"توتراً متصاعداً" هكذا توصف العلاقات التركية والألمانية، بعد الانتقادات الواسعة التى وجهتها برلين إلى النظام التركى بقمع الحريات والتنديد بحملات الاعتقال التعسفية التى تمارسها أنقرة بحق المعارضة، عقب تقديم عناصر من الجيش طلبات لجوء سياسى إلى ألمانيا هروبا من بطش السلطات، فضلا عن ابتزاز الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لدول الاتحاد الأوروبى وتهديدهم بفتح الأبواب أمام اللاجئين للتدفق إلى اوروبا.
وتجددت الأزمة الدبلوماسية بين البلدين بعدما استدعت الخارجية التركية سفير ألمانيا "مارتين إيردمان" وفقا لمصادر دبلوماسية من أنقرة لوكالة نوفوستى، بسبب توقيف برلين نائبة رئيس برلمان تركيا، أيشينور باختشيكابيلى، من قبل شرطة مطار كولونيا، وهو ما دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يوجه انتقادات شديدة اللهجة إلى السلطات الألمانية على خلفية الواقعة.
واحتجزت شرطة المطار، المسؤولة التركية، أمس الأربعاء، لمدة 45 دقيقة، خلال عودتها إلى تركيا، نظرا لاعتبار أن بطاقة هويتها المؤقتة، التي حصلت عليها باختشيكابيلي في القنصلية التركية بعد سرقة حقيبتها وفيها جواز سفرها الدبلوماسي من قبل لصوص، غير مفعّلة.
وقال أردوغان، تعليقا على هذا الحادث، في وقت لاحق أمس الأربعاء: يستقبلون إرهابيين ويقدمون مآوى لهم، لكنهم يوقفون نائبة رئيس برلمان بلادنا لعدة ساعات في المطار، أليس علينا أن نفعل الشيء نفسه بحقهم؟ وفي هذه الحال، سيسمون أردوغان دكتاتورا!".
وهدد الرئيس التركي بأن بلاده سترد بإجراءات مماثلة في حال عدم اتخاذ (برلين) تدابير مناسبة بحق المسؤولين المتورطين في الواقعة.
وفي غضون ذلك، ذكرت وكالة "نوفوستي" الروسية، استنادا إلى مصادر دبلوماسية في أنقرة، بأن وزارة الخارجية التركية استدعت، الأربعاء، السفير الألمانى لدى تركيا، مارتين إيردمان، مطالبة إياه بتقديم توضيحات حول توقيف باختشيكابيلي.
من جانبه، أدان البرلمان التركى، في بيان خاص، تصرف السلطات الألمانية بسبب احتجاز باختشيكابيلي، قائلا: تعد مثل هذه التصرفات بحق نائبة رئيس مجلس الأمة التركي الكبير أمرا غير مقبول".
ومنذ حركة الجيش التركى فى يوليو الماضى، دخلت العلاقات التركية الألمانية فى مرحلة شد وجذب، وانتقد وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير النظام التركى، وندد مؤخرا فى بيان له بحملات القمع الواسعة التى يشنها نظام أردوغان على الإعلام واعتقال قادة حزب الشعوب الديمقراطى المعارض، فضلا عن استدعاء برلين السفير التركى احتجاجا على تلك الممارسات.
كما أن ألمانيا عارضت بشدة، إعادة تركيا لعقوبة الإعدام، وقال وزير الخارجية الألمانى إن أى تحرك من جانب تركيا لإعادة عقوبة الإعدام سيخرج جهود تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبى عن مسارها، وأضاف أن العمل بعقوبة الإعدام سيمنع إجراء مفاوضات ناجحة بغرض الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى.