أثار الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، الغضب بعد قيامه بإلغاء صفقة لشراء طائرة ناقلة للرؤساء تقوم بتصنيعها شركة "بوينج" الأمريكية، من خلال حسابه على موقع تويتر.
وكتب ترامب على حسابه بموقع تويتر، الثلاثاء، منتقدا ارتفاع تكلفة الطائرة: "إن بوينج تصنع طائرة سلاح جو واحد جديدة طراز 747 للرؤساء فى المستقبل، ولكن تكلفتها خارج السيطرة، أكثر من 4 مليار دولار، سألغى الطلب".
وذكر مجلة "نيويورك ماجازين" أن ترامب تسبب فى خسائر لأسهم شركة بوينج، عملاق صناعة الطائرات الأمريكية، حيث انخفض سعر سهم الشركة بنسبة 1.6% فى أعقاب تويتة ترامب، ليصل إلى أدنى مستوى له عند 149.75 دولار. كما أشار موقع ماركت ووتش إلى أن التعاملات المبكرة أظهرت تراجع فى القيمة السوقية للشركة بمقدار مليار دولار.
وفيما لم يتضح سبب إعلان ترامب المفاجئ عن إلغاء الصفقة بهذا الأسلوب، إلا أن العديد من المواقع الإخبارية الأمريكية ذكرت إلى أن التويتة جاءت بعد دقائق قليلة من نشر تصريحات أدلى بها الرئيس التنفيذى لشركة بوينج، دينيس مولينبيرج، تحمل انتقادات غير صريحة لسياسات ترامب التجارية.
إذ جاءت تويتة ترامب بعد 20 دقيقة من نشر صحيفة شيكاغو تريبيون تصريحات أدلى بها مولينبيرج، الجمعة الماضية، أمام جمعية مصنعى إلينوى، محذرا من المشاعر المناهضة للعولمة التى روج لها بعض المرشحين خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، وحذر من الإنسحاب من اتفاقات التجارة التى تمثل قواعد التجارة الدولية منذ عقود.
وكان سلاح الجو الأمريكى الذى يتولى تشغيل الطائرات الرئاسية أعلن فى يناير 2015 أنه سيتم الاستعانة بطائرتين بوينغ 747-8 ليحلا محل الطائرتين الحاليتين. ويمكن لتلك الطائرات السفر بشكل مباشر من واشنطن إلى هونغ كونغ وهى مسافة تزيد 1600 كيلومتر عن إمكانات الطائرة الرئاسية الحالية.
ووفقا لوثائق عن ميزانية مشروع الإحلال أطلعت عليها وكالة رويترز، فإن التكلفة تبلغ 2.87 مليار دولار موزعة على الأعوام المالية من 2015 وحتى 2021 فقط على الأبحاث والتطوير والتجارب والتقييم.
وانتقد ريتشارد أبولافيا، محلل شئون الطيران لدى مجموعة تيل، تصرف ترامب قائلا "هذا هو المكان الخطأ للحديث عن هذه الأمور.. الناس فى واشنطن ليسوا غاضبين فقط بشأن إلغاء برنامج صغير نسبيا، بقدر ضيقهم من أن لدينا رئيس لا يفهم ما هو مطلوب لتكون رئيسا".
وتحدث الخبير الأمريكى، لصحيفة يو إس إيه توداى، عن إمكانيات الطائرة بوينج 747 مشيرا إلى أنها مصممة للطيران فى أسوأ الظروف الأمنية ومنها نشوب حرب نووية أو هجمات إرهابية. وأضاف أن التكلفة التى تتراوح بين 3 و4 مليار دولار معقولة والاعتقاد بخلاف ذلك هو "جهل تام".
وأشارت الصحيفة إلى أن تشكيك الرئيس الأمريكى الجديد فى عقود الدفاع الحالية، يعد مؤشرا على المزيد من العقبات التى ستواجها عقود الدفاع بشكل عام فى المستقبل.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن كبار رجال الأعمال والاقتصاديين فى الولايات المتحدة باتوا قلقين بشأن قدرة تعبير المديرين التنفيذيين عن آرائهم بحرية فى سياسات ترامب دون أن يمر ذلك بدون غضب من الرئيس.
وأعتبر جريجورى مانكيو أستاذ الاقتصاد بجامعة هارفارد الأمريكية والذى شغل منصب رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين فى إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، تصرف ترامب بأنه لى ذراع، قائلا "إن لى ذراع الناس هو إشكالية فى حد ذاتها لرئيس الجمهورية".