فند عبد الله رشدى، ممثل الأزهر فى مناظرات إسلام بحيرى، وإمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة، ما ذكره بحيرى فى لقائه ببرنامج 90 دقيقة مع الإعلامى معتز الدمرداش، على فضائية المحور، حيث قال بحيرى: أن من يقتنع أن الإمامين الشافعى والبخارى جزء من الإسلام فهو مصاب بخلل فى عقله، مشيرًا إلى أن الإسلام لم توجد به عقوبة الرجم فهى ليست إسلامية لأن القرآن خلا من أى آية بشأنها، مدللاً على ذلك بفتوى الشيخ الراحل محمد أبو زهرة.
وأشار عبد الله رشدى، فى تصريحات لـ"انفراد"، إلى أن كلمة "غزوة" ليس لها علاقة بالإسلام، لأن القرآن الكريم لا يوجد به هذه الكلمة على الإطلاق، مستشهدًا بالآية الكريمة "ويوم حُنين"، ولكن تم اختراع كلمة غزوة وإلصاقها بالآية، مضيفًا: "ربنا قال يوم حنين، وعمره ما قال غزوة بدر وغزوة حنين، ومغنى الغزة هو السير ليلاً، لكن أنت وصلت بده الإسلام الدموى وآية السيف ولغيت آيات التسامح، طيب أنت زعلان ليه من داعش؟".
وقال عبد الله رشدى، من ظن أن الإمامين الشافعى والبخارى خارجان عن فكر الإسلام فقد ضل فى عقله ودينه، ولربما أداة التسمم بأفكار المستشرقين للقول بذلك، فالإمام الشافعى يمثل عقلية فذة استطاعت أن تدرس نصوص الشرع دراسة مستفيضة لتنتج لنا قانون الترابط بين الجزئيات والكليات فى الإسلام مبلورة فى علم أصول الفقه الذى ينسب تقعيده وترتيبه واستنباطه للإمام الشافعى، وهو القائل: "إذا وجدتم كلامى يخالف كلام رسول الله فاضربوا به عرض الحائط".
وأضاف رشدى، أن الإمام البخارى لم يخترع دينًا بل تحرى الدقة فى نقل سنة سيدنا رسول الله وغربلتها، والبعد عن السقيم والاكتفاء بما كان فى أعلى درجات الصحة، ولشدة حرصه على ذلك فقد قال عن كتابه صحيح البخارى: "ما أدخلت فى الصحيح حديثًا إلا بعد أن استخرت الله تعالى وتيقنت صحته"، مضيفًا: "ولقد تتابع النقاد والخبراء من هذه الأمة طيلة اثنى عشر قرنًا على تمحيص البخارى ووقفوا أمام عظمة البخارى ودقة صنعته وصحة أحاديثه معترفين بذلك الفضل".
وتابع: إننا أمام عقليات تريد أن تجعل من فكرها حكما على فكرة أمة بأكملها، وتريد أن تجعل من رأيها حزامًا ناسفًا لكل الناتج العلمى والمعرفى الذى أنجبته عقول فلاسفة العلوم فى الإسلام، ولا يحسن أحدهم قراءة فقرة باللغة العربية الفصحى، ويريد أن يجعل فهمه وحده هو الصواب، وأن نلقى بكل التفسيرات والمفاهيم الأخرى فى سلة المهملات!، وكأن الشعراوى المجدد، والشيخ إسماعيل صادق العدوى الخطيب المفوه، وهما من تربى الرئيس على مائدتيهما، لم يكونا إلا رجلين لا يعقلان ما يقولانه، فكانا يروجان للمفاهيم التى يراها بعض أحداث الأسنان باطلة بزعمه!
وأضاف، ولا أدرى ما مشكلة الرجم، فقد ورد فى سنة رسول الله، ونفذه صحابة رسول الله وتلقته الأمة بالقبول، فما كان لمسلم أن يعترض على أمر ثبت عن رسول الله، والله يقول فى كتابه: "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم"، والله قد طالبنا بأخذ ما آتانا رسوله، وقد آتانا رسوله الرجم لمن زنى وهو محصن فقبلناه، وتتابع المسلمون على ذلك، ومع احترامنا لأبى زهرة ولرأيه لكننا لن نترك سنة رسول الله بعد ثبوتها، ولن نترك ما عليه مجددى الأمة بدءا بأبى بكر الصديق وانتهاء بالإمام الشعراوى، لنتابع عالما أو عالمين قالا بقول لا يسعفه الدليل.
وأردف، والغزوة لم يأت ذكرها فى القرآن، لكن جاء ذكر القتال، فهل يا ترى سنتبرأ من ألفاظ القتال فى القرآن، ونزعم أنها داعشية؟، أنحن أمام فكر يريد هدم القرآن؟!، إن الزعم بأن داعش تطبق ما فى كتب التراث والسنة هو عين الجهل من قائله، فداعش تحتكر تفسير القرآن والسنة بمعزل عن جمهور الأمة، وبمخالفة صارخة لما دونته الأئمة،وكتب التراث لا تسعف داعشا وإلا فلماذا يكفر الدواعش الأزهر إن كان الأزهر يدرس فكرهم ويعتمد منهجهم؟، أعتقد أننا أمام دواعش جدد يريدون هدم معقل الإسلام فى العالم، وهيهات!، والأزهر الشريف هو الحجر الأصم والطود الأشم الذى تحطمت عند سفحه آمال كل مخرب وأحلام كل واهم ومعاول كل هادم.
وأوضح رشدى، وليس العيب فى تراث مفكرى الأمة الإسلامية، ولكن العيب فى بعض العقول التى تريد أن تخضع العلوم لأفكارها الخاصة، ثم تريدنا أن نقبل منهم فكرهم كمسلمات لا يجوز الخروج عليها، يا سادة نحن أمام دواعش التبديد!.