حاخامات اليهود يطالبون بإزالة "الأشجار" من الفنادق والسلفيين يعتبرونها أصنام
اختلفت الديانات والتطرف واحد، فقد اتفق كل من المتشددين الإسلاميين سواء "سلفيين" أو "وهابيين" ونظرائهم "الحريديم" اليهود، على تحريم أى نوع من أنواع الاحتفالات والفرح بالمناسبات الدينية المختلفة سواء بالديانة الإسلامية أو اليهودية وحتى المسيحية التى لا تخصهم بتحريم الاحتفالا بـ"الكريسماس".
فقد أصدر حاخامات اليهود فتوى دينية أثارت جدلا واسعا بتحريم "أشجار عيد الميلاد المجيد"، وحذروا من وضعها فى المؤسسات الرسمية والفنادق فى رأس السنة الميلادية، مؤكدين أنها تتعارض مع الشريعة اليهودية، واعتبرو إقامة الشجرة بمثابة "عبادة وثنية".
بينما أصدر الداعية الإسلامى السعودى، محمد العريفى، المنتمى للفكر "الوهابى، المتطرف، فتوى تحرم صناعة "أشجار عيد الميلاد"، جدلا واسعا بين الإسلاميين أنفسهم، حيث رد رجال الأزهر الشريف على هذه الفتاوى بأنها من شأنها إثارة البلبلة، مؤكدين أن بعض المؤسسات الدينية العالمية ومنها دار الإفتاء المصرية قد أقرت بجواز تهنئة غير المسلم فى عيده.
وأحدثت فتوى الحاخامات ضجة كبيرة فى الرأى العام داخل إسرائيل، وتناولتها جميع الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، حيث نشرت صحيفة "هاآرتس" الهجوم الذى شنه حاخام كنيس معهد الهندسة التطبيقية "التخنيون" فى حيفا، إلعاد دوكوب، ضد نصب شجرة الميلاد فى الحرم الجامعى، ودعوته للطلاب اليهود، عبر صفحته فى الفيس بوك، إلى الامتناع عن الدخول إلى بيت الطلاب فى المعهد وتناول الطعام هناك بسبب إقامة الشجرة.
فيما احتجت إدارات فنادق مدينة القدس المحتلة على الفتوى التى أصدرتها الحاخامية الرئيسية للمدينة والذى يمنعهم من وضع أشجار عيد الميلاد فى الفنادق تكريما للضيوف المسيحيين، حيث صعد الحاخامات هجومهم بتهديد الفنادق بإلغاء شهادات "الكوشير" - وهى الشهادة التى تمنح لتحليل الطعام والشراب حسب الشريعة اليهودية - التى تمنح لهذه الفنادق.
وقال الحاخامات اليهود فى رسالة تم تعميمها لفنادق القدس ونشرتها صحيفة "يسرائيل هايوم": "مع اقتراب السنة الميلادية نود تكرار التأكيد بأنه يمنع وضع أشجار الميلاد فى الفندق حسب الشريعة، ومن الواضح أنه يمنع وضعها فى الفندق، كما من المناسب الامتناع عن إقامة حفلات انتهاء السنة الميلادية".
وردا على ذلك كتب المدير العام للفنادق، نوعا بار نير، رسالة إلى الحاخامات، طالبهم فيها بإعادة النظر فى توجيهاتكم لأن عدم احترام الضيوف المسيحيين والمس بمشاعرهم، سيمس بخدمات الفنادق التى تقدم لهم، ومن شأنه المس بالعمل المستقبلى للفنادق التى تعتمد فى الأساس على السياح المسيحيين.
فيما قالت الدكتورة يوليا زاميلانسكى، المديرة العامة لجمعية "ميراثنا"، وعضو طاقم النضال ضد العنصرية: "من المؤسف أن الحاخام يرى فى الرموز الدينية والثقافية للمجتمعات الأخرى مس باليهودية.. وليعرف الحاخام أن شجرة الميلاد هى ليست رمزا مسيحيا فقط وإنما جزء من ثقافة اليهود القادمين من الاتحاد السوفييتى السابق، والشجرة المزينة هى الرمز الأساسى لقدوم السنة الميلادية الجديدة".
وفى وسط الضجة العارمة التى أحدثتها الفتوى، أصدر معهد التخنيون بيانا جاء فيه: "إن تصريحات الحاخام دوكوب نشرت على صفحته الخاصة فى الفيس بوك، وتعكس رأيه الشخصى فقط وليس موقف التخنيون".
وفى سياق التطرف المتشابه بين الإسلاميين واليهود، أطلق الداعية الإسلامى محمد العريفى، أستاذ العقيدة بجامعة الملك سعود، عبر حسابه على موقع التغريدات المصغرة "تويتر"، 11 تغريدة فيما وصفه حكم التعامل مع المسحيين فى عيد الكريسماس ورأس السنة، موجها تلك الفتاوى إلى المغتربين فى أوروبا، مؤكداً من خلالها عدم جواز تقبل الهدايا ولا إهدائها، كما منع امتلاك أو صنع شجرة عيد الميلاد، مؤكدا أنه رمز دينى مثل الصليب.
وكتب العريفى: "هذه 11 تغريدات تخصّ عيد الكريسماس ورأس السنة، تفيد أبنائى وبناتى بالخارج، وكذلك إخوانى المسلمين بأوروبا وغيرها، حكم التهنئة، التعامل، الهدايا".
وأضاف العريفى: "مع العلم: أن تعاملنا مع النصارى، والبوذيين، وغيرهم، يجب أن يكون بخلقٍ حسن، وتعامل لطيف، ورفق، ولين، وابتسامة، وهدايا، رغبةً بتأليف قلوبهم".
واستطرد العريفى: "يجوز قبول هدية الكافر فى عيده غير الدينى وتقبل هديته سائر الأوقات تأليفاً لقلبه ويجوز الإهداء له (فى غير عيده)، يجوز تهنئة الكافر بمناسباته السعيدة، ترقية، تخرج لكن مناسباته الدينية تحرم التهنئة، فإذا احتفل بولادة ابن الرب فهنأته فهى إقرار بعقيدته".
وتابع: "بابا نويل، معناها: الإله أبونا، شخصية مسيحية، ترمز للقسيس (نيكولا) يساعد الناس، وله قصص، فيُقدسونه تعظيماً للمسيحية، شجرة عيد الميلاد تخصّ كريسمس العيد الدينى للنصارى، رمز دينى كرمزية الصليب، لها قصة بعقيدتهم، لا يجوز تعظيمها وصنعها".
وأوضح أن: "يوم رأس السنة، إذا أهداك الكافر جاز قبولها لأنه عندهم عيدٌ اجتماعى لا دينى أما عيد كريسمس “ميلاد المسيح” فعيد دينى لا تقبل هديةً ولا تهدى".
فى المقابل قال الدكتور عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق ، إن مثل هذه الفتاوى من شأنها إثارة البلبلة فى الوقت الراهن، دون أى أسباب، موضحا أن الإسلام حرص على حسن معاملة المسلم للمسيحى وقبول الهدايا منهم.
وأشار رئيس لجنة الفتوى الأسبق أن مثل هذه الفتاوى الصادرة قبل أيام من نهاية العام الجارى من شأنها تحدث بلبلة فى الوقت الذى نعيشه ونحياه، كما أنها فتاوى لا تضر ولا تنفع فالعقيدة ثابتة والحمد لله، ولا تؤثر فى أصل من أصول الدين".