همّ يضحّك وهمّ يبكى، هذا المثل الشعبى البسيط يمكنه اختزال حالة كثير من القضايا التى تنظرها محاكم الأسرة، وتطالب فيها كثيرات من الزوجات بالطلاق أو الخلع لأسباب بعضها يستحق تحريك دعوى قضائية والوقوف أمام قاضٍ، وأخرى تبدو بسيطة وتافهة، وبينما تتزايد وتيرة الدعاوى القضائية أمام محاكم الأسرة وتتراكم ملفات طلب الخلع، تحتل مصر مركزًا متقدمًا بين دول العالم فى الطلاق، بعدما ارتفعت معدلاته فى السنوات الأخيرة، وتشهد المحاكم عديدًا من دعاوى الخلع وطلب الطلاق الطريفة والغريبة، مع طلب بعض الزوجات إنهاء عقد الزواج لأسباب غريبة إلى حد كبير، ويرصد "انفراد" باقة من أغرب حالات الطلاق والخلع فى السنوات الأخيرة، التى تبدو لأسباب تافهة نسبيًّا عند البعض،إلا أنها كانت بالنسبة لأصحابها بمثابة المعوقات الضخمة والمشكلات غير المحتملة بما يكفى لإنهاء الحياة المشتركة مع الأزواج.
عجوز تخشى ألا تقيم حدود الله
أقامت "س. م" البالغة من العمر 75 سنة، دعوى قضائية أمام محكمة الأسرة بالقاهرة الجديدة، ضد زوجها البالغ 81 سنة، تطالب فيها بالخلع بعدما فشلت فى إثبات طلاقها منه ثلاث مرات بشكل رسمى، لأنها "تخشى ألا تقيم حدود الله"، على حد قولها فى الدعوى.
وقالت الزوجة فى دعواها، إن زوجها "ه. ن" طلقها للمرة الثالثة بسبب الخلافات المستمرة بينهما، ولكن بشكل غير رسمى، وإنه دائم العصبية، خاصة بعدما تزوج أولادهما جميعًا، وبسبب كثرة المشكلات أصبحت كلمة "إنتى طالق" سهلة بالنسبة له، ما قاده لتطليقها 3 مرات بشكل غير رسمى، وهو ما فشلت فى إثباته، مع إصراره على عدم الاعتراف، فلجأت إلى القضاء لإثبات ذلك، خوفًا من العيش معه فى الحرام.
وفى ظل إصرار الزوجة على الحصول على حكم بالخلع بسبب عدم قدرة الزوج على تلببية مطالبها الجنسية، قررت المحكمة التفريق بين الزوجين، بعد التأكد من استحالة العشرة بينهما.
طلاق عبر "واتس آب"
ضمن حالات الطلاق الغريبة والطريفة فى آن، الطلاق عبر تطبيقات التواصل الاجتماعى، إذ أرسل زوج رسالة لزوجته عبر "واتس آب" يقول فيها "أنت طالق.. طالق.. طالق"، فتقدمت الزوجة للمحكمة بدعوى ضد زوجها تطلب الطلاق، استنادًا لهذه الرسالة، وبالفعل تسلمت بموجبها صكّ الطلاق من المحكمة.
"ما بيعرفش يبوس"
أقامت سيدة دعوى قضائية أمام محكمة الأسرة، تطلب الخلع من زوجها، مبررة ذلك بأنه "ما بيعرفش يبوس"، إذ رفعت الزوجة دعوى قضائية تشكو من عدم قدرة زوجها على ممارسة واجباته الزوجية.
وقالت الزوجة: "أنا اتخمّيت فيه واكتشفت إنه بارد وما بيعرفش يبوس، وأنا كل اللى عايزاه إنى أستمتع مع جوزى، ولَّا هو الراجل من حقه يطالب بحقوقه ويتجوز أكتر من واحدة لو ملقيش المتعة مع مراته، وإحنا لأ؟!".
الخلع بسبب "عدم الحموم"
كما طلبت زوجة مصرية الخلع من زوجها بسبب عدم استحمامه، رغم مرور شهرين على زواجهما، قائلة إنه أكد لها أنه مصاب بمرض جلدى يمنعه من الاستحمام، ولكنها لم تقتنع بكلامه وأصرت على طلب الطلاق، وعندما رفض توجهت للمحكمة لطلب الخلع، وعند الاستشهاد بالطبيب أكد أنه بالفعل يعانى من مرض جلدى لكن لا يمنعه من الاستحمام.
دعوى خلع بسبب "التحول الجنسى"
شهدت محكمة الأسرة فى مصر واحدة من أغرب دعاوى الخلع، فى 11 نوفمبر 2015، إذ حررت ربة منزل محضر إثبات حالة فى نيابة النزهة، تفيد فيه بتضررها من إجراء زوجها عملية تحول جنسى، وتحوله إلى أنثى، وهروبه منها، طالبة من النيابة تمكينها من خلعه.
وقالت الزوجة فى دعواها، إن زوجها سافر إلى تايلاند، وأجرى هناك عملية جراحية للتحويل الجنسى، وأصبح امرأة، وبذلك لا يصلح زواجهما ولا يصح بقاؤهما معًا.
كيم كاردشيان وهيفاء وهبى السبب
من أغرب قضايا الخلع التى شهدتها المحاكم المصرية، طلب سيدة مصرية الخلع لأن زوجها يطلب منها دائمًا أن تفعل أى شىء لتشبه نجمة تليفزيون الواقع الأمريكية كيم كردشيان، أو المغنية اللبنانية هيفاء وهبى، وحكمت محكمة الأسرة لصالح الزوجة التى لديها طفلان، لأنها لم تقصر فى أى شىء تجاه أولادها وزوجها.
قضية خلع بسبب "الباروكة"
هذه الحالة لا تقل غرابة عن سابقاتها، وربما تبدو تافهة فى نظر البعض، إذ ليست متعلقة بمشكلات جنسية أو عضوية أو مطالب صعبة من الزوج كحال الحالات الأخرى، وتتلخص فى اكتشاف الزوجة بعد يوم واحد من الزواج، أن زوجها أصلع، وكان يرتدى شعرًا مستعارًا طوال الوقت، ولهذا رفعت عليه قضية خلع فى شهر يونيو الماضى.
رفض الحديث باللغة الإنجليزية
ماكينة إنتاج الحالات الغريبة لطلب الطلاق والخلع مستمرة الدوران وغزيرة الغنتاج، وتتفنن فى الإتيان بأسباب مثيرة للدهشة والاستغراب من قدر طرافتها وبساطتها، ومنها هذه الحالة التى شهدت رفع قضية خلع من زوجة ضد زوجها، بسبب رفضه التحدث معها باللغة الإنجليزية.
خبير قانونى يشرح الأسباب الحقيقة للدعاوى الغريبة
على الصعيد القانونى والقضائى، يقول ياسر سيد أحمد، المحامى بالنقض، إن أسباب الطلاق عديدة، منها ما يرجع للرجل وما يرجع للمرأة، وغالبًا ما تكون تدخلات المقربين من الأهل والأصدقاء، بطرق خاطئة وغير محسوبة، أهم أسباب الطلاق، متابعًا: "من أشهر الأسباب الضرر، ويندرج تحته عناصر كثيرة، كالضرب أو السباب أو عدم الأمان على المال، أو الزواج بأخرى، أو المرض المزمن، ولكل حالة شروطها، وتستلزم كل حالة إثباتها ولو بالشهود".
وأضاف المحامى ياسر سيد أحمد، أن الطلاق لـ"العنّة"، أى عدم قدرة الرجل على الممارسة الجنسية، يستلزم ألا يستطيع الرجل الوصول لزوجته رغم تسليمها نفسها له لمدة سنة كاملة، وتوازن المحكمة فى جميع الأحوال بين خطأ الزوج والزوجة وأيهما أكبر خطأ، لتحكم بحقوق الزوجية بعد الطلاق.
ويقول "ياسر" فى حديثه لـ"انفراد"، إن من أغرب حالات الطلاق والخلع أنه فى العام 1999، طلبت موكلته الطبيبة غير الممارسة للمهنة الطلاق من زوجها الطبيب، بعد 21 سنة من الزواج، أنجبوا خلالها 3 بنات، وبرّرت ذلك بأنه مشغول جدًّا طوال الوقت، وعصبى جدًّا ومتكبر، والسبب الأهم فى نظرها أنه عندما يخطئ لا يعتذر.
ويسرد المحامى بالنقض ياسر سيد، حالات أخرى غريبة للطلاق والخلع، مؤكّدًا أن الزوجة تلجأ أحيانًا لأسباب أخرى على خلاف الواقع، لخجلها من ذكر الأسباب الحقيقة، ففى العام 2015 طلبت دكتورة جامعية "31 سنة" الطلاق من زوجها "51 سنة" ويعمل طيارًا، لأن مؤخر زواجها مليون جنيه، ولاحظت عليه أنه يلمح لها بالتنازل عن المؤخر كى تستقر حياتهما، إلا أنها طلبت الطلاق للحصول على المؤخر، مؤكّدًا أن أستاذة أخرى بالجامعة منعت إتمام زواجها من مسؤول لاكتشاف خيانته لها ليلة الحنة.