اختار الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب أمس الاثنين منافسه السابق فى الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهورى، بن كارسون ليصبح وزيرا للإسكان والتنمية الحضرية. ونقلت قناة (سكاى نيوز) عن ترامب قوله- فى بيان له أصدره مكتبه الانتقالى- "إنه يشعر بسعادة غامرة لترشيح كارسون"، مضيفا أن كارسون لديه عقلا لامعا ومتحمسا بشأن تعزيز المجتمعات المحلية والأسر فى تلك المجتمعات.
يبدو أن وزير الإسكان والتنمية الحضرية الأمريكى الجديد لديه بعض الأفكار الغريبة والعجيبة، حيث أعلن قبل 17 عامًا خلال خطاب حفل التخرج من جامعة أندروز بولاية ميشيجان أن نظريته الشخصية هى أن الأهرامات بُنيت لتخزين الحبوب، وجميع علماء الآثار يعتقدون أنها بُنيت كقبور للفراعنة، ولكن، كما تعلمون، عليها أن تكون ضخمةً للغاية إذا توقفتم وفكرتم فى الأمر.
"ويعد وزير الإسكان الأمريكى الجديد جراح أعصاب متقاعد، اعتبر أن الخطر الأكبر الذى يواجه أمريكا هو السقوط الذاتى والروحى لها، مشددا على أن المسلم لا يصلح ليكون رئيسا للولايات المتحدة، لأن عقيدة المسلمين تتعارض مع المبادئ الأمريكية، وأنه مستعد لتقديم الدعم لشخص بخلفية إسلامية فى حالة رفضه لمبادئ قناعاته الدينية، وأن يقسم على وضع الدستور الأمريكى فوق دينه.
ويتفق ترامب وكارسون فى كثير من الأمور، التى بدت واضحة أثناء حملاتهم الانتخابية فى فترة ترشحهم للرئاسة، فكلاهما أطلقا العديد من التصريحات عن معاداتهما للإسلام والمسلمين، إذا صرح كارسون حينها رفضه لأن يتولى مسلم رئاسة الولايات المتحدة، وبعد الجدل بشأن حديثه هذا، رفض الاعتذار وأكد أنه يرحب بأى شخص يتولى الرئاسة بشرط أن يتمسك بالقيم الأمريكية والالتزام بالدستور الأمريكى.
تعكس تصريحات كارسون الذى ينتمى لأفراد الكنيسة السبتية، إحدى الكنائس الإنجيلية القائمة على انتظار المجيء الثانى للمسيح، وهو ما كان يثير القلق لدى كثيرين ممن يخشون أن تؤثر قناعاته على مسلكه السياسى فى حالة لو أصبح رئيساً، تعصبه وتطرفه دينيا الذى ظهر واضحا فى أكثر من لقاء وحوار معه.
وردا على تصريحاته التى هاجمت الإسلام، واجه كارسون هجوما واسعا من المنظمات الإسلامية بالولايات المتحدة، فضلا عن هجوم منافسيه من المرشحين الجمهوريين فى سباق الرئاسة، بالإضافة لهجوم هيلارى كلينتون تحديدا على تصريحاته برفض أن يتولى مسلم منصب الرئيس.
لم يكتفِ كارسون بتعصبه ضد المسلمين فقط، بل امتد بتطرفه إلى الحضارة المصرية القديمة، إذا أكد اعتقاده بأن الأهرامات المصرية استخدمت لتخزين الحبوب والغلال وليس كما يقول علماء الآثار لدفن الفراعنة، إنما من بناها هو النبى يوسف لتخزين الغلال.