نقلا عن العدد اليومى..
أكد السفير المصرى فى الصين «أسامة المجدوب»، أن مصر تعد من أهم 20 دولة فى مبادرة «الحزام والطريق» التى أعلنها الرئيس الصينى فى عام 2013 والتى تضم 65 دولة على مستوى العالم، لافتا إلى أن من أهم المحاور التى ستسهم بها مصر فى المبادرة «محور قناة السويس»، مؤكدا أن أن الاتفاقية التى تم توقيعها لتبادل العملات مع الصين ستخفف العبء على استخدام الدولار، إضافة إلى غيرها من القضايا المهمة التى تطرق إليها الحوار.
ونسأله فى البداية عن مصير المشروعات المشتركة التى تم توقيعها منذ شهور مع الجانب الصينى؟
- فى إطار اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة التى وقعها الرئيس عبدالفتاح السيسى مع نظيره الصينى شى جين بينج، وتضمنت 18 مشروعا تم الاتفاق عليها، بدأ بالفعل تنفيذ مشروعين فى مجال الطاقة الإنتاجية، أما بالنسبة لباقى المشروعات فجار استكمال العقود، وهناك مشروعات أخرى قيد الدراسة والتفاوض، وأخرى طرحت فى مناقصات دولية للحصول على أفضل العروض، ونراعى دائما المصلحة المصرية، حيث تقوم السفارة بتقريب وجهات النظر وتنفيذ الاتفاقيات بشكل سريع دون تأخير.
اسامة المجدوب
وماذا يعنى قرار دخول «اليوان» سلة العملات الدولية.. وما هو تأثيره على الجنيه المصرى؟
- إضافة العملة الصينية «اليوان» إلى سلة العملات يساعد مصر على توقيع اتفاقية تبادل عملات مع الصين بما يعادل 2.7 مليار دولار، حيث يقوم الجانب الصينى بإيداع المبلغ فى البنك المركزى المصرى باليوان، ويقوم الجانب المصرى بوضعه فى البنك المركزى الصينى بالجنيه المصرى، وهذا يخفف العبء على استخدام الدولار فى مصر.
هل التعاون المصرى الصينى قائم على القضايا الاقتصادية فقط، أم أن هناك جوانب سياسية؟
- التنسيق مع الجانب الصينى مستمر على مختلف الأصعدة بما فى ذلك مجال مكافحة الإرهاب، حيث وجهت الدعوة إلى الرئيس السيسى لحضور قمة العشرين التى عقدت فى هانغتشو، وكانت مصر ضيف الشرف للقمة، كما أن الجانب الصينى حريص على الاستفادة من الخبرة المصرية فى مكافحة الإرهاب، ليس فقط من الناحية الأمنية ولكن أيضا من الناحية المجتمعية، وكيفية تطوير الخطاب الدينى، وتنقية الأفكار الدينية، ومن الناحية المالية أيضا تجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله. أما بالنسبة للموضوعات السياسية، فهناك تنسيق كبير بين الدولتين، فالموقف الصينى متوافق إلى حد كبير مع الموقف المصرى والعربى من حيث التأييد المبدئى للقضية الفلسطينية، كما تم عقد لقاء مع السفراء العرب ضم السفير المصرى، والعمانى والأردنى والقطرى والفلسطينى ونائب رئيس مكتب الجامعة العربية، مع مساعد وزير الخارجية الصينى للمنظمات الدولية، لمناقشة وضع أنسب تصور لطرح مشروع قرار لإدانة الاستيطان للأراضى المحتلة فى فلسطين، حيث إن الصين من الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن.
هل هناك أمل فى زيادة السياحة الصينية لمصر؟
- المكتب السياحى يطرح برامج سياحية مناسبة للسوق الصينية، والسفارة تعمل بالتنسيق مع المكتب على نقل صورة حقيقية للحالة الأمنية فى مصر أولا بأولا، وأعتقد أن حركة السياحة الصينية فى تزايد مستمر.
كيف يمكن لمصر أن تستفيد من صندوق طريق الحرير والبنك الآسيوى؟
- زرت منذ أيام صندوق طريق الحرير الذى يعد أكبر صندوق استثمارى بالصين، حيث أعلن الرئيس الصينى عن إنشائه برأس مال قدره 40 مليار دولار أمريكى فى ديسمبر 2014، بتمويل مشترك من قبل احتياطيات النقد الأجنبى للصين، ومؤسسة الصين للاستثمار، وبنك التصدير والاستيراد الصينى، وبنك التنمية الصينى، وبدأ العمل رسميا فى فبراير 2015، وكان هدف الزيارة هو محاولة جذب الاستثمارات لمصر، أما بالنسبة للبنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية، فالجانب المصرى لم يطرح أى مشروع حتى الآن، حيث تتم دراسة عدد من المشروعات فى مصر وسيتم الاختيار من بينها، فمصر تسعى لجلب التمويل للمشروعات، وخاصة مشروعات البنية التحتية التى تمول من خلال قروض فقط، وهذه البنوك مختصة فى مشروعات البنية الأساسية.
السفير المصرى أسامة المجدوب ومحرر "انفراد"
وما هى تطورات مشاركة الصين فى إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة؟
- رئيس شركة سى إف إل دى «CFLD» زار مصر الشهر الماضى، والتقى بالرئيس عبدالفتاح السيسى، من أجل الاتفاق على بدء العمل فى مشروع العاصمة الإدارية، وعند عودته إلى بكين التقيت به، وقال لى إنه سيتم الانتهاء من صياغة العقد النهائى قبل نهاية العام الحالى. وتعد شركة سى إف إل دى «CFLD» الصينية من أكبر الشركات الصينية فى العالم لإقامة المدن متكاملة الخدمات والمرافق، حيث قامت بإنشاء 40 مدينة متكاملة داخل الصين ومشروعين فى الهند وإندونيسيا، وتقدر إجمالى إيرادات مبيعات الشركة المتوقعة خلال عام 2016 بحوالى 20 مليار دولار.
أما بالنسبة للشركة الصينية العامة للهندسة الإنشائية CSCEC، التى تعد واحدة من أفضل 500 شركة فى العالم، ويعمل بها أكثر من 190 ألف عامل، فقد قامت بتصميم وبناء الكثير من المبانى والمستشفيات والكبارى فى جميع أنحاء العالم، ومن المأمول أن يبدأ العمل فى العاصمة الإدارية بداية من العام المقبل.
وهل هناك جديد بالنسبة لمشروع القطار المكهرب «السلام- العاشر» الذى شهد تعثرا فى المفاوضات؟
- مشروع خط القطار المكهرب الذى يربط فى مرحلته الأولى بين مدينة السلام بشرق القاهرة ومدينة العاشر من رمضان، من المنتظر أن يبدأ الجانب الصينى العمل فى المشروع فى وقت قريب.
وماذا عن السلع الصينية الرديئة التى تدخل إلى السوق المصرية؟
- للأسف، هناك بعض التجار المصريين يأتون لمناطق معينة فى الصين، ويقومون بشراء منتجات ذات جودة منخفضة، مما يعطى صورة سيئة عن البضائع الصينية، لكن الحقيقة أن الصين تنتج بضائع ذات مستويات جودة متعددة، وعلينا اختيار الأفضل، وهنا فإننى أريد توجيه رسالة للجانب المصرى، مفادها أنه «علينا أن نحرص على الاستفادة من علاقات مصر المتميزة مع الجانب الصينى وتجنب البيروقراطية المعقدة، وتذليل كل العقبات لتحقيق أقصى استفادة من الجانب الصينى، فالفرصة سانحة أمامنا لذلك، والجانب الصينى لديه الرغبة السياسية لمساعدة مصر، بدون ثمن سياسى».