فى واقعة نادرة، كشفت شبكة "سى إن إن" الأمريكية ارتكاب أحد المراكز الطبية فى الولايات المتحدة واقعة إهمال طبى، عرضت ما يقرب من 600 مواطن لاحتمالات إصابتهم بفيروس سى وبى، ومرض نقص المناعة، الأمر الذى دفع مجلس النواب الأمريكى إلى التعليق على الواقعة والمطالبة بإقالة المسئولين عنها، خاصة وأن الحالات المعرضة للإصابة جميعهم من المحاربين القدامى.
وبحسب "CNN" فإن مركز "توما" الطبى، الخاص بعلاج المحاربين القدامى فى ولاية ويسكنسن الأمريكية، أبلغ 600 من المترددين على عياداته بأن طبيب الأسنان الذى عالجهم أهمل تعقيم أدواته، داعياً إياهم إلى إجراء فحوصات طبية عاجلة لضمان خلوهم من أى أمراض.
وأعلن المركز الطبى، أن الطبيب استخدم أدواته الخاصة بدلاً من معدات المركز المعقمة، والمخصصة للاستخدام مرة واحدة فقط، مما يعد مخالفة للوائح المركز، ويعرض المرضى للإصابة بأمراض من بينها نقص المناعة وفيروس التهاب الكبد الوبائى بنوعيه "بى" و"سى".
وقالت فيكتوريا براهم، القائم بأعمال مدير المركز الطبى، إن ما أقدم عليه الطبيب يعد انتهاكاً للوائح التى تنص على استخدام الأطباء لمعدات المركز، مشيرة فى تصريحات لها إلى أن التحقيقات التى أجراها المركز كشفت معرفة الطبيب التامة بقواعد العمل والسلامة، ولكنه على الرغم من ذلك أقدم على مخالفتها متعمداً من خلال استخدام معداته الشخصية.
وكشفت "CNN" أن الطبيب ـ الذى لم تذكر اسمه ـ تم تعيينه فى المركز شهر أكتوبر من عام 2015، وخلال تلك الفترة أجرى كشفاً على 592 مريضاً.
فى السياق نفسه، قال ماثيو جوان، متحدث باسم مركز "توما" الطبى: "سيتم التحقيق مع الطبيب أمام مجلس مراجعة، كما سيواجه إجراءات إدارية مشددة بعدما تم نقله إلى منصب إدارى بالفعل ومنعه من إجراء أى فحوصات طبية على المرضى".
وأضاف جوان فى تصريحاته التى نقلتها الشبكة الأمريكية: "خطر إصابة مرتادى المركز بالفيروسات السابق ذكرها ضعيف للغاية، لكننا طالبناهم بإجراء التحاليل الطبية بدافع الحيطة ليس أكثر".
ودفعت واقعة الإهمال الطبى، رئيس مجلس النواب الأمريكى بول راين إلى التعليق على الواقعة، مطالباً بإقالة الطبيب المسئول عن هذا الإهمال بشكل عاجل.
وقال راين: "هذه الأخبار ليست فقط مفجعة.. ولكنها شنيعة، كيف يمكن لمحاربينا القدامى أن يتم علاجهم بهذه اللامبالاة، وأين المسائلة على هذ الإهمال". وتابع: "عدم إقالة الطبيب المخالف يشير إلى بيروقراطية الإفلات من العقاب".
وكشفت "CNN" فى تقريرها أن عدد الوفيات التى تشهدها الولايات المتحدة بسبب مرض نقص المناعة وصلت لـ12333 حالة عام 2017، كما أن تكلفة علاج هذا المرض تصل إلى 5 آلاف دولار أمريكى شهرياًلكل حالة.. فيما يصل عدد الوفيات بسبب فيروس التهاب الكبد الوبائى "سى" بحسب إحصائيات عام 2014 لـ19659 مواطنا أمريكيا.