كشفت وثائق جديدة سربها عميل وكالة الأمن القومى السابق "إدوارد سنودن"، عن أن هناك جهات استخباراتية كبرى حول العالم بما فى ذلك وكالة الأمن القومى الأمريكية (NSA) وهيئة (GCHQ) البريطانية تجسستا على المكالمات التى تم إجراؤها من قبل ركاب الطائرات على مدار سنوات، واعترضتا الاتصالات من الهواتف النقالة التى تستخدم فى الرحلات الجوية التجارية.
وكشفت الوثائق عن كيف تمكنت تلك الجهات من التقاط البيانات المتنقلة من ارتفاع 33000 قدم فوق الأرض، حيث ذكر التقرير الذى نشره موقعibtimesالبريطانى عن أن وكالةGCHQ البريطانية استخدمت برنامج تجسس يحمل اسمSouthwindsساعدها فى جمع البيانات من الاتصالات أثناء الطيران فى جميع أنحاء أوروبا، والشرق الأوسط، وأفريقيا، ومكن وكلاء الحكومات من "الوصول الكامل" إلى النشاط المحمول.
وتشمل شرائح المعلومات التى تم جمعها المكالمات والنصوص والبريد الالكترونى والتحديثات شبكة اجتماعية من أمثلة فيس بوك وتويتر، وخرائط جوجل، عبر بروتوكول الإنترنت.
بريطانيا تخدع مواطنيها
يذكر أن العديد من شركات الطيران تقدم لركابها خدمات الهاتف المحمول، وخاصة المسافرين لمسافات طويلة وعلى درجة رجال الأعمال، وعملت السلطات البريطانية على توسيع تقديم مثل تلك الخدمات لركاب الطائرات، وليس هذا فقط بل أنها زودتهم بالواى فاى من أجل السماح لها بجمع بيانات أكبر خلال استقلالهم الطائرات.
وأشارت الوثائق المسربة حديثا إلى أن فى مناقشة سابقة لبرنامج Southwinds قالت وكالة GCHQ البريطانية إنه يمكنها من جمع بيانات فى الوقت الحقيقى ما دامت الطائرة على ارتفاع أكثر من 10 آلاف قدم.
تجسس وكالة الأمن القومى الأمريكية على الركاب
فى الوقت نفسه كشفت وثيقة منفصلة صدرت من قبل موقع The Intercept الأمريكى بالتعاون مع صحيفة "لاموند" الفرنسية أن وكالة الأمن القومى الأمريكية لديها قدرات مماثلة فى التجسس على الركاب، حيث إنها تمكنت من اعتراض مكالمات ركاب الرحلات الجوية من عام 2009.
فكلا من الرؤساء وتجار المخدرات والأسلحة والإرهابين وحتى الركاب العاديين استخدموا الهواتف المخصصة لإجراء المكالمات على متن الطائرات، وهو الأمر الذى ساعد بشكل كبير فى التجسس على ما يقولونه خلال تلك الفترة.
ووفقا لما جاء داخل وثائق "إدوراد سنودن" الأخيرة فوكالة الأمن القومى الأمريكية استخدمت برامج متطورة من أجل التقاط المكالمات والرسائل وحتى التغريدات وتحديثات فيس بوك التى تلاقها ركاب الطائرات على بعد 33 ألف قدم فوق سطح الأرض".
الرد الرسمى على الوثائق
قال المتحدث باسم GCHQ "مكتب الاتصالات الحكومية البريطانية" لموقع IBTimes إنه ليس لديهم أى تعليق عن هذا الأمر، وهناك سياسة طويلة الأمد تقر بأنهم لا يمكنهم التعليق على المسائل الاستخباراتية، وأضاف أن أى عمل يقومون به يتم تنفيذه فى إطار قانونى وسياسى صارم، كما أن نظام التجسس واعتراض المكالمات فى المملكة المتحدة متوافق تماما مع الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.