عاد فلول الزعيم الليبى الراحل معمر القذافى الذى أطاحت بنظام حكمه ثورة 17 فبراير - المدعومة بضربات جوية غربية، إلى الواجهة من جديد.
فقد أعلن " موسى شها " مختطف الطائرة الليبية التابعة للخطوط الأفريقية بمالطا عن تبعيته لجماعة "الفاتح الجديد "، وهى جماعة غير معروفة ، مشتقة من الاسم الذى أطلقه القذافى على انقلاب عام 1969 ضد الملك السنوسى " ثورة الفاتح من سبتمبر".
وقد رجحت جهات التحقيق فى مالطا انتماء " موسى شها " إلى أنصار القذافى ، لأنه كان يطالب بالإفراج عن سيف الاسلام القذافى وبعض المحبوسين ، كما هتف داخل الطائرة :" الله معمر وبس" .
ويكشف تحليل استراتيجى مهم نشره موقع لوكوريي انترناشيونال الفرنسي ، للخبير الفرنسي فى الشأن الليبي ماتيو غالتيي ، بعنوان : " أنصار القذافي يحضرون لعودتهم إلى الساحة مؤكدا أن أنصار معمر القذافي ، أو الذين يحنون للاستقرار في عهده ، عادوا تدريجيا إلى الساحة السياسة الليبية ".
ويؤكد غالتيي أن استمرار الفوضى في ليبيا جعل الكثير يشبهونها بما حدث في منطقة البلقان خلال تسعينات القرن الماضي ، على غرار تفكك الدولة ، وتكون عدة مناطق ذات حكم ذاتي ، أمام وهن الحكومة في مواجهة الكتائب المسلحة ، حيث تملك ليبيا الآن ثلاث حكومات ، بالرغم من تنظيم انتخابات في سنتي 2012 و2014، بالإضافة إلى اختراق تنظيم “الدولة” في سنة 2014 البلاد، وتواصل الصراعات الاثنية، ما جعل أصواتا تدعو للعودة إلى الجماهيرية تتصاعد.
لكن مدير المركز المغاربي للدراسات حول ليبيا رشيد خشانة يسخر من هذا المقترح قائلا : “هذا الحنين إلى الجماهيرية مرده فشل مرحلة ما بعد الثورة ، ما تريد الأيديولوجيا القذافية الاستفادة منه للعودة إلى اللعبة السياسية ، ولكنه لا يقدم بديلا حقيقيا ، أنصار القذافي لن يعودوا أبدا إلى السلطة ، لكن وزنهم يبقى مهما من خلال عقدهم لتحالفات إستراتيجية.
استفاد عدد كبير من أنصار القذافى من قانون العفو العام -الذي صادق عليه برلمان طبرق-، وهو نص يهدف إلى إرجاع المنفيين في الخارج والذين يتراوح عددهم بين 1.5 إلى 3 مليون ليبي، معظمهم من فلول النظام السابق.
وبقى معسكر أنصار سيف الإسلام الأكثر تنظيما، خاصة وأنه يستفيد من ظروف سجن مخففة في الرنتان، بالرغم من صدور حكم الإعدام ضده ، ويتصل كثيرا بالناس عبر تطبيق فايبر ويتجول بسلاسة في المدينة.
ويقول توالدو أن سيف الإسلام لا يطمح للعودة إلى السلطة ، لكنه يأمل في إعادة تشكيل المشهد السياسي.
أما طرابلس فتعيش انقساما بين الكتائب الإسلامية وحكومة الوفاق الضعيفة .