المحبة الصادقة لا تحتاج دليلاً ولا إشارة، تخرج من القلب سهمًا حريريا يصيب القلب، فقط قد يُحدث أثر خروجها ندبة فى الروح أو يفتح باب الشجن المقفول، فيهتز القلب وتفيض العين، وتتقطّر المشاعر ماء صافيا، إن دل على شىء فإنه يدل على أن الرباط أقوى من محاولات فكّه، وأن لغة الوصل أعمق من النطق والمنطوق، لغة تجيدها القلوب وتفك شفرتها الأرواح، ويعرف من خلالها المحب حبيبه، وهذا وحده ما يمكن أن نلخص به هذه الحفنة من المشاهد الإنسانية المؤثرة، التى تختزل التركيبة المصرية ومكونات شخصية المصريين، وتكشف عن علاقة القيادة بالشعب، والحاكم بالمحكوم، فى سياق حضارى ممتد فى التاريخ، وبفضل هذا الامتداد ما زال قادرًا على صلب عوده فى وجه الرياح العاتية، وعلى مدّ ريشة من ريش النسر الذى يزين علم مصر، لينقر بها أوتار القلوب، مستخرجًا منها نغمة مصرية، عزفها المصرى الأول على ضفة النيل وفى أروقة المعابد، وما زال صداها يتردّد الآن فى ربوع مصر، وعلى ألسنة المصريين، وفى عيون رئيسهم.
شهد الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال العام 2016، عددًا من المناسبات الوطنية المهمة، إلا أن مشاهد تأثُره بأحاديث المصريين وحكاياتهم ومشاعرهم، التى ترجمها انهمار دموعه أكثر من مرة فى هذه المناسبات، تبقى فى الصدارة، وتلفت النظر إلى جانب يشغل عقل الرئيس وكيانه، ويقود أفكاره وتحركاته وخطاه على طريق واقع مصر ومستقبلها، وتعد كلمات أهالى الشهداء بمثابة الأيقونة الأقوى حضورًا فى الاستحواذ على تأثر الرئيس فى 2016، تليها القضايا والمشكلات التى تؤثر على المصريين، والمشاعر التى يحملونها تجاه الوطن وقيادته، ولعل أبرز هذه الباقة من المواقف، أهالى الشهداء، والحاجة "صيصه"، وحفل إطلاق برنامج "رؤية مصر 2030" وافتتاح توسعات شركة النصر للكيماويات.
أهالى الشهداء أيقونة أثرت فى الرئيس
استحوذت كلمات أهالى الشهداء فى المناسبات الوطنية المختلفة على حصة كبيرة من مشاهد تأثر الرئيس عبد الفتاح السيسى وبكائه، وفجرت كلمات أمهات وزوجات وأبناء الشهداء دموع الرئيس فى كثير من هذه المواقف والمناسبات، خاصة أن كثيرًا ما عبر عن تقديره لشهداء مصر ودمائهم الذكية، وإجلاله لما يقدمونه فداء لهذا الوطن، وتعد أبرز الكلمات التى لم يتمالك السيسى دموعه فيها، أمام السيدة سامية محمد إمام عطية، والدة الشهيد المجند إسلام عبد المنعم المسلمى، فى ذكرى الاحتفال بنصر أكتوبر المجيد.
وتأثر الرئيس السيسى أيضًا فى ذكرى الاحتفال بعيد الشرطة، أثناء كلمة والد الشهيد النقيب عبد الرحمن على عبد الفتاح محمد عبده، وبكى الرئيس بعدما كشف والد الشهيد فى كلمته عن استشهاد 3 من أسرته فى سيناء خلال جهود الأمن والقوات المسلحة لمحاربة الإرهاب واستعادة هذه البقعة الطاهرة من قبضة الأيدى الآثمة والإرهاب الأسود، قائلا: "الثلاثة راحوا فى سيناء.. والله العظيم الثلاثة فداء لمصر، وعشان كلنا نعيش فى أمان".
لحظة تأثر السيسى خلال حفل تدشين برنامج "رؤية مصر 2030"
موقف آخر ملىء بالمحبة والصدق الخالصين، عندما بكى الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال إلقاء كلمته فى احتفالية إعلان استراتيجية مصر للتنمية المستدامة، فى حفل تدشين برنامج "رؤية مصر 2030"، وجاء ذلك حينما سرد الرئيس قائمة الصعوبات والمشكلات الراهنة التى يواجهها الاقتصاد المصرى، ورغبته فى تحقيق حياة كريمة للمصريين، وانفعل باكيًا وهو يقول: "والله العظيم أنا لو ينفع أتباع لأتباع عشان خاطر مصر".
الحاجة "صيصة" تهز قلب السيسى فى عيد الأم
هذا الموقف ضمن باقة المشاهد المؤثرة للرئيس عبد الفتاح السيسى، بالغ العذوبة والشجن، إذ ظهر التأثر الحقيقى والانفعال الإنسانى الرائق على وجه الرئيس من نموذج كفاح الحاجة "صيصة"، خلال تكريمها وسط الأمهات المثاليات فى عيد الأم، وقالل الرئيس: "أدمت قلبى خلال الاحتفال بها فى الرئاسة، الحاجة صيصة من ساعة ما شوفتها لحد الآن أتعجب منها ومن قدرة المرأة على العطاء بلا حدود، وهى تعيش منذ 40 سنة وسط الناس على أنها راجل، حتى تساند أولادها وتلبى نداء المسؤولية"، مقدّمًا التحية لنموذج "صيصة" وكل الأمهات المصريات المكافحات.
"بنحبك يا ريس" تُبكى السيسى فى افتتاح توسعات شركة النصر للكيماويات
أخيرًا، وفى ألبوم المواقف الإنسانية المؤثرة للرئيس السيسى، يأتى موقف افتتاح توسعات شركة النصر للكيماويات، اليوم السبت، حينما استوقفته كلمة أحد الحضور وهو يهنف: "بنحبك يا ريس"، ليردّ الرئيس متأثّرًا: "انتوا عارفين أنا نفسى أعمل كل حاجة حلوة علشان المصريين، لأنهم يستحقوا، ونقدر نعمل كل حاجة حلوة وإحنا مع بعض وإيدنا مع بعض".
وتابع الرئيس السيسى كلمته قائلاً: "مصر بلدنا، وعيب علينا وصعب قوى إن حد يبقى مش عند مستوى وآمال وأمانى المصريين، لا ننام لغاية لما نعمل كل حاجة حلوة لأجل خاطركم.. شعبنا أصيل وكريم وتحمل، وأنا عارف".