ميدان التحرير.. ميدان الإسماعيلية.. ميدان السادات.. ميدان الشهداء.. تعددت الأسماء ويظل هذا الصرح الثورى واحدا، فمنذ إنشائه فى عام 1865 فى عصر الخديوى إسماعيل وحتى الآن وهو دافع للأحداث ومنبر للحرية، ومحرك للجموع، فالبعض يحصره فى ثورة 25 يناير والتظاهرات العملاقة الذى شاهدها، والاعتصام الذى دام على أرضه أكثر من 17 يوما وحسب، دون أن نعود إلى التاريخ الذى يؤكد يوما بعد يوم أنه ميدان يختزل تاريخ مصر بين أرجائه ويشهد على أهم أحداثه.
نقطة انطلاق أحمد عرابى ومقر أحداث ثورة 1919
فسمى الميدان بميدان الإسماعيلية منذ افتتاحه على يد المعمارى الفرنسى "بارى لدى شامب"، ومنذ هذه اللحظة والميدان يشهد العديد من الأحداث المهمة فى مصر، ففى عام 1881 انطلق الزعيم "أحمد عرابى" من الميدان بقيادة وحدة عسكرية متجها إلى قصر عابدين، حيث قال جملته الشهيرة بعد أن واجه الخديوى، وكان أيضا نقطة انطلاق لثورة 1919، حيث تجمع الآلاف من المصريين أمام قوات الجيش الإنجليزى وأجبروهم على الموافقة على عودة الزعيم سعد زغلول من النفى.
رفض المصريون تنحى ناصر من خلاله
وظل يحمل اسم ميدان الإسماعيلية حتى قامت ثورة 1952 التى غيرت اسم الميدان إلى ميدان التحرير رمزا لتحرير مصر من الاستعمار ومن الطغاة والحكم الملكى المستبد، ووقت العدوان الثلاثى كان الاختيار الأمثل بالنسبة للمصريين الذين تجمعوا به بغرض التطوع ضد الاحتلال فى بورسعيد.
وعندما أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر التنحى عن منصبه كرئيس للجمهورية بعد النكسة اندفعت تجمعات عملاقة نحو الميدان، للإعلان عن رفضهم لهذا القرار راغبين فى التراجع عنه.
شهد على احتجاجات المصريين على انفتاح السادات
أما فى يناير 1972 فشهد الميدان تظاهرة طلابية ضخمة جدا حركت ضد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بسبب تأخر إعلان الرئيس عن قرار الحرب لرد شرف الأمة بعد النكسة، وبعد عام واحد من هذه الأحداث تبدل الحال تماما بعد النصر، وشهد الميدان حشودا كبرى تجمعوا من أجل إعلان فرحة النصر.
لكن يعود الغضب مرة أخرى للميدان ففى عام 1977 عام الانفتاح الاقتصادى، فخرج الشباب مرة أخرى ليعبروا عن اعتراضهم على هذا النظام بسبب ارتفاع أسعار العديد من السلع الأساسية.
منبر للحركات الثورية الحديثة
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد لكن عندما اندلعت الحرب ضد العراق فى أبريل 2003 اشتعلت المظاهرات مرة أخرى بميدان التحرير تضامنا مع الشعب العراقى، ومنذ هذا الوقت وانطلقت مجموعة من التظاهرات والتجمعات الاحتجاجية التى نظمتها بعض الحركات الثورية.
حتى جاء الانفجار الأكبر فى 25 يناير 2011 وكان الميدان مقرا للثورة حتى نجحت فى تحقيق هدفها الرئيسى، وتنحى الرئيس مبارك فى 11 فبراير، مما جعل هذا الميدان مكانا سياحيا يأتى له السائحون من بلاد العالم ليزوروه، ويتعرفوا على تاريخ هذا الكيان العملاق..