احتشد مئات من المتظاهرين المعارضين للحكومة المحافظة فى بولندا، منذ صباح الأحد، فى العاصمة وارسو، لينضموا لنواب المعارضة المعتصمين داخل مبنى البرلمان وفى محيطه منذ يوم الجمعة، اعتراضًا على قانون جديد يحد من حرية التواصل الإعلامى داخل المؤسسة التشريعية مع النواب، كما يحتجون كذلك على إجراء الحزب الحاكم تصويتًا على ميزانية العام المقبل خارج قاعة البرلمان الرئيسية، ومنع وسائل الإعلام من تغطيتها.
ويتظاهر آلاف المعارضين للحكومة منذ يوم الجمعة فى محيط البرلمان بوسط العاصمة، رافعين شعارات تستهدف السياسيين البولنديين، خاصة رئيس حزب القانون والعدالة، ياروسلاف كاتشينسكى، الذى وصفه المعارضون المتظاهرون بـ"الديكتاتور"، هاتفين: "عار.. أوقفوا تدمير بولندا.. إعلام حر.. حرية - مساواة - ديمقراطية".
المتظاهرون يرفضون قانونا يسمح للنواب حصرا بالحديث للإعلام
ودعت حركة "لجنة الدفاع عن الديمقراطية"، وأحزاب معارضة عديدة، للتظاهر احتجاجًا على قانون جديد يسمح للنواب حصرًا بالتحدث لوسائل الإعلام، ويعيق دخول الصحفيين إلى البرلمان، إضافة إلى التظاهر ضد تبنى مشروع الميزانية لعام 2017، فى ظروف قالت المعارضة إنها غير قانونية، لأنها تمت خارج القاعة الرئيسية، الجمعة.
وأعلنت أحزاب المعارضة الرئيسية، أمس السبت، لجوءها للقضاء بشأن تصويت الجمعة، داعية إلى عقد جلسة جديدة للبرلمان يوم الثلاثاء المقبل، لإجراء النقاش الذى لم يتم، وإعادة التصويت موضع الجدل، بينما ما زال بضع عشرات من نواب المعارضة يحتلون مبنى البرلمان، مؤكدين أنهم سيبقون فيه حتى الثلاثاء.
داعمو الحكومة اليمينية يعلنون عن تظاهرهم خلال أيام
من ناحية أخرى، توعد داعمون للحكومة اليمينية، بأنهم سيتظاهرون فى العاصمة "وارسو" خلال أيام، ردًّا على تظاهرات المعارضة، فيما سعى الرئيس البولندى "أندريه دودا" للتوسط فى حل هذه الأزمة، واستقبل ظهر الأحد، زعماء الأحزاب السياسية الممثلة فى البرلمان.
كان عشرات المحتجين قد حاصروا محيط البرلمان وأبوابه لعدة ساعات منذ فجر الجمعة، بينما احتل نواب من المعارضة القاعة التى يجتمع فيها أعضاء البرلمان.
الرئاسة البولندية: من الضرورى التوصل لاتفاق.. والرئيس يعرض الوساطة
فى هذا الإطار، قال ماريك ماجييروفسكى، المتحدث باسم الرئاسة البولندية، فى تصريح لمحطة تليفزيونية محلية: "أعتقد أن من الضرورى التوصل لاتفاق، لأنه من المستحيل العمل فى ظل نظام لا يستطيع فيه البرلمان إجراء أى نقاش".
وفى ظل هذه الأزمة، اقترح الرئيس أندريه دودا، أول من أمس السبت، الوساطة فى هذا الملف، إذ شرع فى استقبال عدد من قادة أحزاب المعارضة الممثلة فى البرلمان، ومن المقرر استقبال ياروسلاف كاتشينسكى، رئيس حزب القانون والعدالة الحاكم، فى موعد لم يُحدّد بعد، وجاءت التظاهرات بعدما سد مئات الأشخاص منافذ البرلمان فى "وارسو" مساء الجمعة، ومنعوا نواب الأغلبية، ورئيسة الوزراء "بياتا شيدلو"، ورئيس الحزب المحافظ الحاكم يارولاسف كاتشينسكى من مغادرة المبنى لساعات، بعد التصويت على القوانين المثيرة للجدل.
رئيسة الوزراء: ما قامت به المعارضة فضيحة.. والتظاهر عجز ممن فقدوا السلطة
من جانبها، وصفت رئيسة وزراء بولندا، بياتا سيدلو، فى تصريحات لها السبت الماضى، ما قامت به المعارضة من منع الدخول إلى القاعة الرئيسية للبرلمان، بأنه "فضيحة".
وقالت "سيدلو" فىبيان أذاعه التليفزيون البولندى: "تحرك المعارضة لتأجيج المشاعر السياسية المتطرفة لا علاقة له بالظروف الفعلية لبلدنا، بل على النقيض فإن هذا التحرك يأتى بسبب العجز والإحباط لدى هؤلاء الذين فقدوا السلطة، وليست لديهم أيّة فكرة عن كيفية إقناع البولنديين بآرائهم".