بعد دقائق من تنفيذ حكم الإعدام فى الإرهابى عادل حبارة، الذى تلطخت يداه بدماء الأبرياء، والقصاص منه اليوم الخميس، سيطرت حالة من الفرحة العارمة على أسر جميع الشهداء الذين اغتالتهم يد "حبارة" الآثمة، وما بين دموع الفرحة بالقصاص من المتورط فى سفك دماء أبنائهم، والحزن على فراق الأبناء بهذه الطريقة البشعة، تراوحت مشاعر الأسر، التى تلعثمت وعجزت ألسنة بعضها عن النطق والتعبير بما يعتمل داخلهم، واكتفى عدد منهم بالتعبير بالبسمة أو الدمعة، معربين عن خالص سعادتهم بتنفيذ حكم الإعدام فى عادل حبارة، وهو الحكم الذى طالما حلموا به.
والد شهيد: تنفيذ الحكم أراح أرواح أبنائنا وأعاد لنا الحياة
فى البداية، قال شبل فرحات شبل، والد الشهيد عمرو شبل، إن تنفيذ الحكم أراحهم وأراح قلوبهم، وأعاد لهم الحياة من جديد بعدما ملّوا منها، وبعد أن ترددت عديد من الشائعات بأن عادل حبارة سيهرب من السجن، إلا أن أمر الله وقضاءه قدّرا أن يكون مصيره الإعدام شنقًا، لتخرج روحه بالعذاب كما عذّب أبناءنا وأزهق أرواحهم بالباطل.
والد الشهيد عبد الرحمن حسن: ظللت منتظرا تنفيذ الحكم 3 سنوات
فى السياق ذاته، قال حسن عبد المحسن الديب، والد الشهيد عبد الرحمن حسن، إنه ظل منتظرًا الحكم ثلاث سنوات، وعلى علم ويقين بأن مصير الإرهابى هو الشنق، وأن القضاء المصرى سيحقق العدل فى من أحرق قلوبهم وسرق منهم فلذات أكبادهم.
وأكد والد الشهيد، أن الفرحة غمرت المنزل بعد التأكد من تنفيذ حكم الإعدام بحق الإرهابى الحقير، الذى قتل أبناءهم بدم بارد، ليلقى مصيره العادل على حبل المشنقة اليوم، موجّهًا الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى الذى صدق على قرار الإعدام، قائلاً: "فى ظل القيادة الحكيمة للسيسى ستتمكن مصر من القضاء على الإرهاب بعون الله".
شقيق شهيد: تحققت أمنية والدى بعد وفاته بأسبوعين
من جانبه، قال محمد عبد العاطى حسن الشافعى، شقيق الشهيد أحمد عبدالعاطى: "بحمد الله تحققت أمنيتى وأمنية والدى، الذى توفى قبل أسبوعين وكان يتمنى أن يرى عادل حبارة على حبل المشنقة، وكنا نخاف من تأجيل الحكم مرة أخرى، الأمر الذى أحبطنا فى المرات العديدة التى نُطق فيها بحكم الإعدام، مؤكّدًا أن تنفيذ الحكم اليوم جاء ليثبت أن القضاء المصرى قادر على تحقيق العدالة دائمًا، وبالفعل تمكن من تحقيق أمنينا فى الحياة من جديد، مختتمًا حديثه بالقول: "النهارده أقدر أقول إن أبويا وأخويا ارتاحوا فى قبرهم بعد إعدام الإرهابى عادل حبارة".
عم الشهيد إسلام مشحوت: السيسى أعاد لنا جزءا من كرامتنا
بدوره، قال أيمن مشحوت، عم الشهيد إسلام عبد العزيز مشحوت، إنه بمجرد تنفيذ الحكم فى الإرهابى عادل حبارة، وكأنه كُتب لنا عمر جديد، فاستراح جسد نجل شقيقى فى قبره، وعاد حق الشهداء الذين دفعوا دماءهم من أجل هذا الوطن، لأننا كنا ننتظر تنفيذ الحكم منذ سنوات، وبهذا التنفيذ بعد تصديق الرئيس السيسى على الحكم نكون قد استعدنا جزءًا من كرامتنا من جديد.
والد الشهير عبدالناصر فرج: تنفيذ الحكم قطع الألسنة.. وحقق أمنيتنا
وقال محمد فرج قابيل، والد الشهيد عبد الناصر محمد فرج، إن تنفيذ حكم الإعدام بحق الإرهابى عادل حبارة قطع الألسنة التى تروج شائعات بأن "حبارة" سيتم تهريبه من السجن، ولن يُنفذ فيه حكم الإعدام، ولكن جاء الحكم ليحقق لنا الأمنية التى حلمنا بها طوال السنوات الثلاثة الماضية، ونتمنى من الرئيس عبد الفتاح السيسى إصدار قانون لإعدام كل من تورط فى قتل أبنائنا، وأن يتم تطبيق عقوبة الإعدام بحق الإرهابيين بشكل عاجل، من أجل تأمين الوطن.
والدة شهيد: حبل المشنقة تلوث برقبة الإرهابى الخائن
وقالت عايدة محمد عامر، والدة الشهيد إسلام عبد العزيز عبد القادر، إن حبل المشنقة تلوث برقبة الإرهابى الخائن، الذى جرعنا العذاب طوال السنوات الماضية، والإعدام هو أقل شىء يمكن أن يتم معه جزاء ما قام به من أعمال وجرائم، متابعًا: "الفرحة لا تسعنى اليوم، وفرحتى الآن تتساوى مع فرحتى لحظة معرفتة خبر استشهاد ابنى"، موجهة التحية والتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسى، على ما أقره الحكم الذى صدّق عليه من العدل والرحمة.
تفاصيل تنفيذ حكم الإعدام فى "عادل حبارة" صباح اليوم
كان سجن الاستئناف فى "باب الخلق" بالقاهرة، قد شهد إعدام الإرهابى عادل حبارة، صباح اليوم الخميس، بعد إصدار محكمة النقض حكمًا نهائيًّا وباتًّا بإعدامه، لقتله 25 مجنّدًا مصريًّا بسيناء فى أغسطس 2013، وبدأ تنفيذ حكم الإعدام بإحضار "حبارة" من محبسه إلى غرفة الإعدام وهو مقيد اليدين والقدمين، ثم تلاوة منطوق الحكم الصادر ضده من قبل ضابط السجن، وبعد الانتهاء من سماع ما اقترفت يداه، وتذكيره بما فعله بحق 25 مجندًا، سأله أحد وكلاء النيابة الحاضرين عما إذا كانت لديه أقوال من عدمه، فأجاب "حبارة" بأنه ليس لديه ما يقوله، ثم قام الشيخ الحاضر بتلقينه الشهادتين وطلب منه استغفار الله عما صدر منه، ثم اقتاده "عشماوى" إلى منصة الإعدام، ووضع على وجهه الطاقية السوداء، وتم تعليق حبل المشنقة فى رقبته منهيًا حياته، وبعد نصف الساعة تم إنزال "حبارة" من على المنصة ووضعه على سرير مجهّز لذلك داخل غرفة الإعدام، وتأكد الطبيب الشرعى من عدم توقف المخ وعدم وجود نبض بالقلب.
تاريخ قضية "مذبحة رفح الثانية" وقائمة اتهامات "حبارة وشركاه"
وكانت محكمة النقض قد قضت برفض الطعن المقدم من دفاع الإرهابى عادل حبارة، و6 متهمين آخرين، فى قضية "مذبحة رفح الثانية"، التى أسفرت عن مقتل 25 مجندًا بقطاع الأمن المركزى، وقررت تأييد عقوبة إعدامهم الصادرة من محكمة الجنايات، ويعد الحكم الصادر من محكمة النقض نهائيًّا باتًّا، ولا يجوز الطعن عليه أمام أية محكمة أخرى، ونسبت النيابة للمتهمين تهم ارتكاب جرائم قتل فى محافظتى القاهرة وشمال سيناء، وارتكاب "مذبحة رفح الثانية" التى راح ضحيتها 25 مجندا من الأمن المركزى، إلى جانب قتل مجندين بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية.
وكانت محكمة الجنايات قد قضت فى نوفمبر 2015 بإعدام 7 متهمين، من بينهم القيادى الجهادى عادل حبارة، فى القضية المعروفة إعلاميًّا بـ"مذبحة رفح الثانية، وأصدرت أحكاما بالسجن المؤبد على ثلاثة متهمين، والسجن خمسة عشر عاما لـ22 آخرين، وبرأت ثلاثة متهمين فى القضية نفسها، وضمت لائحة الاتهام ارتكاب المتهمين جرائم إرهابية بمحافظات شمال سيناء والقاهرة والشرقية، إذ نسبت لهم قتل 25 مجندا بقطاع الأمن المركزى، علاوة على قتل مجندين للأمن المركزى فى مدينة بلبيس، إضافة إلى اتهامات أخرى من بينها التخابر مع تنظيم القاعدة، ويشار إلى أن هذه هى المرة الثانية التى تنظر فيها محكمة النقض قضية "مذبحة رفح الثانية"، إذ قضت فى السابق بقبول الطعون المقدمة من عادل حبارة وباقى المتهمين، بعد أن قضت محكمة الجنايات بإعدامهم، وقررت إعادة محاكمتهم أمام دائرة جديدة، والتى أصدرت حكمها المطعون عليه، الذى انتهى إلى مكمة النقض لتصدر حكمها المنفذ فى "حبارة" اليوم.