بعد الفائدة الاقتصادية الواسعة من الاستثمار فى التماسيح النيلية، لاسيما بعدما أعلن المهندس خالد فهمى، وزير البيئة أن سعر التمساح الواحد يصل إلى 400 دولار، تنشر "انفراد" تفاصيل البرنامج الوطنى لمرابى التماسيح النيلية الذى أعدته وزارة البيئة لأغراض التربية والإكثار والاستزراع، وقدم إلى لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب برئاسة المهندس طلعت السويدى.
وحسب المذكرة المقدمة إلى البرلمان، يأتى "البرنامج الوطنى" فى ضوء توجيهات وزير البيئة، نحو أهمية البدء فى استغلال الدراسات التى قامت بها الوزارة، لاسيما بعدما رصدت زيادة أعداد التماسيح، حيث تم تقدير أعدادها على سطح المياه ببحيرة ناصر بحوالى 3.000 تمساح تتراوح أطوالها من 30 سم إلى 4.5 متر، ومع افتراض أنه يوجد حوالى من (10- 50)% من التماسيح غاطسة تحت الماء يكون إجمالى الأعداد يصل إلى 30,000 تمساح، علاوة عن نقل تجمعات التمساح النيلى فى البيئات المصرية من الملحق الأول إلى الملحق الثانى لاتفاقية سايتس والخاصة بتنظيم الاتجار فى الكائنات المهددة بخطر الانقراض، بما يسهل إجراء عمليات استزراع اصطناعية وطبيعية يمكن بناء عليها تسويق حصة تجارية من الجيل الثانى الناتج عنه.
تتضمن المراحل التنفيذية للمشروع، 4 مراحل رئيسية، المرحلة الأولى "الدراسات وبداية المرحلة الإنشائية "2016/2017"، وتتضمن اختيار موقع الإنشاء طبقا للأبعاد الفنية والبيئة والقانونية، وتخصيص الموقع، وعمل الدراسات الفنية اللازمة لنماذج الإنشاء المختلفة طبقا للاستخدامات وعمل الدراسات الفنية اللازمة لبرامج التشغيل بالتعاون مع الجهات الدولية ذات الصلة، وبدء عملية الإنشاء.
وحسب التقرير، فإن الموقع المُقترح لمزرعة التماسيح يقع قرب خور الرملة وقرية كركر ومطار أسوان الدولى.
أما المرحلة الثانية للمشروع تتمثل فى إتمام عمليات الإنشاء والتشغيل التجريبى "2018/2019" وتشمل مرحلة إدخال التماسيح متفاوتة الأحجام المتاحة بمراكز التربية بحدائق الحيوان، ومرحلة تجميع البيض وصغار التماسيح، ومرحلة التحضين "تربية الصغار تجريبياً"، وبدء الأنشطة السياحية بالمشروع، أما المرحلة الثالثة تتضمن التشغيل الفعلى "الإنتاج التجريبى" خلال الفترة من 2019/2021، وتشمل مرحلة إنتاج تماسيح المرابى ومرحلة تحضين بيض التماسيح الكبيرة المدخلة من الأسر والإنتاج التجريبى للجلود والمنتجات.
وتأتى المرحلة الرابعة "مرحلة الإنتاج الاقتصادى" خلال عام 2020 وتتمثل فى إنتاج تماسيح المرابى للأجيال المختلفة، وإنتاج بيض التماسيح الكبيرة، والإنتاج التجارى.
وحسب المذكرة المقدمة من وزارة البيئة إلى لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، فإن التماسيح ذات فائدة كبيرة لمصايد الأسماك من خلال تغذيتها على كثير من الحشرات والقشريات والأسماك أكله صغار الأسماك الهامة اقتصاديا، مؤكدة خطأ الزعم القائل بأن التماسيح تستهلك كميات كبير من أسماك بحيرة السد، وأن تأثيرها على تجمعات الأسماك فى البحيرة محدود ولا تمثل الأسماك الاقتصادية غذاء للتماسيح النيلية بشكل رئيسى إنما بشكل عارض.
وقالت المذكرة، إنه فى عام 1996 شكل جهاز شئون البيئة لجنة لبحث مشكلة التمساح النيلى فى بحيرة ناصر لدراسة مدى الأضرار التى يسببها للثروة السمكية وتم صيد 6 تماسيح وتبين بفحص أمعائها أن أحد هذه التماسيح وطول 476 سم تحتوى معدته على 7 أسماك بلطى فقط، وأن أحد الدراسات للعالم "كوت" وحد أن المتوسط اليومى لوزن الأسماك التى يتغذى عليها تمساح طوله 2-3 أمتار، من نصف إلى كيلوجرام فى اليوم، مما يدل على أن التقديرات الجزافية لغذاء التماسيح على أسماك كثيرة لا تمثل الواقع.