يفتح عينيه بعد نوم متقطع، لا مجال للبحث عن كوب ماء أو عصير بجانبه، إنما يبحث عن عصاه الخشبية، رفيقة دربه، بعد بتر قدمه اليمنى فى حادث تعرض له منذ عام، أثناء العمل.
الحاج سعد إسماعيل 55عاما، سائق عربة كارو، مقيم بمدينة المنصورة، بحى جديلة، بمحافظة الدقهلية، والذى لا يمتلك من معان اسمه شيئا، أصيب العام الماضى، أثناء قيادته لعربته "الكارو" بطريق المنصورة شربين الغربى، بحادث، بعدما اصطدمت سيارة نقل بعربته، وهو يقوم بنقل بعض البضائع، وانقلبت العربة، وأدى الحادث إلى بتر قدمه اليمنى، وإصابته بانزلاقات غضروفية بعموده الفقرى.
يعيش "سعد" فى منزل فقير بحى جديلة، أساسه متهالك، لايوجد ثلاجة أو سخان، به بوتوجاز صغير، ودولاب وسرير، لا تبرحه زوجته "العاقر" زينب زينهم 50عاما، ربة منزل، والمصابة بمرض الفيل فى قدمها مما يمنعها من الحركة تماما، الأمر الذى أدى إلى إصابتها بقرح الفراش.
يقول "سعد" ضيق الحال وقلة الرزق، جعلنى أهمل علاج زوجتى، وبعدما كانت تتحرك بصعوبة أصبحت قعيدة تتكئ على رجل مبتور القدمين.
ينظر قليلا إلى الأرض، يحاول أن يلملم بشتات الكلام، ثم يلعن الأيام بصوت خفيض ويقول "تزوجنا منذ 35عاما، ومنذ سنوات الزواج الأولى اكتشفت أنها عقيمة لا تنجب، طلبت منى الطلاق لأتزوج بغيرها وأنجب منها أطفالا ولكنى لم أوافق ورضيت بما قسمه الله لى، وقلتلها "أن أخدتك من بيت أبوكى عيلة، هربيكى وأعتبرك بنتى وتبقى مراتى وبنتى وكل أهلى"، واستمرت الحياة، ولا أعرف لى مهنة سوى سواقة العربة الكارو، وتحميل البضائع، وصبرت معايا على الحلوة والمرة، ولن أسامح نفسى لتقصيرى فى حق علاجها أبدا، مع أنه لم يكن باليد حيلة، ولم يكن بمقدورى فعل شىء.
ويضيف "سعد" لما أصيبت منذ أعوام بمرض الفيل، أنفقت عليها الكثير والكثير من المال، وبعت كل ممتلكات البيت، وبدأت أعمل بساعات مكثفة، حتى لا أمد يدى لأحد، ولم أستطع تغطية نفقات العلاج، كان دخلى فى اليوم لا يتجاوز 50جنيها، أصرف منها 15 جنيها على الحصان، اللى بنعتبره التالت بتاعنا، رغم أنه حيوان ولكن من غيره كنا شحتنا، إلى أن ابتلانى الله بالحادث العام الماضى، وتم بتر ساقى، وأصبت بانزلاق غضروفى، فأصبح من الصعب جدا على أن أعمل كالسابق.
لم يستطع أن يغطى تكاليف العلاج، خلال فترة مكوثه بالمستشفى، فقامت جمعية الفردوس الخيرية الإسلامية، بالمنصورة، من تغطية نفقات العلاج له ولزوجته خلال فترة وجوده بالمستشفى، والتى تقول عنها زوجته الحاجة "زينب" كان أصعب خبر لى فى حياتى "وأنا بنادى على العيال فى الشارع بقولهم روحوا لعمكم سعد الموقف نادوا عليه لأنه اتأخر، وقالولى إنه عمل حادثة واتنقل المستشفى، زحفت على رجلى وروحتله".
تذرف دمعة صامتة وتتابع قائلة "حسيت إنى بخسر كل حاجة، برغم المرض وإنى مبخلفش لكن كنت مسنودة عليه وفرحانة بيه جانبى، وكنا مع بعض على الحلوة والمرة، قعدت أدعى ربنا يخليه جانبى كمان كام سنة وميروحش من إيدى وهو فى المستشفى الدولى بالمنصورة، والحمد لله ربنا استجاب لى، ورضيت باللى كتبه ربنا لنا، مرض الفيل فى قدمى، وخلع المفصل الأيسر، وبتر قدم زوجى اليمنى وكسر عموده الفقرى.
ويقول "سعد" أنا حاليا دخلى أصبح أقل بكثير، فمن الممكن أن أظل أياما بدون عمل، لأن الناس عايزين حد يشيل معاهم، وأنا لظروفى لا أستطيع القيام بهذا العمل، وأتقاضى راتبا 120جنيها من الشئون الاجتماعية، ومصاريف العلاج تتجاوز الـ1150جنيها، والمجارى تطفح على شقتى فى أوقات كثيرة، لأن الغرفة التى أعيش فيها تحت سلم عمارة، أطمح فى شقة كريمة، يكون بها تهوية من أجل زوجتى القعيدة فى المنزل، أصلا أنا مستأجر لهذه االغرفة بمبلغ 300جنيه، لا أستطيع دفع الإيجار، وأصحاب البيت يقومون بطردنا لأننا لم ندفع الإيجار منذ 6 أشهر.
ويضيف "سعد" أريد أن أصرف علاجى على نفقة الدولة، وأن يكون هناك معاش كريم لى، لأنى لو توفيت لن تجد زوجتى ما يسد جوعها، ولا يوجد لها ابن أو ابنة يرعاها، ولو الرئيس السيسى يتفضل علينا، ويشترى لى توك توك يكون أفضل لى من العربية الكارو، وأنا ممكن أبقى أسدد أقساطه للحكومة، بس أنا حاليا مقدرش اشتريه، لأنهم لن يستخرجوا لى ترخيصا، ولا أملك أموالا للقسط ولا المقدم.
- بالصور.. مأساة زوجة رفضت العودة لطليقها بعد 5 سنوات عذاب.. شيماء: خطفنى وسكب مياه نار فى عينى وأجبرنى على شربها.. وتستغيث: طليقى هددنى بالقتل وأجريت 4 عمليات وأحتاج للسفر للخارج