قالت دار الإفتاء، إن الجن وما يتعلق به من الأمور السمعية التى لا تعرف إلا بالسماع من الصادق الأمين - صلى الله عليه وسلم – وهو من العوالم الغيبية التي لا يعلم حقيقتها إلا الله تعالى فهم مخلوقون من نار منهم المسلم والكافر والعاصى والمطيع، وهم أجسام حية لطيفة نارية قادرة على التشكل بأي شكل حسنا كان أو قبيحا وقادرة على أن تنفذ فى الأجسام نفوذ الهواء وتحكم عليهم الصورة ولهم القدرة على رؤيتنا دون أن نراهم، يقول تعالى : ((إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ )) الآية ٢٧ من سورة الأعراف.
وأضافت الدار، خلال بحث لها عن حكم صراع الجن ومعالجته في الإسلام وكيفية المعالجة ،وما يتعلق بحكم صراع الجن ومعالجته في الإسلام وكيفية معالجته":"لقد ثبت بالدليل القطعى وجود الجن والشياطين وصلتهم بالإنسان ثابتة لا شك فيها غير أنه اتصال من نوع خاص يناسب طبيعة كل منهم، وفى الحدود التى رسمتها سنن الله وقوانينه الكونية والشرعية، روى مسلم في صحيحه أن رسول - صلى الله عليه وسلم -قال : » ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرين من الجن وقرينه من الملائكة، قالوا: وأنت يا رسول الله، قال: وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرنى إلا بخير".
وتابعت دار الافتاء:" نحن وإن كنا لا نستطيع أن نرى الجن على صورته الحقيقية إلا أننا نستطيع أن نراه إذا تشكل بأشكال مما تقع تحت دائرة الحس البشري، وفى هذه الحالة يمكن صرع الجن ومصارعته بقوة الإيمان بالله والثقة بأن الله ينصر عباده المؤمنين".
فإذا كان السائل يقصد بكلمة "صرع" الواردة بالسؤال المصارعة بمعنى مغالبة الجن والإمساك به وصرعه فإن ذلك جائز متى تشكل بصورة ملموسة، وقد وقع لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصرع الشيطان وقهره، وذلك فيما روى النسائي عن عائشة −رضي الله عنها− ((أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه الرسول −- صلى الله عليه وسلم - فصرعه فخنقه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – حتى وجدت برد لسانه على يدى ،ولولا دعوة سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس ))، أما إذا كان المقصود بكلمة "صرع" مس الجن بنى الإنسان ولمسهم إياهم فإن علاج هذا الصرع والمس إنما يكون بالقرآن الذي جعله الله شفاء ورحمة من كل الأمراض الحسية والمعنوية يقول تعالى : ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ )) الآية ٨٢ من سورة الإسراء.
وأشارت الدار إلى كيفية العلاج رسمها القرآن الكريم في قوله تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ )) الآية ٢٠١ من سورة الأعراف، وقوله تعالى : ((وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )) الآية ٣٦ من سورة فصلت.
وأوضحت، أن علاج المس يكون بالأذكار، لأن الله هو الفعال لما يريد ، وأن كل شىء بقضاء الله ،ثم اللجوء إليه، وطلب الشفاء منه والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فى جميع الأوقات وفى جميع الأحوال.