الاغتصاب الزوجى يعد من أكثر أنواع العنف الممارس ضد الزوجات والذى يتسبب فى تدمير الحالة النفسية والصحية للآلاف من الزوجات ويضعهن بسبب الثقافة السائدة التى تجبر الزوج على إثبات رجولته أثناء العلاقة الزوجية بأى شكل كان وأن على الزوجة الإذعان له تحت ضغط هائل لكى لا يصرحوا أو يطلبوا المساعدة، بالإضافة إلى عدم وجود قانون يمد لهم يد المساعدة والخطاب الدينى المتشدد والذى لا يستند إلى أسانيد صحيحة مناصرا لهذه الثقافة ومناصرا لإجبار الزوجة على السمع والطاعة.. "لسى السيد".
وفقا للأرقام التى توضح مدى تفشى كارثة الاغتصاب الزوجة أوضحت سجلات محاكم الأسرة أن 60% من الزوجات يتعرضن له، كما أن دفاتر محاكم الأسرة سجلت 10آلاف شكوى لزوجات وقعن تحت قبضة العنف الجنسى و7 آلاف شكوى سجلت إصابة الزوجة بعاهات خلال الـ5 سنوات.
ونرصد شهادات حية لسيدات لجئن لمركز قضايا المرأة لطلب المساعدة والهرب من العنف الجنسى والاغتصاب الممارس ضدهن
ابنه الإسكندرية: مبقتش قادرة أسكت ولا أستحمل إهانته وعنفه ضدى بالإضافة لتفاخره بذلك أمام أصدقائه
سيدة تدعى "س" وتبلغ من العمر 32 سنة، تروى قصتها وهى تعتصر ألما من فراق ابنها الأكبر الذى أخذه منها زوجها بالقوة بعد التعدى عليها بالضرب من إخوته وأمه وطردها من منزلها الكائن بإحدى قرى محافظة الإسكندرية هى ترجوا أن يجمع شملها بابنها ويساعدها أحد على التخلص من مرارة العيش مع الزوج.
وتوضح س: " من أول يوم زواج كان يأخذ مرتبى بدلا منى وكان له مشروع خاص يجعلنى به عامل نظافه وبالرغم من ذلك تحملت لكنى اكتشفت أنه غير أمين على تفاصيل علاقتتنا الخاصة بعد حوالى عام من الزواج عندما علمت أن كل زملائنا يعرف أدق تفاصيل لقاءاتنا الزوجية وأنه يتفاخر بأنه يعذبنى ويكسرنى أثناء العلاقة الحميمية.
وأوضحت الزوجة أنه فى العامين أصبح يجبرها على أوضاع جنسية لا ترضاها ويسمعها ألفاظا نابية تزيد من كسرتها وأنها طلبت منها مرارا عدم إهانتها وتوسلت اليه ألا يؤذيها أثناء العلاقة، حيث إنه تعددت إصاباتها الجسدية نتيجة إصابتها بجروح قطعية وضرب بالعصى أثناء العلاقة وغير ذلك أنه بعد انتهاء المعاشرة مباشرة يتصل بأمى ويبلغها بأننى أرفض معاشرته؟! وأنه لا يريدنى زوجة له فتتوسل له أمى أن يصبر على وتوبخنى أمى وتهيننى لعدم طاعة زوجى وأن أحافظ على بيتى.
لم أجد أحد يشعر بى أو ينجدنى منه. بدأت تتأثر حالتى الصحية أصبح يحدث لى نزيفا بمجرد أن يقترب منى زوجى وكان ذلك الشئ الوحيد الذى يرجعه عنى وبعد فشل أطباء النساء للوصول لحل لم نجد أرجع جميعهم أنه سبب نفسى وهو ما قابله بالرفض لكى أذهب للعلاج لحد ما خلاص تعبت ومبقتش قادرة أسكت ولا أستحمل".
زوجة: أصبت بتهتك وأصبحت غير قادرة فى التحكم فى عضلة الإخراج بسبب عنف زوجى وبعدها رمانى
وعن السيدة "أ" وعمرها 38 سنة أنها "متزوجة منذ أربع شهور وخلال تلك المدة قام زوجها بإجبارها على المعاشرة بما يخالف الشرع ورغم رفضى إلا أنه أصر وأصبحت مع الوقت والإصابات المتعدة لا أتحكم بعضلة الإخراج، وتابعت مضيفة" بقيت بتقهر وأنا ماشيه ف الشارع ومعرفش أمسك نفسى بتصعب عليا نفسى وبقيت بقرف من كل الرجالة".
وأكملت: بسبب الضغط العصبى والنفسى أنهرت ووقعت فى الأرض وأصبتنى جلطة وشلل نصفى ومنذ ذلك الوقت وزوجى تركنى ورفض تطليقى وملقتش فلوس علاجى وساعتها قولت مش هرجع له كده كده أنا ميته".
بنت الـ22 عاما: كان يضع لى المخدر بالعصير دون علمى حتى يستمتع باغتصابى حتى أصبحت مدمنة وعندما طلبت الطلاق قالى مش هتقدرى أنتى محتاجه البرشام.
تروى السيدة "م" التى تبلغ من العمر22 عاما قائلة: "جوزى كان يخدرنى بوضع مخدر فى العصير دون علمى ليستمع باغتصابى ومع الوقت أصبحت مدمنة ووقتها أدركت أننى يجب أن أتركه واحصل على الطلاق ولكنه واجهنى بالضرب وقال لى نصا"مش هتقدرى تعملى حاجة عشان انتى محتاجة البرشام"، أرحمونى عايزة بنتى وعايزة أتعالج وأتطلق".
القاصر زوجها يستمتع بتعذيبها ومعاشرتها بما يخالف شرع الله وإذا رفضت يقوم بخنقها
بدأت الزوجة "ك" بتعريف نفسها عمرى دون الثامنة عشرة بقليل، حصلت على الثانوية العامة العام الماضى بمجموع كبير، تزوجت ولم أدخل الجامعة بناء على رغبته، الآن انا لا أدرس ولا أعمل وحامل فى ست شهور.
وتابعت: من زواجى وهو يستمتع بتعذيبى ومعاشرتى بما يخالف الشرع وعندما أرفض يضربنى بالحزام عقابا لى وهو ما جعلنى أصاب بنزيف وكد أفقد الطفل الذى أحمله وعندها قام بجلب بطانية وضعها على وجهى ورقبتى وخنقنى وفقد الوعى وأفقت وأنا فى المستشفى ومن وقتها وانا مريضة نفسيا ومش مصدقة إنى ممكن أرجع زى ما كنت حطمنى منه لله.
زوجة فى استئنافها للطلاق للضرر: العلاقة الخاصة كانت عنيفة وبالضرب وبالإجبار وإذا رفضت يقوم باغتصابى
وعن السيدة "ن" والتى تقيم دعوى استئناف للحصول على الطلاق للضرر تقول: "أنا أواجه مشكلة مع زوجى بسبب عنفه وضربه لى مما جعلنى أترك المنزل وألجأ لوالدتى حتى العلاقة الخاصة بينا كأزواج كانت عنيفة وبالضرب وبالإجبار حتى أنا ومريضة أو لا رغبة لدى أو فى فترة حداد وإذا رفضت يقوم باغتصابى.
وأكملت: أعيش مع والداتى من سنين وهو يرفض الأنفاق على أولاده الثلاثة والكنيسة حاولت الصلح أكتر من مرة وآخد بطلان زواج من الكنيسة مما دفعنى للذهاب المحكمة ورغم رفضها للطلاق بعد 3 سنوات من الوقوف بها أقمت استئناف.
علم النفس: السبب هو ثقافة المجتمع الذكورية فيستخدم بعض الأزواج الإجبار على المعاشرة الجنسية كنوع من التأكيد على سلطته وكسرها وقهرها
قالت مها الأبجورى أخصائية علم النفس أن أسباب الاغتصاب الزوجى ترجع إلى ثقافة المجتمع الذكورية والتى تسمح للرجل بممارسة كافة أنواع السلطة والإجبار على المرأة بغض النظر عما يقع عليها من عنف وإيذاء بدنى ونفسى ومادى من هذا الزوج.
وتابعت يستخدم بعض الأزواج "الإجبار على المعاشرة الجنسية "، كنوع من التأكيد على سلطة الرجل وقوته فى منزله حتى مع وجود طاعة الزوجة وبالرغم من معاملته السيئة والعنيفة معها طوال اليوم باستخدام الإهانة والضرب والإرهاب النفسى أحيانا فإنه يتوقع منها نفس راضية حين يواقعها، وهو ما لا يحدث بالطبع فيغتصبها إمعانا فى كسرها وقهرها واستكمالا لعنفه معها.
حقوقيون : انتشاره يرجع لغياب قانون وإرادة سياسية حقيقية تجرم هذه العنف أو إعتبارها جريمة من الأساس
قالت "ملك بيومى" المحامية والناشطة الحقوقية: يسود اعتقاد خاطئ أن للزوج الحق فى ممارسة الجنس مع زوجته وقتما شاء وكيفما شاء دون إعتبار لرغبة الزوجة أو رضاءها أو حالتها النفسية أو حالتها الجسدية، وأن على الزوجة الإذعان لرغبة الزوج حتى لو لم تشاء وأن للزوج الحق فى إجبارها على ممارسة الجنس معه بأى طريقة يرغبها حتى لو كانت طريقة غير صحية.
وتابعت: انتشاره يرجع لغياب قانون وإرادة سياسية حقيقية تجرم هذه الجريمة أو إعتبارها جريمة من الأساس السبب وراء عدم خوف الأزواج، بالإضافة إلى غياب دعم أهل الزوجة فى أحيان كثيرة لرفض الاعتراف بهذه الجريمة وعدم رغبتهم فى مناقشة مثل هذه التفاصيل مع ابنتهم، وعدم رغبتهم بشكل أساسى فى أن تصبح ابنتهم مطلقة أو تبليغ السلطات .
وأكملت: أحد أبرز التحديات هو عدم وجود قانون يعترف بالاغتصاب الزوجى كجريمة فى حد ذاتها، فبالرغم من اعتراف القانون بالاغتصاب واغتصاب المحارم كجرائم إلا أن المشرع لم يعترف به أن ارتكبه الزوج .