انتهى عصر الاقتصادات المغلقة، ولم يعد بإمكان دولة من دول العالم الانعزال عن حالة السوق الدولية ومستويات الأداء الاقتصادى فى أقطار العالم، وما يستتتبعها من مستويات فى التجارة البينية وأداء الأسواق والعملات، لهذا كان طبيعيًّا أن يؤثر استمرار اختلال الميزان بين الجنيه المصرى والدولار الأمريكى، على الأسواق المصرية ومستويات أسعار السلع فيها، مع وصول العملة الأولى عالميًّا لمستويات قياسية وغير عادلة أمام الجنيه، حسبما أكد الرئيس السيسى فى تصريحات سابقة، ودعم هذه التأكيدات خبراء ومصرفيون مختصون، ومؤخّرًا بدأت بوادر أزمة يقف وراءها الدولار فيما يخص أسعار اللحوم المستوردة فى السوق المحلية.
أثار اتجاه وزارة التموين والتجارة الداخلية لرفع أسعار اللحوم السودانية، بسبب سعر الدولار مقابل الجنيه، أزمة تحت قبة البرلمان، إذ أعلن عدد من النواب أنهم بصدد بحث حل تلك الأزمة، خاصة أن أى ارتفاع فى أسعار اللحوم السودانية وغيرها من اللحوم المستوردة سيعقبه ارتفاع فى سعر اللحوم المحلية بشكل عام، ما سيمثل عبئًا على المواطن البسيط، مطالبين بضرورة دعم الأعلاف واتخاذ خطوات عملية للخروج من الأزمة ودعم الثروة الحيوانية بما يؤدى لتقليل أسعار اللحوم فى السوق المحلية.
ثريا الشيخ: اللحوم جزء من الأمن القومى.. وسأتوجه بسؤال لوزير التموين
فى هذا الإطار، قالت النائبة ثريا الشيخ، عضو لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب، إنها ستتوجه بسؤال لوزير التموين والتجارة الداخلية، اللواء محمد على مصيلحى، حول أسباب ارتفاع سعر اللحوم السودانية، موضحة أن ارتفاع ثمنها من 60 جنيهًا إلى 75 جنيهًا، يعود لارتفاع سعر الدولار صرف الدولار أمام الجنيه، وأن هذا الارتفاع سيؤثر على أسعار اللحوم بشكل عام.
وأضافت ثريا الشيخ فى تصريح لـ"انفراد"، أن اللجنة الاقتصادية ستبحث طرق تأمين الغذاء لمحدودى الدخل، وتقليل أسعار السلع لتخفيض الأعباء التى يتحملها أصحاب الدخول المنخفضة، موضحة أن الأمن الغذائى جزء من الأمن القومى لمصر، وتوفير السلع واللحوم بأسعار مناسبة لمحدودى الدخل جزء من الأمن القومى أيضًا.
نائب بـ"الزراعة": القرار لا يبشر بالخير.. وحل الأزمة فى دعم سعر العلف
فى السياق ذاته، قال النائب أحمد هريدى، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن أيّة زيادة فى أسعار اللحوم السودانية ستدفع أسعار اللحوم المحلية للارتفاع بشكل كبير، وهذا أمر قد لا يبشر بالخير، موضّحًا أنه كان هناك اتفاق فى السابق مفاده أن يتراوح سعر اللحوم المستوردة بين 45 و50 جنيهًا.
وأكد "هريدى" فى تصريحات لـ"انفراد"، أن حل هذه الأزمة يستوجب دعم أسعار الأعلاف، التى تصل إلى 6500 جنيه للطن، إذ سيضمن هذا الأمر وقف ارتفاع أسعار اللحوم المحلية فى الوقت الراهن، مؤكّدًا أن الثورة الحيوانية فى مصر تتعرض لمخاطر عديدة، وأنها مهددة بالانقراض خلال الفترة المقبلة، مشدّدًا على ضرورة أن تكون هناك خطوات جادة تتخذها الحكومة لحماية الثروة الحيوانية.
وطالب عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب فى تصريحه، الحكومة بضرورة استيراد 500 ألف رأس ماشية خلال الفترة الحالية، ثم يتبع ذلك قرار آخر باستيراد الكمية نفسها بعد عدة أشهر، كى تستطيع إنقاذ الثروة الحيوانية خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أنه تقدم بمقترح بشأن زيادة سعر طن قصب السكر من 600 لـ800 جنيه للطن، فى إطار السعى لمحاولة حل أزمات الفلاحين.
محمود الصعيدى: الدولار سبب زيادة السعر.. وعلى الحكومة الدعم
بدوره، قال النائب محمود الصعيدى، عضو لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب، إن أسعار الدولار الحالية هى سبب ارتفاع أسعار اللحوم المستوردة وتزايد تكلفة السلع الأخرى التى يتم استيرادها من الخارج، وهو ما يتطلب أن يكون هناك دعم لهذا الأمر.
وأضاف عضو لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب فى تصريح خاص لـ"انفراد"، أن هناك ضرورة لوجود تكاتف بين البرلمان والحكومة، لوضع حلول عملية لأزمة ارتفاع الأسعار، لما تسببه من زيادة الأعباء على المواطنين.
كان مصدر بوزارة التموين والتجارة الداخلية، قد كشف فى تصريحات سابقة عن أن الحكومة تتجه لزيادة سعر كيلو اللحمة السودانى لـ75 جنيهًا، اعتبارا من أمس الاثنين، بدلا من 60 جنيهًا حاليًا، وذلك بسبب ارتفاع سعر الدولار، مؤكّدًا أنه تم إبلاغ المجمعات الاستهلاكية منذ قليل بالسعر الجديد.