أنياب داعش تنهش لحم المسيح.. الذئاب المنفردة تهدد "عيد الميلاد" وقلق عالمى قبل الاحتفالات.. "أبو طالب" الأمريكى يسقط بقبضة FBI.. استراليا تحبط مؤامرة فى "ملبورن" وإندونيسيا تكشف خطة لتفجير قصر الرئاسة

إيقاع العالم السريع لا يقود العلم والتكنولوجيا فقط، يقود خطوات الإرهاب أيضًا، وفى ضوئه الكاشف استطاعت التنظيمات الإرهابية تطوير قدراتها وآلياتها، لتشكل مصادر إزعاج أكثر تأثيرًا وخطرًا من ذى قبل، خاصة مع لجوئها للعمليات الصغيرة والنوعية، واعتمادها على الأفراد الذين تسهل حركتهم بشكل منفرد وخارج الرقابة، فيما بات يُعرف باسم "الذئاب المنفردة"، ويشكل خطرًا على دول وحكومات عديدة بنفس الدرجة التى يوفر بها فرصة للتنظيم الإرهابية، وفى مقدمتها تنظيم "داعش"، لتنفيذ عمليات واسعة على امتداد العالم، بتجهيزات سهلة واحتياجات بسيطة وآثار مزعجة، بشريا واقتصاديا وأمنيا، وهو ما بات يُشكّل تحدّيًّا كبيرًا أمام الدول والحكومات والأجهزة الأمنية على امتداد العالم، خاصة فى المناسبات والاحتفالات القومية أو الدينية، وفى أماكن التجمعات والكثافة. مؤخّرًا أصبحت ظاهرة "الذئاب المنفردة" الهاجس الجديد الذى تواجهه الأجهزة الأمنية حول العالم، مع استمرار الهجمات الدموية التى ينفذها معتنقو فكر تنظيم "داعش" الإرهابى، ومع اقتراب موسم الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، رفعت عديد من الدول حالة التأهب، تحسُّبًا لأى هجوم مُحتمل، خاصة على أماكن الاحتفالات أو الكنائس أو أماكن التجمع التى يسهل فيها القيام بعمل إرهابى يحصد أرواح كثيرين، مثلما حدث فى "نيس" و"برلين" عندما قرر شخص مؤخّرًا دهس العشرات بشاحنة فى أحد أسواق "الكريسماس" الشعبية المعروفة بكثافة الحضور البشرى فيها. الولايات المتحدة الأمريكية تنفذ ضربات استباقية ضد "الذئاب المنفردة" فى واشنطن، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى "إف. بى. آى"، أنه لا يملك معلومات مؤكدة تشير لاحتمال وقوع هجمات إرهابية وشيكة فى الولايات المتحدة الأمريكية خلال عطلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، ولكنه مع ذلك حثّ العاملين فى أجهزة الأمن على توخى الحذر واليقظة فيما يتعلق باحتمال وقوع هجمات منفردة من قبل من يُعرفون بـ "الذئاب المنفردة"، وفقًا لما أوردته قناة "سى. بى. إس". ونقلت القناة الأمريكية عن مسؤولين بمكتب التحقيقات الفيدرالى قولهم، فى بيان رسمى: "المكتب على علم بروابط صادرة على شبكة الإنترنت تدعو لشن هجمات ضد كنائس بالولايات المتحدة، وكما فى جميع الحالات المماثلة لدى نشوء التهديدات الإرهابية من هذا النوع، يقوم المكتب بمتابعتها والتحقق من صحتها"، وأشارت قناة "سى. بى. إس" إلى أن "سلطات البلاد ليست لديها معلومات مؤكدة حول وجود أى تهديد". وفى السياق نفسه، اعتقلت السلطات فى ولاية أريزونا الأمريكية، رجلاً وصفته بأنه "متشدّد معروف"، بتهمة التخطيط لهجوم منفرد على نهج هجمات تنظيم داعش الإرهابى، وذكر مسؤولون فى "إف. بى. آى"، كما أشارت وثائق فى محكمة بالولاية، أن الرجل يدعى ديريك ريموند تومسون، يبلغ من العمر 30 سنة، وأنه من مدينة "فينيكس". وقال مسؤولون أمنيون، إن "تومسون"، المعروف أيضًا باسم "أبو طالب الأمريكى"، احتُجِز فى سجن فى مقاطعة ماريكوبا، بعد أن اعتقله ضباط المخابرات يوم الثلاثاء الماضى، فى إطار مهمة لقوة التدخل المشتركة لمكافحة الإرهاب، التابعة لمكتب التحقيقات الاتحادى، وهو محتجز لحين دفع كفالة قدرها 100 ألف دولار، بينما قال ضباط المخابرات فى الوثائق التى قُدِّمت للمحكمة، إن "تومسون" حاول شراء سلاح نصف آلى عبر الإنترنت فى يناير 2015، رغم عدم السماح له قانونًا بالحصول على سلاح بسبب إدانته فى جناية سابقة، وأغلب الظن أنه كان يعتزم تنفيذ هجوم منفرد، لا سيّما أن الشرطة تأكدت من أنه كان على اتصال مع مواقع إلكترونية مرتبطة بـ"داعش". أوروبا تفشل فى اصطياد "الذئاب المنفردة".. حادثة برلين وأنيس عامرى نموذجا إضافة إلى ما سبق بشأن جهود مكتب التحقيقات الفيدرالى فى تتبع التهديدات الإرهابية المحتملة، يتصاعد الحذر فى أوروبا، بعدما أثبتت حادثة برلين الأخيرة فشل الاستخبارات الأوروبية فى الحيلولة دون وقوع هجوم مماثل، رغم معرفتها بميول "أنيس عامرى" منفذ الحادث. وقالت صحيفة "جارديان" البريطانية، إن مطاردة أنيس عامرى، مرتكب حادث برلين الإرهابى، ومن أوائل المطلوبين فى أوروبا خلال الأيام الماضية، انتهت بمقتله على يد رجل شرطة إيطالى يوم الجمعة، ولكنها لم تجب على السؤال الأهم، المتمثل فى كيفية سفر إرهابى مشتبه به مئات الكليو مترات من دولة إلى أخرى فى وسائل مواصلات عامة دون التعرض للاعتقال. وأضافت الصحيفة البريطانية، أن حقيقة معرفة أجهزة المخابرات والتجسس الألمانية بميول الرجل الإرهابية قبل تنفيذه الهجوم، وتمكنه من تجنب الشرطة فى سفره لأكثر من ألف ميل، رغم حالة التأهب فى الدول المختلفة فى القارة العجوز، أثارت تساؤلات صعبة بشأن قدرة الوكالات الأمنية والسياسيين فى أوروبا على التعامل مع تهديدات الإرهاب، بينما أشارت تقارير إعلامية فرنسية إلى أن المخابرات المغربية حذرت نظيرتها الألمانية مرتين من "أنيس عامرى" وميوله الإرهابية. أستراليا تُحبط مخطّطا إرهابيا لاستهداف مناطق حيوية بـ"كلبورن" منها كاتدرائية "سانت بول" فى السياق ذاته، أعلنت الشرطة الأسترالية أنها أحبطت "مؤامرة إرهابية" مستوحاة من تنظيم داعش، بعد توقيفها سبعة أشخاص كانوا يخططون لارتكاب اعتداءات فى وسط مدينة "ملبورن" فى يوم عيد الميلاد. وقال قائد شرطة ولاية فكتوريا، جنوب شرق أستراليا، جراهام آشتون: "إن الأشخاص المعتقلين كانوا يخططون لمهاجمة أماكن رمزية فى ملبورن، مثل محطة القطارات، وساحة الاتحاد، وكاتدرائية سانت بول، بمتفجرات وأسلحة نارية وسكاكين". آسيا تحاول إنقاذ "عيد الميلاد".. احتياطات فى إندونيسيا وماليزيا وتايلاند وسنغافورة إلى جانب هذه المخاوف والتهديدات، يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ليسوا فقط من يخشون هجومًا يشنّه أحد "الذئاب المنفردة"، إذ أعلنت قوات الأمن فى آسيا حالة التأهب قبل عطلة عيد الميلاد ورأس السنة، بعد إعلان الشرطة فى إندونيسيا إحباط مخططات لهجمات إرهابية واعتقال متشددين مشتبهًا بهم فى ماليزيا. وقالت الشرطة فى إندونيسيا، إن 14 شخصا على الأقل قيد الاستجواب، على خلفية الاشتباه فى تخطيطهم لتنفيذ تفجيرات انتحارية تستهدف القصر الرئاسى فى العاصمة "جاكرتا" ومكانا آخر لم يعلن عنه، وكان تنظيم "داعش" قد أعلن مسؤوليته عن هجوم فى "جاكرتا" خلال يناير، قُتل فيه أربعة أشخاص، وكان الأول الذى ينفذه التنظيم المتشدد فى جنوب شرق آسيا. أما فى ماليزيا، ذات الأغلبية المسلمة، فقد أعلنت الشرطة هذا الأسبوع أنها اعتقلت سبعة أشخاص للاشتباه فى صلتهم بجماعة إرهابية، وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هجوم بقنبلة يدوية على حانة عند مشارف العاصمة "كوالالمبور" فى شهر يونيو الماضى، بينما تقوم الشرطة بمراقبة مراكز المواصلات وأماكن الترفيه والمواقع السياحية. وحذرت السفارة الأمريكية فى الهند، خلال الأسبوع الجارى، من التهديد المتزايد للأماكن العامة التى يزورها الأجانب فى البلاد، وأشارت إلى تقارير إعلامية تؤكد رغبة تنظيم "داعش" الإرهابى فى شن هجمات داخل الهند. وفى بنجلاديش ذات الأغلبية المسلمة أيضًا، قال ضابط شرطة إنه سيتم تسيير دوريات على مقربة من الكنائس، وذلك بعد شهور من هجوم إرهابى استهدف العاصمة "داكا"، حينما نفذ تنظيم متشدد عملية فى مقهى خلال يوليو الماضى، والتى أسفرت عن مقتل 22 شخصًا معظمهم من الأجانب. وأعلنت الشرطة فى تايلاند، ذات الأغلبية البوذية، أنها تخطط لتسيير دوريات يشارك فيها أكثر من مائة ألف عنصر حتى منتصف يناير المقبل، مضيفة أن عدد أفراد الأمن سيكون أكبر من العام الماضى، دون تقديم مزيد من التفاصيل. أما سنغافورة، التى تعيش فيها أعراق مختلفة وتمثّل مركزًا تجاريًّا ومصرفيًّا ومقصدًا سياحيًّا رئيسيًّا فى قارة آسيا، ويسكنها كثيرون من الأجانب والمواطنين الأوروبيين، والغربيين بشكل عام، فقد أكدت الشرطة أنها ستزيد من كثافة انتشار عناصرها فى مراكز التسوق والمراكز السياحية.










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;