فى إطار خطة الدولة الشاملة للعمل على البناء والتعمير وتنمية المناطق الحدودية والأطراف فى أنحاء الجمهورية، وبالتوازى مع مشروع قناة السويس الجديدة "هدية مصر للعالم"، بدأت الدولة فى عدة مشروعات قومية أخرى، ومن أهم تلك المشروعات سحارات "سرابيوم" و"المحسمة"، وهما عبارة عن 8 بيارات على عمق 120 مترًا، تستطيعان تخزين المياه والعمل على إمداد مناطق شرق القناة بالمياه بشكل مستمر، لزراعة أكثر من 200 ألف فدان وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة.
"انفراد" كانت له جولة شاملة داخل سحارات سرابيوم والمحسمة، للوقوف على آخر التطورات فى المشروع الجديد، وكيف يتم العمل داخلهما، وما تحملانه من آمال وإضاءات على طريق التنمية والتعمير.
فى البداية، قال المهندس أحمد سعد زغلول، مدير قطاع سحارات سرابيوم والمحسمة فى شركة "كونكورد" للهندسة والمقاولات، إن الهدف من مشروع "سحارة سربيوم" نقل المياه من غرب القناة إلى شرق القناة الجديدة، إذ يهدف المشروع لتمرير مليون و400 ألف متر مكعب من المياه يوميًّا.
وأوضح "زغلول" أنه تم تمرير 700 ألف متر مكعب من المياه بالفعل، وذلك فى المرحلة الأولى من المشروع التى تم افتتاحها فى أبريل 2016، موضحا أن المرحلة الثانية من سحارة "سرابيوم" ستنتهى فى النصف الثانى من عام 2017، وستروى ما بين 70 و100 ألف فدان.
وكشف المهندس أحمد سعد زغلول، عن أن مدة المشروع عامان، وتم الانتهاء من "بيارتين" بالكامل، والعمل سارٍ بنسبة 50% فى البيارتين الأخريين، مشيرًا إلى أن المشروع يتكون من 4 بيارات، القطر الداخلى لكل منها 18.5 متر، والخارجى 24 مترًا، وعمقها تحت الأرض 120 مترًا، وتم الوصول لهذا العمق عن طريق ماكينات خاصة تم استيرادها من ألمانيا، ويعمل عليها مصريون بنسبة 100%، مؤكدا أن المشروع لم يُنفّذ فى منطقة الشرق الأوسط بهذا العمق من قبل، وكاشفًا عن أن الخبراء الأجانب كانوا موجودين فقط لتعليم المختصين المصريين.
وكشف "سعد" فى حديثه مع "انفراد"، عن أن هناك 600 عامل وفنى ومختص ومهندس يعملون بصفة مباشرة، وهناك مئات من المصريين عملوا فى المشروع على فترات، مشيرًا إلى أن الشركات العاملة بالمشروع هى: شركة كونكورد، وشركل باور إيجيبت وريلينياس للخرسانة الجاهزة، إضافة إلى 26 شركة مقاولات صغيرة، مؤكّدًا أن المشروع شهد تسهيلات كبيرة جدًّا من قبل القوات المسلحة فى عملية النقل والتأمين، وتذليل كل العقبات من أجل سرعة تنفيذ المشروع.
فى السياق نفسه، قال المهندس علاء عبد السميع، مدير مشروع سحارة سرابيوم والمحسمة، إن البيارات التى يدرى تنفيذها أعمق بيارات تُنفّذ فى منطقة الشرق الأوسط، مؤكّدًا أن الماكينات المستخدمة فى المشروع صُمِّمت خصّيصًا للمشروع، لتحمل التربة وضغطها.
وأكد "عبد السميع" لـ"انفراد"، أن هناك معايير تُوضع للعمالة والفنيين والمختصين للعمل فى المشروعات الكبرى، كاشفًا عن أن المشروع استقبل مئات من العمال والمختصين من أجل العمل فى المشروع، وأثبتوا جدارتهم فى تحمل المسؤولية والعمل من أجل تنمية مصر، مشدّدًا على أن المشروع هو الناقل الحقيقي للتنمية في سيناء.
ويقول المهندس علاء عبد السميع، مدير مشروع ساحرة سرابيوم والمحسمة، بأنه سيتم زراعة 70 ألف فدان عن طريق السحارة الجديدة، بعد معالجتها معالجة ثلاثية، مؤكدا أن اختيار محطة المحسمة، اختيار استراتيجي، لأن المنطقة التي أمامه هي منطقة "مستوية" وسيتم تنفيذ "صوب زراعية" في الجهة الأخري، لزيادة الرقعة الزراعية في مصر ولزيادة مقومات الاستثمار.
من جهته قال، المهندس محمد عبد الحميد، مدير مشروعات سرابيوم في وزارة الري والموارد والمائية، أن تنفيذ مشروع سحارة "سرابيوم" ملحمة كبرى، وجميع العاملين في المشروع وضعوا هدف أمام أعينهم هو "نجاح المشروع"، مؤكدا أن هناك العديد من الشركات العالمية والمحلية، رفضت العمل في المشروع، نتيجة الصعوبات التي واجهت المشروع من تربة وأشياء أخري، لكن الشركات الوطنية قررت التحدي والعمل في المشروع.
وأكد أن بعض المعدات الهامة، التي تعمل فى الموقع، تم نقلها من الدول المصنعة، من أسبوع لعشرة أيام، وذلك بدلاً من أشهر، مؤكدا أن المشروع كان يواجه بعض الصعوبات، لكن الجميع أتفق علي مواجهة التحديات، وبدأت بشائر الخير مع العمل المتواصل، وأهالي سيناء شعروا بالفرق الكبير.
من جهته قال المهندس هاني إبراهيم مدير شركة "ريلينياس للخرسانة الجاهزة"، أن الشركة تنفذ مشاريع كبُرى في مصر، كمشاريع أنفاق الإسماعيلية الجديدة، وشرق التفريعة ببورسعيد، وسحارة سرابيوم ، مؤكدا أن الخرسانة التي العمل بها هي خرسانة من نوع خاصة، لها خط إنتاج خاص في "عتاقة" بالسويس، ويتم إضافة بعض المواد التي تتفق مع التربة والطبيعة، موضحا أن الأسمنت المستخدم في المشروع مقاوم للكبرياتات، وبموصفات قياسية خاصة.
فى سياق متصل قال المهندس شريف كامل، رئيس الإدارة المركزية لسحارة المحسمة ، التابع لوزارة الموارد المائية والري، أن المياه التي كانت في مصرف المحسمة تبلغ يوميا مليون و700 ألف كيلو متر مكعب، يتم الاستفادة من 700 ألف متر مكعب من المياه، عن طريق دخول مساحة المياه إلي محطات معالجة لكي تستخدم في عدة أشياء، ويتم هدر مليون متر مكعب من مياه المصرف في بحيرة التمساح.
وأضاف أن سيتم تحويل المليون متر مكعب من المياه إلي سحارة المحسمة، وسيتم نقلها إلي الجهة الأخرى من القناة، و إنشاء محطات رفع في الاتجاهين، وسيتم إنشاء محطة معالجة ثلاثية جديدة، لمعالجة المياه التي كانت تهدر في بحرية التمساح.
وأكد علي أن المشروع عبارة عن 4 بيارات، قُطر كل البيارة، 18.40 من الداخل، وقد تم تنفيذ البيارة رقم 4، وتم تنفيذ 70 % من البيارة رقم 3.