بعد اعتزام الجانب الروسى استئناف الرحلات الجوية المنتظمة بين القاهرة وموسكو قريباً، خلال محادثة هاتفية بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ، ونظيره الروسى، تفاءل برلمانيون بلجنة السياحة والطيران المدنى بعودة السياحة الروسية مرة أخرى بشكل منتظم، موضحين مدى تأثير قطاع السياحة على الاقتصاد المصرى، وبداية ظهور نتائج المفوضات المصرية الروسية.
كان قطاع السياحة شهد تأثراً كبيراً عقب سقوط طائرة الركاب روسية فى سيناء والتى أقلعت من مطار شرم الشيخ فى 31 أكتوبر من العام الماضى 2015 ليسفر الحادث عن مصرع نحو 224 شخصًا.
ويرى نواب لجنة السياحة، إن استئناف الرحلات الروسية مؤشر إيجابى لعودة السياحة مرة أخرى بعد تأثرها عقب سقوط الطائرة الروسية، وبداية ظهور نتائج المفوضات المصرية الروسية، وهو ما قاله النائب عمرو صدقى عضو مجلس النواب فى تصريحات لـ"انفراد"، إن المؤشرات ليست فقط من الناحية التجارية، ولكن هناك تأثير إيجابى آخر فى قطاع السياحة الثقافة خاصة فى الأقصر وأسوان.
وأوضح صدقى أن السياحة الشاطئية المصرية مميزة عن باقى دول العالم فى فصل الشتاء، لافتا إلى أن كان هناك تكليف لوزير الطيران المدنى لمتابعة الملف الروسى لإزالة الأثار السلبية المترتبة على سقوط الطائرة الروسية، وأشار أن نتائج المفوضات المصرية الروسية بدأت تظهر مؤشراتها باعتزام الروس استئناف الرحلات الجوية مرة أخرى.
ولفت صدقى إلى أهمية تأثير قطاع السياحة على الاقتصاد القومى، مشدداً على ضرورة استيعاب المواطنين أهمية هذا القطاع وتأثيره وحسن معاملة السائح، وتقديم الخدمة له بعيداً عن الغش التجارى، والسلوكيات الخاطئة للبعض.
وأشار عضو مجلس النواب إلى أنه ينبغى على صناع السياحة عدم تخفيض الأسعار، بشكل مبالغ فيه لأنه قد يؤثر على الجودة، وأوضح أن حجم الوافدين من السوق الروسى بلغ إلى ما يقرب من 2 مليون و800 ألف سائح من يناير إلى أكتوبر فى عام 2015 ، مقارنة بعام 2016 الذى بلغ من يناير إلى أكتوبر إلى 140 ألف بنسبة انخفاض 98%.
فى سياق متصل، قال النائب محمد عبده عضو لجنة السياحة والطيران المدنى بمجلس النواب، إنه تقدم بمذكرة لعدد من المسئولين على رأسهم وزير التربية والتعليم، بضرورة تدريس مادة السياحة المصرية فى المناهج التعليمية، على أن تكون مادة أساسية بها نجاح ورسوب، مشيرا إلى أن وزير التربية والتعليم وافق مبدئياً على المقترح على أن تتم دراسته مع مسئولى اعداد المناهج.
وأوضح فى تصريحات لـ"انفراد"، أن السياحة الروسية تمثل ثلث حجم السياحة الوافدة لمصر، وأن هناك ملايين يعملون بهذا القطاع، وأشار إلى أن استئناف الرحالات السياحة الروسية ستحفز عودت الدول الأخرى التى تستهدف السياحة فى مصر كبريطانيا، إلمانيا، وفرنسا.
وشدد عبده على أهمية الاستمرار فى اجتذاب السياحة بدول شرق آسيا، والترويج للسياحة المصرية، فى اليابان والصين، مؤكدا على أهمية هذا السوق فى مجال السياحة، كما طالب بالعمل على الترويج للسياحة فى الدول العربية.
فى ذات السياق، قال النائب أشرف عزيز أسكندر عضو لجنة السياحة والطيران المدنى بالبرلمان، إن الحكومة المصرية اتخذت خطوات هامة فى شأن تأمين المطارات، والاستجابه للجانب الروسى والاتحاد الاروبى فى اطلاعهم على مدى كفائه تأمين المطارات المصرية، موضحا أن المطارات المصرية حصلت على شهادة من شركات أمن عالمية تؤكد كفاءة المطارات فى استقبال الرحلات.
وأضاف عزيز فى تصريحات لـ"انفراد"، أن المطارات المصرية تشهد تأميناً غير مسبوق، مدعوما بأحدث الأجهزة التكنولوجية للكشف عن المفرقعات، ولفت إلى أن هناك ملايين المواطنين يعملون بهذا القطاع، وتأثروا بشكل كبير عندما تضررت السياحة، وتم تسريح العديد من العاملين بالقطاع.
وأشار إلى أنه لو عادت السياحة لسابق عهدها، ستستغنى الحكومة عن القروض، لافتا أن حجم السياحة فى عام 2010 فقط بلغ 12 مليار دولار، وطالب عزيز الدولة بدعم العمالة المتدربة بالقطاع استعداد لاستقبال السائحين.
وقال النائب أحمد السجينى، رئيس لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان، إنه لم يعد هناك أى معوقات لدى روسيا لاستئناف رحلاتها إلى مصر، خاصة أنها شريكة فى لجنة التحقيق حول سقوط الطائرة الروسية، بجانب الاستجابة لجميع ملاحظاتها حول تأمين المطارات، والترحيب الذى جاء على لسان الوفود الأجنبية التى زارت المطارات المصرية.
وأضاف رئيس لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان، أن الإجراءات الأمنية فى المطارات المصرية قوية للغاية وهو ما دفع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لأن يعلن للرئيس عبد الفتاح السيسى بقرب استئناف الرحلات الروسية لمصر، موضحا انه تم إسناد تأمين المطارات لشركات تأمين عالمية وهو ما يدفع نحو عودة استئناف الرحلات من جديد.
كان الرئيس الروسى أكد لنظيره المصرى اعتزام روسيا لاستئناف الرحلات الجوية المنتظمة بين القاهرة وموسكو قريباً، وذلك فى ضوء ما خلصت إليه التقييمات الأمنية والفنية التى تعاون بشأنها الجانبان المصرى والروسى. ورحب الرئيس بهذا القرار، معرباً عن تطلعه لمواصلة العمل على الارتقاء بالعلاقات بين البلدين على جميع الأصعدة..