لم يتصور يوما صاحب نوبل أن الظروف التى صنعت شخصيات روايته ما هى إلا بداية السلالة التى تخلف من بعدها أشخاصا يستمرون فى الحياة ويتناسلون بقوة فى الألفية الثالثة، وهذا ما رآه عدد من الكتاب الشباب الذى تعمقوا وفكروا فى أقرب شخصية من شخصيات الروائى العالمى نجيب محفوظ تشبه البرلمانى أبو المعاطى مصطفى الذى هاجم نجيب متهما إياه بخدش الحياء.
قال الكتاب محمد ربيع: إن أقرب شخصية فى شخصيات الروائى العالمى نجيب محفوظ تشبه البرلمانى الذى هاجمه، هو "زيطة" التى رسمها الروائى الكبير نجيب محفوظ فى روايته (زقاق المدق)، وهو شخصية تشوه خلف الله حيث أطلق عليه "صانع العاهات"، فإذا كان زيطة يقوم بتشويه أجساد من يأتون حتى يدخلون عالم التسول، فهناك من يشوه الناس بما يقوله عنهم.
وفى السياق نفسه رأى الكاتب سامح فايز أن أقرب شخصية من شخصيات صاحب نوبل للبرلمانى الذى هاجمه، هو محجوب عبد الدايم فى رواية "القاهرة 30"، وهو شخصية وصولية يبحث عن الشهرة والتواجد والمال، والتشابه بينهما يكمن فى أن يسلط الضوء على نفسه، ولهذا قام بالهجوم على رمز من رموز الأدب، وللأسف الكثير فى الوقت الحالى يجدون أنفسهم من المجهولين فيقومون بمهاجمة أحد الرموز فى أى مجال حتى يلتفت العالم لهم، لكنهم لا يعرفون أن هذا الهجوم يدل على جهلهم.
كما اتفق الكاتب زياد إبراهيم عبد المجيد مع كلام سامح فايز، بأن أقرب شخصية تشبه البرلمانى الذى هاجم الروائى العالمى فى روايته هى شخصية محجوب عبد الدايم الخالق الناطق، الذى يبحث عن الشهرة والتواجد طوال الوقت، فهو كان يعيش مجهولا فيبدأ بالبحث عن الشهرة والأضواء فقام بمهاجمة أحد عملاقة ورموز الدب العربى نجيب محفوظ حتى يتحدث عن الناس ويتردد اسمه بالصحف ووسائل الإعلام.
ومن جانبه قال الكاتب هشام أصلان: إننى فكرت كثيرا فى وجود تشابه بين شخصية هذا النائب البرلمانى الجاهل وبين أى من شخصيات نجيب محفوظ، المشهورة على الأقل، فلم أجد شيئا واضحا، والمسألة فى تصورى لها علاقة بأن نجيب محفوظ كان يكتب أعماله داخل سياق فى سياق ونسق معين، لكننا الآن نعيش داخل ما أسميه "اللاسياق"، ومن الصعب أن تجد تشابها بين التفكيرين إيجابًا أو سلبا، ونجيب محفوظ كان حريصا فى كل أعماله على الاهتمام بخصوصية ملامح الذين يكتب عنهم، وأنت عندما تتأمل صديقنا النائب البرلمانى، أعتقد أنك ستجده خاليا من الملامح التى تستطيع منها صوغ شخصية روائية، وهو يعبر، للأسف، عن كثير مما نراه على سطح هذه المرحلة.