"بابا" أولى الكلمات التى ينطقها الطفل عندما يتعلم الكلام، وهى نعمة انعم الله بها على الوالدين دون غيرهما، إلا أن هناك جريمة بشعة استيقظ عليها سكان شارع "بدرخان" احد اكبر أسواق الخضروات وسط مدينة بنى سويف، عندما فوجئ أهالى احد الشوارع المتفرعة من شارع "بدرخان "بالطفلة ندى خارجة من باب المنزل وهى محترقة الأطراف وعلامات التعذيب ظاهرة على جميع أجزاء جسدها البريء.
الصدفة تنقذ الطفلة ندى
الصدفة وحدها كانت السب فى إنقاذ المتبقى من جسد الطفلة ذات الأربعة أعوام والذى احترق تماماً جراء التعذيب الذى استمر لأكثر من ستة أشهر من قبل والدها، عندما خرج الزوج وزوجته إلى احد مراكز الأشعة القريبة من المنزل تاركين أبواب شقتهما دون إغلاقها لتخرج الطفلة إلى الشارع الصغير وهنا تظهر المفاجأة الصادمة وتبدأ القصة.
انفراد ترصد المأساة
وفى أحد الأزقة الصغيرة المتفرعة من شارع "بدرخان" أحد شوارع صلاح سالم بوسط مدينة بنى سويف، انتقلت كاميرا انفراد، حيث شقة صغيرة بالطابق الارضى بأحد المنازل القديم انبعثت الروائح الكريهة من تلك الشقة التى تملئها الحشرات لعدم نظافتها.
وجدنا الشقة خالية من الأثاث بعدما أخذت الزوجة الثانية للأب الجانى كل الأثاث وذهبت للعيش فى مكان أخر، خشية أن تطالها يد القانون بعدما ألقت الشرطة القبض على زوجها والد الطفلة ندى.
ابو جنا صاحب البلاغ يتحدث لـ "انفراد"
"ابوجنا "صاحب احد محلات الدواجن بشارع بدرخان، "البطل"، كما اطلق عليه أهالى المنطقة بعدما اتصل بالشرطة لإنقاذ الطفلة "ندى" وقام بتحرير محضر فى قسم شرطة بنى سويف ضد والدها يتهمه بتعذيب طفلته.
وروى عمرو عرفة صاحب محل الدواجن قصة ندى قائلا "عقب انتهائى من عملى بمحل الدواجن الذى امتلكه بذات الشارع وأثناء عودتى إلى المنزل فوجئت بأهالى المنطقة يتجمعون أمام طفلة صغيرة لا تتجاوز الأربعة أعوام، عليها علامات تعذيب كثيرة فى كافة أنحاء جسدها، وعندما قدم الأهالى لها الطعام تناولته بشراهة، مما يدل على عدم تناول تلك الطفلة لاى طعام منذ فترة كبيرة ".
احتجاز الطفلة بمستشفى بنى سويف العام
وأضاف "عمرو "، فور مشاهدتنا للطفلة ندى وعليها علامات التعذيب اتصلت بالنجدة وقدمت سيارة شرطة وأخذتنى أنا والطفلة لقسم الشرطة وحررت محضر ضد والدها لقيامه بتعذيب الطفلة وتم نقل الطفلة فى حالة سيئة إلى قسم الحروق بمستشفى بنى سويف العام.
وتابع: "ندى حكت لى وللنيابة كيف كانت تعذب، وقالت إن والدها طعنها فى صدرها بالسكين، وحرق كعب أرجلها بالمكواة، كما وضع رأسها على البوتاجاز، وكان يضع أصابعها فى المياه المغلية وعلى البوتاجاز".
وكشف "عمرو" اتهمت الطفلة والدها بحرق كافة أنحاء جسدها بحجة تناولها قطعة لحوم صغيرة كانت معدة له، مشيراً إلى أن الطفلة مصابة بحروق متفرقة فى أنحاء جسدها، وأطرافها بها غرغرينة ومهددة بالبتر.
صاحبة المنزل: الأب يسكن مع زوجته الجديدة فى الشقة منذ عامين
وأمام منزل الطفلة ندى، التقينا بصاحبة المنزل التى يستأجر منها والد ندى الشقة والتى أكدت أن والد "ندى" استأجر الشقة منذ سنتين وهو وزوجته الثانية والتى تعمل فى مجال العقارات ويعيش بداخلها مع زوجته وطفلته ندى وطفلين من الزوجة الثانية مصابان بالسرطان.
وأضافت الحاجة " زينب " صاحبة المنزل " أصيب والد ندى فى حادث سيارة تاكسى كان يعمل عليها وأجرى عملية جراحية وقام بتركيب بعض الشرائح والمسامير، ثم أصيب مرة أخرى فى حادث تصادم بالسيارة الملاكى التى كان يستخدمها فى العمل لنقل الركاب مخصوص".
متابعة " علمت من زوجة سعيد الثانية أن زوجته الأولى والدة ندى انفصلت عن زوجها وتعيش فى القاهرة وان زوجته الثانية طلبت من والدة ندى أخذها وتربيتها إلا أنها رفضت "
جارة: كنت أسمع بكاء الطفلة وأطرق الشباك فيسكت الصوت
وهنا تدخل جيران الطفلة ندى حيث قالت واحدة من جيرانها والتى رفضت ذكر اسمها " عندى كشك فى أول الشارع وكنت بسمع صوت بكاء الطفلة وكنت أدق شباك الشقة فيتوقف الأب عن ضرب ابنته " مشيره إلى أن الطفلة لم تظهر فى الشارع منذ أكثر من شهرين.
طفل بالشارع: ندى كانت بتنام فى البلكونة
فيما قال "محمود"، طالب اعدادى، وأحد سكان الشارع " كنا بنشوف ندى مرمية فى عز الليل فى البلكونة اللى بالشقة وكانت ممنوعة من النوم فى الشقة من الداخل، ووالدها كان بيضربها على طول دون أى أسباب".
أما إحدى سيدات الشارع فأكدت أن ما كان يفعله والد ندى معها هو انتقام من والدتها التى انفصلت عنه وانتقلت للعيش فى القاهرة، مشيرة إلى أن والد ندى كان يغلق فمها باللاصق الطبى أثناء تعذيبها حتى لا يصدر صوت منها.
وأضافت السيدة أن المتهم لم يقم بتسجيل طفلته منذ ولادتها ولا توجد لها شهادة ميلاد حتى الآن.
أما "طه سيد" احد اهالى المنطقة، فأكد أن الصدفة هى التى جعلت أهالى المنطقة لاكتشاف واقعة تعذيب ندى، فعندما خرج الأب وزوجته لإجراء بعض الإشاعات الطبية له بأحد مراكز الأشعة، وتركا باب المنزل مفتوحاً فخرجت الطفلة إلى الشارع وشاهد الجيران أثار التعذيب على جسدها.
وقال مصطى عمر " طالب اعدادى " انه شاهد أثار التعذيب على جسد الطفلة ندى أثناء رجوعه مع والده إلى منزله بذات الشارع، مطالباً النيابة السماح لأسرته بتبنى الطفلة فى منزله وخاصة أن والده هو من حرر محضرا بالواقعة.
أما والدة مصطفى " ام جنا " فقالت أنها تزور الطفلة ندى داخل مستشفى بنى سويف العام هى وزوجها وتقدم لها العناية الكاملة، متابعه " عندى ولدين وبنت ونفسنا نتبنى ندى وتكون بنتى الرابعة وهقدم ليها كل العناية وهعوضها على اللى حصل معاها".
حبس الوالد أربعة أيام على ذمة التحقيقات
وأمر المستشار عماد على المحامى العام الأول لنيابات بنى سويف بحبس المتهم "سيد.أ" أربعة أيام على ذمة التحقيقات لاتهامه بتعذيب طفلته الصغيرة فى بنى سويف.
ومن ناحية اخرى احتجزت الطفلة ندى داخل قسم الجراحة بالمبنى الجديد بمستشفى بنى سويف العام وتتلقى العلاج تحت إشراف أطباء المستشفى برئاسة الدكتور هانى همام مدير المستشفى.