامة للتدخل ومنع تزوير عقود الزواج وملاحقة مرتكبيه لحماية الفتيات".
قال الشيخ وحيد زين، رئيس النقابة الفرعية للمأذونين بالقليوبية فى حديثة لـ "انفراد"، أثناء تعليقه عن جرائم تزوير وثائق الزواج وزواج القاصرات، إنه رغم الجهود التى تقوم بها نقابة المأذونين للتصدى لتلك الظاهرة ومحاولة الإبلاغ عن أى تجاوزات ورصد مخالفى القانون، إلا أننا بحاجة إلى مساندة الجهات الأمنية من مباحث الأموال العامة والجهات الحقوقية كمجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للأمومة والطفولة.
وتابع "قانون الإلتزام بتزويج الفتاة بسن الـ١٨عاما يجب أن يطبق ولا يصبح حبر على الورق فقط، وذلك عبر محاربة السماسرة، فالنقابة من جانبها تقوم بإنذار وعزل أى مأذون يتجاوز وتبلغ الجهات الأمنية، لكن المشكلة الأكبر فى منتحلى الصفة والذى يعملون فى النهار جزارين ونجارين وأصحاب محال وموظفين على المعاش، وليلا يمارسون مهنة الأتجار بإجساد الفتيات البرئيات".
مأذون قرية السفيانة، كشف عن أنه يتم أخد مبلغ ٤آلاف جنيه من أهل القاصرات وتحرير وصلات أمانة عليهم لتهديدهم فى حالة الإبلاغ، لافتا إلى أن سن الفتيات يبدأ من ١١عاما والعقود مزورة.
وقال الشيخ يسرى عبدالله، مأذون قرية السفيانة، "للأسف يتم المتاجرة واستغلال الحالة المعيشية السيئة لأهالى الفتيات بالقليوبية ورغبتهم فى ستر بناتهم والتخلص من العبئ المالى لهم وتزويجهن فى سن يبدأ من ١١عاما، وذلك عبر دفع مبلغ مالى لبعض الأشخاص الذى يرتكبون جريمة تزوير عقود الزواج وتحرير كمبيالات لضمان عدم إبلاغ الأهل عليهم".
وتابع، "تتراوح المبالغ ما بين ١٢٠٠جنيه و4 آلاف ويتم أحيانا دفعها على أقساط والنتيجة النهائية لتلك الكارثة وقوف الفتيات بعد شهور قليلة من الزواج دون وثيقة تثبت وضعها القانونى .
نقيب المأذونين: الحل فى القبض على السماسرة فى القرى
وعلق نقيب المأذونين إسلام عامر، على أزمة تزوير عقود الزواج والمتاجرة بإجساد الفتيات القاصرات بالقليوبية قائلا، " لم يتم تضافر الجهود الأمنية والحقوقية ونقابة المأذونين، وستظل مشكلة زواج القاصرات وأطفال الشوارع التى تنتج عنه قائمة وسنضيع مستقبل بنات بعمر الزهور لا ذنب لهن إلا فقر أهلهن".
وأشار إلى أن الكارثة تبدأ فى أستغلال أولئك السماسرة، لأسماء المأذونين وسرقة الدفاتر منهم وعقد الزواج فيها وتقاضى أموال، فى المقابل دون تسجيلها بالمحكمة وإثبات صحتها.
وشدد على ضرورة تحرك الجهات الأمنية على الفور،عندما يلجأ لها المأذون ويبلغ عن تزوير بعض منتحلى الصفة لعقود الزواج وارتكاب مخالفات قانونية.