فى أول حوار تليفزيونى له بعد العفو الرئاسى، قال الباحث إسلام بحيرى، إن فكرة السجن فى حد ذاتها "مخيفة" ولا يمكن لأى إنسان طبيعى أن يتقبلها، مشيرا إلى أن ما فعله الرئيس عبد الفتاح السيسى بالعفو عنه لم يحدث داخل الدولة من قبل، مضيفا: "لم أصدق قرار العفو عنى لأنه لم يحدث فى الأزمان السابقة".
وأضاف "بحيرى"، خلال حواره ببرنامج "90 دقيقة" الذى يقدمه الإعلامى معتز الدمرداش، عبر فضائية "المحور"، أنه قضى 11 شهراً فى الحبس الانفرادى بناء على طلب منه فى غرفة "مترين فى مترين"، مضيفا: "والضباط كانوا بيهتموا بأفكارى"، متابعا: "السجن كان أجمل شئ فى حياتى ولن أغير قناعتى حيال كتب التراث".
وأشار إلى أن أفكاره التى طرحها على مدار الفترة السابقة فى برنامجه تمثل 1% فقط مما بداخله، معلنا عن استكمال تلك الأفكار خلال الفترة المقبلة، مضيفا "الثوابت خدناها وراثة خاطئة، والملحد والسلفى مؤمنين بفكر واحد وهذا الفكر موجود فى كتب التراث".
ولفت إلى أن من يقتلون جنود القوات المسلحة فى سيناء يستندون إلى كتب التراث الإسلامى، مضيفًا "الجلابية ملهاش علاقة بسنة الرسول على الإطلاق، والتيار السلفى عمره ما اتهزم ولا انتصر، ولو تجسد النفاق والظلم فى شخص لكان السلفى أولى به"، متابعًا "الأزهر مؤسسة عريقة وطلع متنورين، لكن أشخاص الأزهر الحاليين بيدافعوا عن كتب التراث، واللى بيدافع عن هذه الكتب أنا خصمه".
ونوه الباحث بأن كل قادة الفكر بتنظيم "داعش" الإرهابى مصريين وكانوا أبناء "القاعدة"، مشيرا إلى أنه حال انتقاد كتب التراث ستجف العمليات الإرهابية لأنه بمجرد هذا الانتقاد سيشكك المتطرفين فى عقيدتهم.
ولفت "بحيرى"، إلى أنه من الخطأ أن يصبح كتاب البخارى من الكتب الدينية، كما أن تقديس البخارى خطير جدا بالمجتمع، كاشفًا عن تلقيه عروضًا للعمل فى بعض دول الاتحاد الأوروبى بعد العفو الرئاسى وخروجه من السجن، لأن هذه الدول لديها مشكلات مع الإسلاميين، قائلا: "تلقيت عروض أوروبية كلاجئ دينى ومنحى الجنسية ومستعد لمنحهم خبراتى".
وأشار إلى أن القاضى فى مصر بشر وله توجهات، مضيفًا "أعتقد أن محدش هيدخل السجن بعدى على فكر فى مصر"، مشيرا إلى أن من يقف وراء سجنه هو محامى تابع لمنتصر الزيات، مطالبا بضرورة تجديد الفكرة الدينى، حيث أنها أصحبت ضرورة ملحة ولا تقل عن القرارات الاقتصادية بالدولة، حسب قوله.
وتابع: "لن أغادر مصر وسأفيد بلدى أولاً وأنا من النوع العنيد ومعى براءة نهائية وسأستكمل برنامجى من مكانى ولن أهرب".
وقال الباحث إسلام بحيرى، أن رجل الدين تطور دوره وتضخم وتغول فى القرون الوسطى أو ما يسمى "عصر النهضة الأوروبى" حتى أصبح كل شئ، لدرجة أنه تحول لـ"بيزنس" لمدة 300 عام، ويتدخل فى كل شئ فى حياة الإنسان.
وأضاف "بحيرى"، أن من يقتنع أن الإمامين الشافعى والبخارى جزء من الإسلام فهو مصاب بخلل فى عقله، مشيرا إلى أن الإسلام لم توجد به عقوبة الرجم فهى ليست إسلامية لأن القرآن خلا من أى آية بشأنها، مدللا على ذلك بفتوى الشيخ الراحل محمد أبو زهرة.
وأشار إلى أن كلمة "غزوة" ليس لها علاقة بالإسلام، لأن القرآن الكريم لا يوجد به هذه الكلمة على الإطلاق، مستشهدا بالآية الكريمة "ويوم حُنين"، ولكن تم اختراع كلمة غزوة وإلصاقها بالآية، مضيفا "ربنا قال يوم حنين، وعمره ما قال غزوة بدر وغزوة حنين، ومعنى الغزوة هو السير ليلا، لكن أنت وصلت بده الإسلام الدموى وآية السيف ولغيت آيات التسامح، طيب انت زعلان ليه من داعش؟".
وشدد على أنه سيتقدم ببلاغات ضد كل من أساء لشخصه، مضيفا "أى حد هيقول كلمة تسىء إلى شخصى هسجنه وسأتقدم ببلاغات ضد كل شخص سبنى"، متابعا: "لم أشتم أنبياء وأدافع عن الإسلام الحقيقى"، كاشفًا عن تلقيه 4 عروض داخلية ومثلها خارجيا لإعادة بث برنامجه، قائلا: "برنامجى راجع راجع ولن أتنازل عنه".
وأوضح الباحث إسلام بحيرى، أن القاضى الذى برأه فى قضية ازدراء الأديان كتب فى حيثياته نصا "أن القضية مقتصرة ومجتزئة من حلقات طويلة، وإذا ما تم رؤية الحيثيات فإننا نعتقد أنه لم يقترب من أصل العقيدة الإسلامية بل دافع عنها، وأعمال عقله فى نقد التراث البشرى".
وكشف أنه وجه سؤالا لقاضى الإدانة "هل أشخاص الشافعى وبن حنبل ومسلم ومالك من الإسلام؟" فلم يقتنع القاضى بكلامه على الإطلاق، مضيفًا "الخصوم كانوا كتير فى المحكمة، ومن كتر شدة المرافعة فى المحكمة طلبوا من القاضى لجنة من الأزهر تناظرنى لأنهم خافوا من مرافعتى الكويسة البليغة تأثر، ولكن لم يلتفت القاضى لطلب الخصم نفسه ودخل جوه قعد 3 ساعات وطلع أدانى".
وتابع: "أى قاضى ابن بيئته وتفكيره، وكتير منهم شافوا أن أنا برئ وادونى براءة، وزيهم شافوا إنى مدان"، وتابع "أحد الأخطاء اللى ودتنى السجن إنى كنت بشوف الباطل مكتوب عنى وبسيبه ومش برد علشان معنديش وقت، وفى فيديوهات بتطلع فلما تتفرج عليها تلاقينى مش بسب أى حاجة، وبالعكس بدافع، والفيديوهات دى اتحطت قدام القاضى، فأنا قلتله اتفرج على الفيديو وملكش دعوة باسمه، فقام اتفرج لوحدة من غيرى، فالظاهر اقتنع وادانى سنة سجن".
ومن جهتها أجرت الكاتبة فاطمة ناعوت، مداخلة هاتفية للبرنامج هنأت خلالها إسلام بحيرى لخروجه من السجن، قائلة: "ببارك لمصر خروجه، لأنها تحتاجه، وبعتبر إسلام بحيرى مارتن لوثر مصر، مارتن لوثر، الذى هدم أصنام الكهنوت الكاثوليكى فى القرون الوسطى، وقالهم تواصلوا مع الإنجيل، ونفس اللى عمله إسلام اللى قالهم تواصلوا مع القرآن فقط".
وأضافت فاطمة ناعوت، أن إسلام بحيرى حطم الأصنام البشرية التى يود البعض أن يعبدها، فيما قدمت له قصيدة على الهواء بعنوان "عصفور سجين" وتحمل بين أبياتها "جاء من سدرة المنتهى حاملاً قرآنه.. ليخط فوق أيكتنا ويعلم أولاد حارتنا كيف يخرجون من غيمة الحارة نحو نور الله الأبهر.. لكن شيوخ القبيلة القناصين أقزام لا يحبون الموسيقى.. رصدوا زقزقته فتكدرت مسامعهم التى يؤلمها النغم فكادوا له واجتمعوا تحت سقيفة البرية يزمرون الوعيد".