يبدو أن سوء الحظ يلازم طائرات روسيا، فخلال شهور قليلة حضرت موسكو فى المواقع الإخبارية أكثر من مرة، إما لسقوط طائرة مدنية، أو سقوط مقاتلة عسكرية فى سوريا، وأخيرًا سقوط طائرة من طراز "تو 154" فى عقر دارها، قرب مدينة "سوتشى" جنوب روسيا، وعلى متنها 93 شخصًا، بعد دقائق من إقلاعها من مطار "أدلر" جنوب روسيا.
وفى هذا الإطار، أكدت وزارة الدفاع الروسية فى بيان صادر عنها، مقتل جميع ركاب الطائرة الروسية، وعددهم 93، وعثورها على جثامين ضحايا الطائرة وأجزاء من هيكلها فى مياه البحر، وقال المكتب الإعلامى لوزارة الدفاع: "تم العثور على جثامين الضحايا فى مياه البحر على بعد 6 كيلومترات من الشاطئ"، مضيفا أنه "تم العثور أيضًا على أجزاء من هيكل الطائرةالمنكوبة، على عمق من 50 إلى 70 مترًا، وذلك على بعد 1.5 كيلو متر من سواحل منتجع سوتشى".
وزارة الدفاع: فرق الإنقاذ انتشلت أمتعة على بعد 5.5 كيلو متر
فى الوقت نفسه، أفاد مصدر فى وزارة الدفاع الروسية بأن فرق الإنقاذ عثرت على أمتعة يرجح أنها تابعة لركاب الطائرة المنكوبة،فى المياه على بعد 5.5 كيلو متر عن الساحل.
وقال مصدر فى وزارة الطوارئ الروسية، إن "المعطيات الأولية تشير إلى أن تحطم الطائرة نجم عن مشكلة تقنية أثناء مرحلة الصعود، لم يتمكن أفراد الطاقم من إصلاحها"، بينما استبعد رئيس لجنة الدفاع بمجلس الاتحاد للبرلمان الروسى، فيكتور أوزيروف، أن يكون تحطم الطائرة عائدًا لعمل إرهابى، قائلاً: "السبب ربما يكون خللا فنيًّا أو خطأ فى الطيران".
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، فى مؤتمر صحفى اليوم، إن الطائرة اختفت من على شاشات الرادارات بعد 20 دقيقة على إقلاعها من مطار "سوتشى أدلر"، بينما كانت متجهة إلى قاعدة "حميميم" فى سوريا، وتقل على متنها 85 راكبًا، إضافة إلى أفراد الطاقم الثمانية، ومن بين الركاب 68 موسيقيًّا من فرقة ألكسندروف، و9 صحفيين من القنوات التليفزيونية "الأولى" و"إن تى فى"، و"زفيزدا"، كما كانت على متن الطائرة المنكوبة الناشطة الحقوقية يليزافيتا جلينكا، المعروفة باسم "الدكتورة ليزا"، الحاصلة على جائزة حكومية تكريمًا لنجاحاتها فى مجال الأعمال الخيرية والدفاع عن حقوق الإنسان، وكانت تحمل معها على متن الطائرة المنكوبة أدوية لمستشفى جامعى فى مدينة اللاذقية السورية.
"الكرملين": بوتين تسلم التقارير الأولية.. و"ميدفيديف" يكلف وزير النقل بمتابعة الكارثة
فى السياق ذاته، لفت المتحدث باسم "الكرملين"، ديميترى بيسكوف، إلى أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أُبلِغ باختفاء الطائرة، ويتسلم التقارير الأولية عن سير عملية البحث من وزارة الطوارئ، فيما عقد وزير الدفاع الروسى "سيرجى شويجو" اجتماعًا طارئًا عن طريق الفيديو كونفرانس، مع كبار المسؤولين فى الوزارة، بهدف تنسيق عمليات البحث.
فيما كلف رئيس الوزراء الروسى، دميترى ميدفيديف، وزير النقل مكسيم سوكولوف، برئاسة اللجنة الحكومية التى ستضم ممثلين من كل الإدارات الرئيسية، والتى أوعز الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، لرئيس الوزراء، بتشكيلها للتحقيق فى كارثة الطائرة "تو 154" فى "سوتشى"، وأعلن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، غدًا الاثنين، يوم حداد وطنى على ضحايا الطائرة "تو 154" المنكوبة، موضّحًا أن السلطات ستجرى تحقيقًا دقيقًا فى أسباب الكارثة، وستقوم بكل ما يلزم لمساعدة أسر الضحايا.
كاتب روسى: مصادر بوزارة الدفاع صرحت بأن سبب السقوط ربما كون الحمولة الزائدة
وفى سياق متصل، تداول كاتب روسى عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، أنباء نقلا عن مصدر بوزارة الدفاع الروسية، بأن الطائرة المنكوبة التى سقطت قبالة سواحل "سوتشى" فوق البحر الأسود، صباح اليوم، ربما تكون حمولتها زائدة أو غير متوازنة بشكل ملائم.
وقال الكاتب نيكولاس فونت وبكيل، إن مصادر بوزارة الدفاع الروسية صرحت لموقع "سان بطرسبرج" الإخبارى المحلى، بأن الطائرة المحطمة ربما كانت حمولتها زائدة أو أن الحمولة لم تكن متوازنة بشكل ملائم.
من ناحية أخرى، قالت وزارة الصناعة والتجارة الروسية، إن تعليق عمل طائرات "تو 154" أو سحبها من الخدمة سيكون أمرًا سابقًا لأوانه قبل انتهاء التحقيق فى أسباب التحطم.
وقال دينس مانتورف، إن هناك عددًا هائلا من الطائرات فى العالم، التى توقف إنتاجها ولكنها ما زالت تعمل، ومدة عمل هذه الطائرات 60 عامًا، وبعض الطائرات تظل تعمل لستين عاما، لذلك فإن هناك قواعد مختلفة فى صناعة الطيران لتقييم الموارد ودوائر العمل، مؤكّدًا الحاجة لإجراء تحقيق وفهم لأسباب الحادث قبل اتخاذ القرار.
بشار الأسد فى برقية عزاء: ننعى أصدقاء أتوا ليشاركوا أهل حلب فرحتهم بالنصر
بدوره، بعث الرئيس السورى بشار الأسد، برقية تعزية للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فى ضحايا الطائرة الروسية المنكوبة "تو 154"، وجاء فى البرقية التى نشرتها وكالة الأنباء السورية: "ببالغ الأسى والحزن، تلقينا نبأ الطائرة الروسية المنكوبة (تو 154)، التى كانت تقل أصدقاء أعزاء أتوا ليشاركونا وأهل حلب فرحتهم بالنصر والأعياد".
وأضاف "الأسد" فى برقيته: "إننا إذ نترحم على أرواح الضحايا، ونعزيكم ونعزّى كل أفراد أسرهم، نؤكد لكم أننا شركاء فى هذه المسيرة المشرّفة ضد الإرهاب والعدوان والتكفير، وأن أفراحنا وأتراحنا واحدة، ونشدّ على أياديكم فى هذا الحادث المؤلم، ونقدم تعازينا لكل الشعب الروسى، مع صلواتنا لكم بالصبر وتجاوز هذه المحنة، والاستمرار فى حربنا على الإرهاب، كى نرسى أسس الاستقرار والأمان والسلام لبلدينا وللبشرية جمعاء".