بالصور.. "انفراد" داخل أكثر المناطق انخفاضاً بالكرة الأرضية..حوض البحر الميت طبيعة ربانية على حطام قرى قوم لوط..المكان شاهد على الغزوات التاريخية..حمام الطين أبرز اكتشافات الجمال للملكة كليوباترا

أرض مليئة بالحكايات والقصص أخذتها البشرية عبرة ووردت فى الأديان السماوية ووصفت بـ"أدنى الأرض" بالقرآن الكريم، إنها منطقة البحر الميت بالمملكة الهاشمية الأردنية واعتبارها أكثر المناطق انخفاضاً على سطح الكرة الأرضية فهى عبارة عن بحيرة ملحية ترتفع نسبة الأملاح بها أكثر من 35% يحدها من الجهة الغربية منطقة الضفة الغربية وجبال الخليل بفلسطين وتبعد عن القدس والأرض المقدسة 24 كم شرقاً. رصد "انفراد" فى جوله بالبحر الميت بالأردن الأهمية التاريخية للأرض التى ذكرت فى القرآن الكريم والتوراه والأنجيل، وكانت شاهدا على أهم الغزوات التاريخية، وارتباط منطقة البحر الميت بقصة قوم لوط المذكورة فى القرآن الكريم وخبراء الجيولوجيا أن أسفل البحر كان يتواجد حياة قبل فترة من الزمن ووجود آثار تم رصدها من قبل العلماء. فى البداية تستغرق رحلتك من العاصمة عمان إلى منطقة البحر الميت 45 دقيقة تشعر خلالها بدوار طفيف وانسداد فى الأذنين نتيجة الهبوط إلى المنطقة المحاطة بالجبال، وعند وصولك تشعر بالحرارة الشديدة، حيث تصل درجة الحرارة إلى 30 درجة مئوية فى فصل الشتاء، بينما تصل إلى 45 درجة فى فصل الصيف وتنخفض درجة الحرارة كثيراً فى أوقات الليل، بينما تستنشق أكسجين نقى حيث يصل أعلى نسبة تركيز الهواء للأكسجين الأعلى فى العالم، ناهيك عن المناظر الخلابة التى ستشاهدها فهى لوحة طبيعية تشمل البحر الساكن والجبال المموجة الشاهقة والسماء الصافية. تواجدنا فى أكثر الأماكن انخفاضاً على سطح الكرة الأرضية حيث بلغت 420 درجة على الكرة الأرضية، يزورها السياح من مختلف دول العالم وخاصة كبار السن للاستمتاع بمياه البحر الميت المالحة التى تعتبر علاجاً للأمراض الجلدية لشدة ملوحة المياه، وخلال الجولة رأينا أحد أهالى البحر الميت الذين يعرفون جيداً تاريخ المنطقة منذ آلاف السنين. وقال آصلان زايد، أحد أهالى البحرالميت، أن أسفل البحر كان تتواجد قرى قوم لوط قبل أن يحل عليهم العذاب وتدمير قراهم الخمس، مشيراً أن أبائهم وأجدادهم أكدوا وجود القرى أسفل البحر. وأضاف أن البحر الميت ذكر فى الديانات السماوية الثلاثة ووصف فى الأنجيل ببحر الملح وذلد لشدة ملوحته كما ذكر فى القرآن الكريم ووصفه بأدنى الأرض وذلك لشدة انخفاض هذه المنطقة. كما أشار إلى أن هناك أحداث تاريخية آخرى وقعت بمنطقة البحر الميت وانتصارات للجيوش الإسلامية كما شهدت معركة انتصار الفرس على الروم وذكرت فى القرآن الكريم بسورة الروم والتى تواجدت بمنطقة أدنى الأرض وهى البحر الميت. استكملنا الجولة لنستشكف الأهمية العلاجية للبحر الميت التى يأتى اليها الأجانب خصيصا للعلاج من الأمراض الجلدية ومحبى الجمال وخبراء التجميل للاستمتاع بالطين الممزوج بالمياه المالح. كشف رداد عجمان، أن المسئولين عن شاطىء البحر الميت، إن يحتوى على البوتاسيوم والمغنسيوم وتركز نسبة الأملاح فيها إلى 38% التى تساعد على علاج مرضى الصدفية والأكزيما وجميع الأمراض الجلدية. وأضاف أنهم يأتون بالطين من أسفل منطقة بالبحر الميت ليقوم السائح بوضعه على كامله جسمه وينتظر 20 دقيقة فى الشمس ثم يسبح فى الماء ومن بعدها يضع الملح الذى يجلوبنه من الشاطىء حتى يتم تطهير الجسم بالكامل من الفريات والجراثيم لشدة ملوحة المياه والملح الذى يتكون مثل الصخور بشكل طبيعى على حواف الشواطىء. وأكد أن أول من اكتشف أهمية البحر الميت وخصائص الطين التى تساعد على تنقية الجلد من الأمراض والشوائب هى الملكة كليوباترا واستخدمت الأملاح والطين فى جمالها ومن بعدها استطاع خبراء التجميل على مر العصور تأكيد هذه التجارب. وقال روكيو، سائح من مدينة الينسبرغ بواشطن، إن جاء للبحر الميت للاستمتاع بالطقس والسباحة فى مياهه الملاحة برفقة أصدقائه كما أنه كان شغوفا بأن يرى أكثر المنطقة انخفاضا فى العالم. وأضاف أنه تأكد بأن المنطقة علاجية ووجود عدد كبير من الزوار لكى يستمتعوا بمياه البحر الميت شديدة الملوحة والتى تستخدم كعلاج للامراض الجلدية. وأثناء الجولة وجدنا مجموعة من الشباب ينظرون بتأمل للبحر كأنهم يحدثونه سراً وقال كريم عسكره، أحد الشباب فلسطينى الجنسية، أنهم محرومون من رؤية البحر الميت الذى يقع جزء منه بالضفه الغربية وبقرب من القدس الشريف ولكن قوات الاحتلال حرمتهم من رؤياه أو النزول فيه. وأضاف قوائد البحر الميت عديدة ورائحة الأكسجين ذكيه لتنقية الرئتين فهو أفصل هواء يمكن استنشاقه فى العالم، ولكن الاحتلال يحرم الشعب الفلسطينى منه مما يضطرهم للجوء الجزء المطل من البحر بالأردن بمنطقة البحر الميت للاستمتاع به. وفى نهاية زيارتك للبحر الميت يمكنك الاحتفاظ ببعض الأحجار الطبيعية المتواجدة على الشاطىء كما يفعل الزائرون وينصح بها أهل المدينة لتجلب الخير وتمنح الطاقة الإيجابية.