مبادرة تهدف لزراعة مليون سطح أخضر على "فيس بوك".. تدريبات لمحو الأمية الزراعية بالقاهرة الكبرى.. مؤسسها:المحاصيل الناتجة عن الزراعة العضوية تعطى جسدا صحيا.. وسيدة نفذتها بسبب وفاة أحد أقاربها بالسرطان

أطلق الدكتور أحمد حنفى مؤسس اتحاد تنمية مصر مبادرة "الحملة القومية لزراعة المليون سطح أخضر"، والتى تهدف لزراعة مليون سطح بمحافظتى القاهرة والجيزة أى ما يعادل زراعة 32.3 مليون فدان مساحة خضراء. وتهدف الحملة إلى تقليل التلوث البيئى الناتج عن زيادة مساحات المبانى والمنشآت نظرا لعدم وجود غطاء نباتى كافٍ، حيث إن لكل واحد متر مربع من المساحة الخضراء تزيل 10 جرامات من ملوثات الهواء كل عام، مما يتيح الفرصة لاستنشاق هواء نظيف والحد من أمراض الجهاز التنفسى عن طريق تقليل نسبة ثانى أكسيد الكربون الموجود فى الهواء من خلال عملية البناء الضوئى التى تقوم بها النباتات. ومن أهم أهداف الحملة إنتاج خضروات آمنة وصحية خالية من المبيدات الضارة والمسببات المرضية، والاستفادة من أسطح المنازل والبلكونات فى إنتاج خضروات طازجة للاستهلاك الشخصى للمساهمة فى حل أزمة الغذاء، كما أن درجة الحرارة السطح المزروع تقل من 3 إلى 7 دراجات. بدأت الحملة من خلال موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" من خلال تدشين صفحة تحمل اسم "الحملة القومية لزراعة مليون سطح أخضر"، ثم القيام بتدريبات عملية لاستهداف أكبر شريحة من المواطنين المقيمين بمحافظة القاهرة الكبرى، وفى حال نجحت الحملة للوصول لهدفها ستنتهى أزمة الغذاء فى غضون 4 سنوات، وعقب الانتهاء من زراعة المليون الأول سيتم البدء فى زراعة المليون الثانى. واستضاف نادى الزهور بالتجمع الخامس يوم الجمعة الماضية التدريب العملى الثانى للحملة، كما استضاف النادى التدريب الأول بالمقر الآخر له بمدينة نصر فى وقت سابق. ومن جانبه قال الدكتور أحمد حنفى مؤسس الحملة، إنها تهدف لمحو الأمية الزراعية لدى أبناء محافظتى القاهرة والجيزة، عن طريق المعلبات البلاستيكية الناتجة عن استهلاك بعض السلع الغذائية فى الزراعة فى الأسطح والبلكونات، موضحا أن المحاصيل التى تنتج من الزراعة العضوية تعد فى ميزان الجسد الصحى. وأوضح حنفى أنه يمكن استخدام أنواع الترب الآتية حسب الإمكانيات وهى البت موس، الفيرموكليت، البرليت، الطمى الموجود بكثرة فى الأراضى الزراعية، الرمل ولكن لابد من التخلص من الأملاح الموجودة به عن طريق غسله قبل استخدامه، المواد العضوية الناتجة من أوراق الأشجار تسمى الكمبوست، فضلات الطيور، نشارة الخشب، مشيرا إلى أنه يمكن الحصول على أى نوع منها من خلال المشاتل أو وزارة الزراعة أو من كليات الزراعة. وأجرى "حنفى" تجربة لزراعة البصل عن طريق وضع كمية متساوية من الرمل والطمى معا لتكوين التربة، أو كمية من الطمى بالإضافة إلى كمية مماثلة من الكمبوست وضعفها من الرمل، وبعد تكوين التربة لا توضع البصلة بأكملها فيها، بل توضع الجذور فقط ويبقى النصف الآخر خارج التربة، ويروى الزرع من جانب الوعاء بشكل دائرى مرة يوميا فى فصل الصيف ومرة كل يومين فى فصل الشتاء، كما من الممكن زراعة الثوم بنفس الطريقة. وأكد مؤسس المبادرة أن كلا من الفلفل، الباذنجان، الخص، البروكلى، القرنبيط، الطماطم يتم وضع البذور فى كرتونة البيض ويتم ريها باستخدام البخاخة إلى أن تنمو وتصبح شتله وحينئذ يمكن نقلها إلى وعاء بلاستيكى، مشددا على أهمية وجود ثقب بالكرتونة ووضع وعاء من البلاستيك أسفلها كى يتم تصريف المياه بشكل منتظم وسليم. وعرض الباحث مجموعة أخرى من طرق زراعة بعض المحاصيل التى يمكن زرعها فى الأسطح والبلكونات مثل النعناع والبطاطا والبطاطس ولكل منها طريقة مختلفة عن الأخرى. وزار "انفراد" منزل إحدى السيدات بمنطقة روض الفرج التى استجابت للمبادرة من خلال الـ"فيس بوك"، ونجحت فى زراعة بعض المحاصيل الزراعية على السطح الذى تمتلكه. وأوضحت السيدة أن قامت بالزراعة منذ ما يقرب من 4 أشهر، وأنها قامت بشراء الشتلات والرمل والطمى من وزارة الزراعة. وتابعت أنها من هواة زراعة المانجو وحينما يصل طول شتلة المانجو 30 سم تقوم بزراعتها أسفل المنزل أو بإعطائها لإحدى المدارس المجاورة لزراعتها فى الحديقة الخاصة بها، مشيرة إلى أن الدافع الأكبر لها لخوض تلك التجربة وفاة أحد أقاربها بالسرطان نتيجة تناوله المحاصيل الزراعية التى تحتوى على مبيدات ضارة، وعرضت السيدة بعض المحاصيل التى زرعها، مؤكدة أنها تكفى حاجتها اليومية من الاستهلاك.