تصاعدت وتيرة الاستقالات والانشقاقات داخل جماعة الإخوان، خلال الفترة الحالية لتكتب فصلا جديدا فى الصراع الداخلى للإخوان، وخلال هذا الأسبوع كشفت الإجراءات الأخيرة التى اتخذتها الإخوان منتصف هذا الأسبوع عن تقديم استقالات عديدة من جانب قيادات الجماعة بعد أن أعلن التنظيم تغيير مسمى "مكتب الإرشاد" إلى "المكتب العام لجماعة الإخوان" ،واختيار مجلس شورى جديد للتنظيم.
بداية تلك الإجراءات جاءت بتقديم اللجنة الإدارية العليا للجماعة التابعة لجبهة محمد كمال – الذى أعلنت وزارة الداخلية قتله – استقالتها من منصبها، ثم أعلنت الجماعة قبول استقالة هذه اللجنة.
وتلاها مباشرة، تقديم المكتب التنفيذى للإخوان فى مصر استقالته هو أيضا من مناصب التنظيم، وتزامن مع ذلك أيضا تقديم المكتب الإدارى للجماعة فى الخارج الذى يترأسه أحمد عبد الرحمن استقالته، وأعلنت الجماعة قبول الاستقالة.
وخلال الساعات الأخيرة ، أعلن المتحدث الإعلامى لجماعة الإخوان محمد منتصر هو أيضا استقالته من منصبه، وبالتزامن مع ذلك اعلن عمرو دراج، رئيس المكتب السياسى للإخوان، اعتزاله العمل داخل الإخوان، وقال فى بيان له اليوم الخميس :"أود أن أنقل إليكم قرارا حاسما و نهائيا اتخذته منذ فترة، و كنت أنتظر الوقت المناسب لإعلانه، و هو اعتزالى كافة أشكال العمل العام، السياسى منه أو الإداري، سواء فى حزب الحرية و العدالة، أو جماعة الإخوان ، أو أية مؤسسة سياسية أخرى، سواء الان أو فى المستقبل، حيث أعلن بوضوح عن عدم نيتى أن أتبوأ أية مواقع فى المستقبل، أو المشاركة فى أية أعمال أو ترتيبات سياسية أيا كان شكلها، سواء الان أو فى المستقبل"
وأضاف دراج فى بيانه :" يأتى توقيت إعلان هذا القرار عقب انتهاء الانتخابات الشاملة التى أجرتها جماعة الإخوان مؤخرا فى مصر، وتوجت بانتخاب مكتبا عاما جديدا لإدارة الإخوان فى هذه المرحلة، مما تبعه تقديم مكتب الإخوان بالخارج، الذى ترأست برنامجه السياسى لمدة عامين كاملين، لاستقالته، و بالتالى فأنا أرى هذا وقتا مناسبا تماما لأخذ خطوة للخلف".
وفى ظل المعركة الكلامية بين جبهات الإخوان المتصارعة بعد الإجراءات الأخيرة ، خرجت دعوات إخوانية تطالب بوقف الحديث حول الأزمة الداخلية، حيث قال عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق فى بيان له :"أتعجب من مشايخ كانوا يلحون على بأن أكف عن الكتابة على صفحتى عن الشأن الإخواني، وأن ذلك أفضل، حتى لا يكون ما تكتب مادة لزيادة الخلاف، واستجبت لنصحهم، فإذ بى أفاجأ بهم فى هذه الأيام، يكتبون ويقومون بكل ما كانوا ينهوننى عنه انتصارا منهم لقناعتهم فى الشأن الإخوانى، استقيموا يرحمكم الله".
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تطور إلى اتهامات بالخيانة للجبهة التى يترأسها عواجيز الإخوان، حيث قال محمد إلهامى القيادى الإخوانى معلقا على الانقسام الأخير:"لا تحتاج أزمة الإخوان إلى كثير نظر للتفريق بين الجبهتين، فإحداهما تحرص على الانتخابات ثم يستقيل رموزها من مواقعهم، وآخرها اليوم استقالة عمرو دراج من كل العمل العام وليس فقط من موقعه التنظيمى.
وأضاف فى بيانه :"بينما الجبهة الأخرى التى يترأسها محمود عزت على خلاف كل ذلك، بل لم يخرج زعيمها إلى العلن إلا بعد أن التئم عمل الجماعة ليفسده ويصدر قرارات التجميد والفصل بلا تحقيق ولا شورى".
يفسر هذه الإجراءات الأخيرة، هشام النجار، الباحث الإسلامى، الذى قال إن تلك الإجراءات هى محاولة من الإخوان لقياس ردود أفعال الدولة ، فالجماعة من جهة تسعى لمعرفة وضعها الأمنى خاصة بعد جريمة تفجير الكاتدرائية وما إذا كان الأمن سيمرر هذا النشاط المعلن لأول مرة بعد هذه السنوات من العنف أم سيكون هناك رد فعل أمنى حاسم لمنعه وملاحقة منظميه.
وأضاف فى تصريح لـ"انفراد" أن هذه الإجراءات دعائية لجس النبض وقياس ردود الأفعال ورسالة توحى بواقع مختلف عما هو قائم على الأرض وهى موجهة ابتداءاً للدول الغربية التى تسعى لادراج الجماعة كمنظمة ارهابية خاصة بعد تفجير الكاتدرائية واتهام وزارة الداخلية للجماعة بضلوعها فى الحادث والاعداد له وتدبيره من خلال قياداتها بقطر.