يواصل الجيش السورى انتصراته ضد التنظيمات الإرهابية فى مدينة حلب بدعم من الطيران الروسى، وأعلن مصدر عسكرى فى الجيش السورى تحرير قوات الجيش لعدد من الأحياء والمناطق فى الجهة الجنوبية الشرقية من مدينة حلب.
وأكد المصدر العسكرى السورى فى تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية "سانا"، اليوم الاثنين، أن وحدات الجيش السورى بالتعاون مع القوات المعاونة والحليفة لها أعادت الأمن والاستقرار إلى أحياء الشيخ سعيد والشحادين ومنطقة الإسكان وكرم الأفندى وكرم الدعدع والصالحين وصولا إلى جسر الحج والجلوم وباب المقام والفردوس وقلعة الشريف، فيما تواصل القوات تقدمها باتجاه أحياء الكلاسة وبستان القصر وسوق الهال وتلاحق الإرهابيين الفارين إلى وسط انهيار كبير فى معنويات الإرهابيين.
وأكد المصدر على أن وحدات الهندسة فى الجيش السورى بدأت بإزالة الألغام والعبوات الناسفة التى زرعها الإرهابيون فى الشوارع والساحات قبل اندحارهم وفرارهم أمام تقدم الجيش.
وتقوم وحدات من الجيش السورى والقوات المعاونة لها بعمليات دقيقة لاجتثاث الإرهابيين من الأحياء الشرقية لمدينة حلب حيث أعادت أمس الأمن والاستقرار إلى حى الأصيلة جنوب شرق قلعة حلب وإلى القسم الجنوبى الشرقى لحى كرم الدعدع.
فيما خرج أكثر من 8 آلاف مدنى من الأحياء الشرقية لمدينة حلب وذلك من معابر دوار باب الحديد وقاضى عسكر وباب النيرب والمالكية وعزيزة حيث كانت بانتظارهم فرق الاستقبال التى شكلتها محافظة حلب ونقل جميع المواطنين إلى مراكز إقامة مؤقتة بينما توجه الباقون إلى أقارب لهم ضمن المدينة.
فيما أكدت مصادر إعلامية أن المسلحين فقدوا ما يقرب من 90 % من المنطقة التى كانت تسيطر عليها فى شرق مدينة حلب.
فيما قال مسئولون فى المعارضة السورية إن المسلحين فى حلب تسلموا مقترحا تدعمه الولايات المتحدة للخروج من مدينة حلب مع المدنيين بموجب ممر آمن تضمنه روسيا لكن موسكو نفت التوصل إلى أى اتفاق.
وفى حالة قبول كل الأطراف لهذا الاقتراح فإنه سينهى القتال المستمر فى المدينة منذ أربع سنوات والحصار المستمر منذ عدة أشهر والقصف المكثف الذى تسبب فى أزمة إنسانية خاصة فى المناطق الخاضعة لسيطرة مسلحى المعارضة والتى تقلصت الآن إلى جيب صغير مكتظ بالمدنيين.
وفى سياق متصل يخوض الجيش السورى، منذ صباح الأحد، معارك شرسة فى محيط مدينة تدمر الآثرية عقب سيطرة تنظيم داعش الإرهابى على المدينة.
بدور قال نائب وزير الخارجية الروسى سيرجى ريابكوف إن روسيا تعمل لتهيئة الظروف المناسبة لخروج آمن للناس من حلب.
ونسبت وكالة الإعلام الروسية لريابكوف قوله "قضية انسحاب المتشددين هى موضوع الاتفاقات المنفصلة، لم يتم التوصل بعد لهذا الاتفاق ويعود ذلك بشكل كبير إلى إصرار الولايات المتحدة على شروط غير مقبولة".
وبعد المكاسب الجديدة التى حققها الجيش السورى يوم الأحد الماضى جنوب قلعة حلب التاريخية اقترب الرئيس السورى بشار الأسد أكثر من النصر حيث قال مسئول من المعارضة إن القوى الكبرى تقدم للمسلحين فيما يبدو الاختيار بين "الموت أو الاستسلام".
وتتضمن المعارضة التى يغلب عليها السنة من جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين وهى جماعات تدعمها الولايات المتحدة وتركيا ودول خليجية لكنها تضم أيضا بعض الفصائل المتشددة التى تحصل على دعم قطرى تركى.
فيما أكدت مصادر إعلامية مقتل أبو الوليد عقاب المسئول العسكرى العام للفصائل المسلحة فى الأحياء الشرقية لمدينة حلب وهو ما أضعف قدرات المسلحين المتواجدين فى شرق المدينة ودفع بها للتراجع والاستلام أمام تقدم قوات الجيش السورى.