فرحنا جميعاً اليوم حينما أطلق موقع "فيس بوك" للمرة الأولى فى مصر خاصية "Safety Check/ التحقق من الأمان"، بعد حادث الهرم الإرهابى، وهى الخاصية التى عادة ما يطلقها "فيس بوك" فى الدول عقب الكوارث والعمليات الإرهابية، لكن لم ننتبه لأمر خطير، وهو لماذا أطلقت الخاصية فى مصر الأن على حادث كمين الهرم رغم ما عانته مصر من عمليات إرهابية، وهل للتوقيت هدف معين ؟.
البداية كانت صباح اليوم الجمعة بعد انفجار عبوة ناسفة بشارع الهرم، مستهدفة كمينا أمنيا بجوار مسجد السلام، نتج عنه استشهاد 6 من رجال الشرطة، أرسل "فيس بوك" للمصريين للمرة الأول خاصة المتواجدين بالقرب من منطقة الانفجار، رسالة نصها" أنت كنت موجودا فى المنطقة التى أصابها انفجار القاهرة فى مصر، وكنت بأمان فدع أصحابك يعرفون ذلك للاطمئنان عليك"، وللأسف الشديد بلعنا جميعاً الطعم الذى وضع لنا فى هذه الرسالة، لأن القضية بالنسبة لفيس بوك وملاكها لا تتعلق مطلقاً بحياة المصريين أو طمأنتهم، لكنها مرتبطة بأمر أكبر من ذلك بكثير، وهو إبراز صورة معينة عن مصر فى هذا التوقيت تحديداً، وترسيخها من خلال هذه الخاصية، التى تسابق المصريين لتفعيلها، دون إدراك الهدف الخبيث الذى يقف ورائها .
الطبيعى أن فيس بوك تطلق هذه الخاصية وقت التفجيرات التى تحدث وسط التجمعات السكانية، مثلما حدث فى فرنسا فى 15 يوليو الماضى، حينما قام فيس بوك بتفعيل خاصية "Safety Check/ التحقق من الأمان" فى أعقاب هجوم إرهابى طال مدينة نيس، وشهد مقتل العشرات، أو فى الكوارث الطبيعية، مثلما حدث فى 6 فبراير الماضى بتايوان تزامنا مع الزلزال الذى ضرب أرجاء البلاد ومساعدة المواطنين فى الاطمئنان على ذويهم وأقاربهم والحد من حالة الذعر والخوف، لكن أن يتم إطلاقها للمرة الأولى فى مصر، وفى حادث مثل حادث الهرم الذى لم يكن وسط تجمعات سكانية وإنما كمين شرطة، وفى صباح يوم "الجمعه" الذى عادة ما تكون الحركة فى الشوارع ضعيفة جداً، فالأمر هنا يثير الريبة والشك .
الهدف ببساطة أن يتسابق المصريين لتشغيل هذه الخاصية على حساباتهم الشخصية، لدرجة أن نسبة كبيرة من مستخدمى فيس بوك فى مصر فعلوا هذه الخاصية، والنتيجة المنطقية لذلك أن العالم كله وصلته صورة عن مصر أن عاصمتها شهدت اليوم عملية إرهابية بمثابة الكارثة، يتسابق المصريين لطمأنة ذويهم وأصدقائهم بأنهم فى مأمن منها، هذا هو الهدف ببساطة شديدة، أن تكون صورة مصر أمام العالم أنها الدولة غير المستقرة والتى تعانى إرهاباً يحصد أرواح الكثيريين، وأنها بلد غير أمن لا للسياحة الأجنبية أو الاستثمارات الخارجية .
الذى حدث أن هناك بعض الشركات والمنظمات الدولية، استغلت تكالب المصريين على تفعيل هذه الخاصية على حساباتهم الشخصية على فيس بوك، اليوم الجمعه، للضغط على مصر، من خلال أظهار مصر وكأنها تعانى من كارثة وحدث جلل، وأنها أمام خطر كبير، يستدعى استمرار الحصار الأقتصادى والسياحى عليها، وللأسف الشديد وقعنا فى هذا الفخ، وساعدنا هذه الشركات والمنظمات فى تحقيق هدفها الخبيث ضد مصر، والذى ستظهر نتائجه قريباً حينما تستخدم هذه الشركات والمنظمات إحصائيات بأرقام المصريين الذين فعلوا هذه الخاصية، للترويج أمام العالم بأن مصر دولة غير أمنة وغير مستقرة، وهو أسلوب تعودنا عليه منذ 30 يونيو، لكن كلما أكتشفنا حيلهم الخبيثة يبتكرون حيلة أخرى، وأخرها خاصية "Safety Check/ التحقق من الأمان" التى كانت بمثابة الفخ لنا جميعاً.