قالت صحيفة الأوبزرفر: إن إيران سوف تستفيد من إجلاء حلب من المسلحين أكثر من روسيا، وظهر اختلاف الرؤية لدى الحليفين لمستقبل المدينة السورية أثناء خروج ساكنوها فى "أوتوبيسات الاستسلام" الأربعاء الماضى، فبينما كانت موسكو تحث القوافل فى اتجاه الريف، كانت طهران تحاول إيقافها.
وقالت الصحيفة فى تقريرها: إن إيران سوف تستفيد من إجلاء حلب من المسلحين أكثر من روسيا، وظهر اختلاف الرؤية لدى الحليفين لمستقبل المدينة السورية أثناء خروج ساكنوها فى "حافلات الاستسلام" الأربعاء الماضى، فبينما كانت موسكو تحث القوافل فى اتجاه الريف، كانت طهران تحاول إيقافها.
وبالنسبة لروسيا، كان وقف إطلاق النار واستسلام الجماعات المسلحة التى كانت تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد فرصة لكى تبرز كصانعة سلام. أما بالنسبة لطهران، فكان مغادرة المدنيين والمقاتلين المتمردين خسارة لنفوذها فى وقت "بدأ فيه النفوذ الإيرانى فى ساحة المعركة أن يغطى على نفوذ روسيا"، على حد قول الصحيفة البريطانية.
وأضافت الصحيفة أن الحرس الجمهورى الإيرانى الآن يعد أكثر أهمية من القوات الجوية الروسية، موضحة "أن السماح لآخر المعاقل اليائسة فى حلب بالمغادرة بدون شروط أولا لم يكن فى قواعد اللعبة التى تمارسها إيران. وفى خلال ساعات من إعلان تركيا وروسيا لصفقة، خربتها إيران، مطالبة رفع الحصار عن قريتين شيعيتين شمالى حلب وهما الفوة وكفرايا، واللتان حاصرتهما جبهة فتح الشام المسلحة التى تتطلع للقاعدة كمصدر إلهام لها. كما أرادت أيضا تبادل للأسرى ولجثث مقاتلين من حزب الله ومن العراق تحت رعايتها". متابعة: أن حلب تقع بمفترق الطرق فى مشروع إيران لبناء ممر برى إلى ساحل البحر المتوسط، ومن المرجح أن يكون المركز الجديد للانعكاس الجيوسياسى لطهران، والذى يتم فى عرض مفتوح فى مناطق أخرى من الصراع.
وتفاوض الإيرانيون بشكل مباشر مع "أحرار الشام" بشأن مصير مدينة الزبدانى غربى دمشق والتى تسيطر عليها القوات المعارضة للأسد، واقترحت "مبادلة السنة فى المدينة، والذى سيتم إرسالهم إلى محافظة إدلب، مقابل سكان الفوعة وكفريا، والذين سوف يتم نقلهم إلى الزبدانى"، بحسب الأوبزرفر.
ونقلت عن مسؤول لبنانى رفيع المستوى قوله يوم الجمعة الماضى: "إن الإيرانيين لا يريدون سنة بين دمشق والحدود اللبنانية.. هناك خطة واضحة جدا لتغيير النسيج الطائفى على الحدود".
أما فى داريا جنوبى - غرب دمشق، حيث استسلمت الجماعات المعارضة للأسد فى أغسطس الماضى ووافقت على مغادرتها إلى إدلب، فقد نزح فيها 300 أسرة شيعية من العراق، طبقا للصحيفة الأسبوعية.
وأوضحت أنه فى غربى دمشق بالقرب من مقام السيدة زينب، اشترت إيران أملاك عديدة وتم وصول عائلات شيعية إلى هناك برعايتها "تأمينا للمنطقة كنقطة انطلاق قبل الزبدانى".
وقالت إن تأمين ممرات نفوذ شيعية فى المنطقة هى أهم لحظة لإيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979، فمنذ ذلك الحين اكتسبت إيران نفوذ من خلال حروب بالوكالة تدريجيا، منها معارك حزب الله والغزو الأمريكى للعراق والذى بدل السلطة السياسية من سنية إلى شيعية والآن من خلال الفوضى فى سوريا.
وبالمقابل، قالت ‘ن أهداف موسكو سياسية وليست أيدولوجية، وبالرغم من أن نفوذها عاد فى الشرق الأوسط ليبقى، لكن، مثلها مثل واشنطن، ستجد أن نفوذها لن يمر دون رقابة من إيران التى لها دور "إقليمى متصاعد من الوزن الثقيل".
كما أكدت أن نفوذ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الجديد فى المنطقة جاء على حساب الولايات المتحدة التى يعتقد أن رئيسها باراك أوباما تنازل عن دور بلاده فيها، بينما لا يرغب خليفته دونالد ترامب فى استعادته.