يتنافس المرشح المستقل النمساوى ألكسندر فان دير بيلين ومرشح اليمين المتطرف نوربرت هوفر من حزب الحرية النمساوى، غدا الأحد فى جولة انتخابية جديدة على منصب رئيس النمسا، ويصعب توقع الفائز فيها لاسيما بعدما أظهرت نتائج أحدث استطلاع للرأى وجود تقارب كبير فى حجم التأييد للمرشحين، الأمر الذى يفسح المجال أمام جميع الاحتمالات حتى إعلان نتيجة الانتخابات الرسمية.
ويذكر أن إعادة الانتخابات الرئاسية غدا الأحد كان بأمر من المحكمة الدستورية التى ألغت نتائج الانتخابات التى أجريت فى مايو الماضى وفاز فيها بيلين بفارق طفيف على هوفر، نظرا لوجود مخالفات فى عملية فرز بطاقات الاقتراع، وكان مرشح اليمين المتطرف رفع الدعوى، لتصبح الانتخابات الأطول فى تاريخ النمسا.
وتقول صحيفة "أي بى تايمز" البريطانية، إنه رغم منافسة المرشحين على منصب شرفى بشكل كبير، إلا أن النتيجة ستكون اختبارا لمدى شعبية أحزاب اليمين المتطرف فى أوروبا، لاسيما عقب التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وقبل الانتخابات فى هولندا وفرنسا وألمانيا العام المقبل.
واعتبرت الصحيفة أن اقتراب السباق بهذا الشكل يعكس الانقسام داخل النمسا، مضيفة أن كلا من المرشحين ركزا حملتهما حول فكرة الأفضل لدولتهما، فمثلا كتب هوفر على أحد الملصقات الانتخابية "دولتكم بحاجة إليكم" و"نريد عودة النمسا". بينما كتب بيلين على ملصقاته "من يحب دولته لا يريد تقسيمها"، وركز على الترويج لفكرة الوحدة مقابل الخطاب المنتشر سواء المعادى للهجرة أو المعادى للإسلام، أو المتشكك فى فكرة وجود أوروبا موحدة.
وأضافت الصحيفة أنه رغم تبنى حزب الحرية لأفكار متشددة، فهو حزب شكله متعاطفون مع النازية فى الخمسينيات، إلا أنه مرشحه نجح فى تصوير نفسه كمرشح معتدل بابتسامته الواسعة ووجهه الوقور، فبدا وكأنه يستطيع التحاور مع الجميع، بتبنيه رسائل معتدلة لجذب الناخبين الذين لم يحسموا قرارهم بعد، وفى الوقت ذاته بمدافعته عن بعض الأفكار المتشددة للحصول على مباركة داعمى الحزب، ويسير دائما هوفر (45 عاما) حاملا عصى بسبب إصابة فى قدمه تعرض لها عام 2003.
أما بيلين، المرشح المستقل الذى يلقى دعما من حزب الخضر الذى كان عضوا فيه منذ 1992، فلديه خلفية عالمية أكثر من منافسه هوفر، إذ ولد لأم استونية واب روسى من أصول ألمانية وهولندية واستونية ويتبنى نهجا ليبراليا فيما يتعلق بالهجرة ودعم مؤسسات الاتحاد الأوروبى.
ويقول الباحث بمركز شاتام هاوس إن "الانتخابات الرئاسية النمساوية رائعة لأنها تمثل الكثير مما يجب تعلمه عن الشعبوية فى أوروبا" معتبرا أن منافسة كلا من حزب الخضر والحرية تكشف مدى الاستقطاب فى المجتمع النمساوى.
ويقول خبراء إن الحملة الانتخابية فى النمسا تأثرت كثيرا بانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، نظرا للخطاب الذى تبناه سواء المعادى للهجرة أو الإسلام، كما تأثرت كذلك بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
وأضاف الموقع أنه فى حال نجح هوفر فى حسم السباق، فسيكون أول رئيس يمينى متطرف فى أوروبا.
ورغم أن المنصب الرئاسى شرفى فى النمسا، إلا أن الرئيس لديه سلطات لتشكيل السياسة وتعيين وصرف وزراء فى الحكومة والدعوة لانتخابات برلمانية، وقد يمثل فوز مرشح اليمين المتطرف بداية موجة من المرشحين الشعوبيين فى أوروبا.