يصل البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إلى اليونان خلال أيام، فى زيارة تستغرق أسبوعًا أعلن عنها الأنبا بافلوس أسقف عام اليونان أثناء اجتماعه الأسبوعى بشعبه هناك وسط تكتم من الكاتدرائية التى لم تصدر حتى اليوم أية بيانات إعلامية تخص الزيارة المرتقبة، والتى توصف بالتاريخية حيث تعد أول زيارة باباوية للكنيسة اليونانية منذ ربع قرن إثر خلافات عقائدية بين الكنيستين.
ورفض الأنبا بافلوس أسقف عام اليونان الكشف عن موعد الزيارة وقال لشعبه فى عظة أسبوعية هناك إن الكنيسة لم تحدد مواعيد وصول قداسة البابا، بناء على طلبه شخصيا وبالتنسيق مع الأمن، حتى أن كثيرا من الآباء الأساقفة لم يعرفوا حتى الآن إلا الوفد المسافر مع قداسته فى هذه الرحلة فالزيارة لها وضع خاص كونها تأتى بعد قطيعة مع كنيسة اليونان امتدت لقرون، وليس بكثير أن أعطينا زيارته لليونان مثل هذا الاهتمام فالوضع يختلف تمامًا عن زيارة البابا لكنائسنا فى هولندا أو السويد أو فرنسا أو إنجلترا وغيرها.
وكذلك فإن البابا تواضروس سوف يفتتح كنيسة قبطية مصرية جديدة هناك، بدأت إيبراشية اليونان فى توزيع دعوات الحضور لها، بينهم السفير المصرى باليونان وأعضاء البعثة الدبلوماسية وعدد من أعضاء الجالية المصرية باليونان. وقال أسقف عام اليونان أيضًا إن البابا سوف يزور بطريرك الكنيسة اليونانية البطريرك ايرينموس الأول رئيس أساقفة أثينا وعموم اليونان، بالإضافة إلى بعض اللقاءات مع المسئولين الحكوميين فى الحكومة اليونانية والبرلمان.
وكشفت مصادر كنسية، عن سر تكتُّم الكنيسة على زيارة البابا تواضروس لليونان، حيث توقع البابا تواضروس أن يواجه بهجوم شديد من قبل التيار التقليدى والمتشددين فى الكنيسة الذين سبق وأن هاجموا صلاته مع رئيسة الكنيسة اللوثرية السويدية بسبب اختلاف العقيدة. وأوضح المصدر، أن الكنيسة القبطية والكنيسة اليونانية بينهما خلافات تاريخية تعود إلى مجمع خلقدونية حول العديد من القضايا اللاهوتية بينها طبيعة السيد المسيح، بالإضافة إلى قضية صكوك الغفران وكذلك عصمة البابا حيث تؤمن الكنيسة اليونانية أن البابا ليس معصومًا من الخطأ على عكس الكنيسة القبطية المصرية بالإضافة إلى إيمانها بأن المسيح له طبيعتين بشرية وإلهية وهو عكس إيمان الكنيسة القبطية التى تعتقد بالطبيعة الواحدة للمسيح (اللاهوت والناسوت)، والعديد من القضايا اللاهوتية الأخرى المختلف عليها.
وتوقع المصدر، أن تصبح الزيارة مدخلا لحوار لاهوتى مسكونى بين الكنيستين بعد سنوات من "الحرومات" بينهما أى أن كل كنيسة تحرم معتقدات وأفكار الكنيسة الأخرى. فيما حاول "انفراد" التواصل مع القس "بولس حليم" المتحدث الرسمى باسم الكنيسة للرد على هذا التقرير، إلا أنه لم يرد.