عشرات السنين و منظومة التعليم فى مصر تعانى من أمراض مزمنة، يذهب وزير ويأتى آخر.. استراتيجيات متعددة دون فائدة، بل على العكس كل يوم يمر ومستوى التعليم مقارنة بدول أخرى متدنٍ للغاية.
منظومة التعليم تعانى مشكلات عدة، على رأسها الكثافات العالية فى الفصول حيث تصل فى بعض المدارس إلى 120 طالب فى الفصل وأيضا مشكلة الامتحانات والمناهج وفقد الثقة بين الطالب وولى أمره والمؤسسة التعليمية، وأيضا رفع أجور المعلمين.
اللواء يسرى عبد الله مدير هيئة الأنبية التعليمية، كشف عن أن حاجة عدد المدارس التى تحتاجها الوزارة للوصول بالكثافات إلى المعدلات الطبيعية تصل إلى 240 ألف فصل بتكلفة تزيد على 70 مليار جنية.
وقال مصدر مسئول بالوزارة، إنه حتى ينصلح حال التعليم، دون عودة الثقة التى كانت موجودة منذ فترة سابقة بين الطالب والمدرسة، موضحا أن المدرسة اصبحت مجرد وسيلة للتنزهه بالنسبة للطلاب وليست مكانا لتحصيل العلم بعد أن وصلت المنظومة إلى مرحلة عبارة عن تجارة سواء من قبل المدرس أو ولى الامر، مشيرا إلى أن انعدام الثقة أدى الى انتشار حالات التعدى التى اصبحت كارثة تهدد المنظومة وأيضا عدم رغبة الطالب نهائيا فى الاستفادة من المعلم داخل الفصل، قائلا: "حتى تعود الثقة بين الطرفين لا بد من الاهتمام بالأنشطة".
وأوضح المصدر، أن الوزارة عليها أن تدرك ضرورة تغيير منظومة الامتحانات والموجودة فى كل دول العالم، مشيرا إلى أن الوزارة تصرف سنويا ملايين الجنيهات على الامتحانات دون فائدة، مشددا على ضرورة أن تتحول منظومة الامتحانات من أسئلة تعتمد على الحفظ والتلقين لأسئلة فهم وتذكر، قائلا: "لو توصلت الوزارة إلى هذا الأمر فسيتم القضاء على غياب لطلاب والدروس الخصوصية وأيضا تسريب الامتحانات والغش الإلكترونى".
وأكد المصدر، أنه لا بد من تفعيل اللامركزية الحقيقية، بأن يكون هناك رقابة ودور فعال من قبل المحافظين.
من جانبه قال الدكتور شكرى سيد، أستاذ التربية وعضو مركز الامتحانات والتقويم التربوى، إن نظام التعليم يواجه تحديات تتمثل فى مشكلات متراكمة منذ سنوات طويلة، والإبقاء على هذا الحال طيلة هذه السنوات أدى إلى تأخر النظام التعليمى فى مصر.
وأضاف أن المشكلة الحقيقة للتعليم هى طريقة الادارة، مشددا على ضرورة إعادة النظر فى إدارة المدارس بحيث يتم الاعتماد على اللامركزية الحقيقية وليس "الشكلية" كما هو متبع الآن لجعل المدارس أكثر فاعلية، إضافة إلى النظر فى طرق مختلفة لتمويل التعليم من مصادر أخرى غير ميزاينة الدولة لتوفير تعليم جيد.
وأوضح استاذ التربية أن الحل الأمثل للقضاء على الكثافات داخل الفصل، ليست ببناء مدارس لكون الكثافة السكانية تتضاعف سنويا مقارنة بمعدل المدارس التى يتم إنشائها، موضحا أنه لا بد من اتباع أساليب غير تقليدية مثل الصف الطائر وغيرها من الحلول التى تطبقها العديد من الدول.
وأشار شكرى سيد، إلى أنه إذا أرادت الوزارة والدولة إحداث طفرة حقيقة فى التعليم فلا بد من تغيير منظومة الامتحانات، بتطبيق نظام التقويم على الطالب وتطبيق الأنظمة الحديث الموجودة فى كل دول العالم وهو امتحان يعتمد على الفهم والتذكر وليس الحفظ فلا بد أن يؤخذ فى الاعتبار الأنشطة كعامل مهم لقياس التعليم الفعال لدى التلاميذ، موضحا أن الامتحانات أصبحت تقليدية وتأتى بصورة مباشرة ومن ثم يلجأ الطالب إلى حفظ المادة.
من جانبها، قالت الدكتورة بثينة كشك، وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة، إنه لا بد أن يتم تطوير المناهج بالشكل الذى يتواكب مع القضايا المعاصرة وأن يتم فيها التركيز على القيم والاخلاق، مضيفة: "طالما أن تطوير المناهج يتم من خلال أساتذة الجامعات فإنه لن يحدث تطوير وطفرة حقيقة فى المناهج الدراسية"، مشددة على أنه لا بد من إشراك متخصصين من الميدان من موجهين ومعلمين.
وأمرت بتشيكل لجنة قومية متخصصة تحت رعاية رئاسة الجمهورية تشتمل كافة الوزارات المعنية والمجالس التخصصية وكافة المؤسسات البحثية الوطنية المتخصصة فى تحديث المناهج التعليمية لجميع المراحل الدراسة بحيث تحقق مجموعة من الأهداف، أبرزها أن تراعى أحدث ما وصلت إليه الدراسات العالمية وتحقق ترسيخًا لمنظومة الأخلاق وإطار القيم الوطنية فى وجدان الطلبة والطالبات فى مختلف المراحل التعليمية على أن تنتهى هذه اللجنة من عملها خلال 3 أشهر".