لم يكن يعلم أن جواز سفره سيكون سببا فى إنقاذه من موت محقق، إنه المغنى الروسى رومان فالوتوف 29 عاما، وقد كان اسمه مدرجا فى قائمة ركاب الطائرة المنكوبة، لكن انتهاء صلاحية جواز سفره حال دون صعوده إلى الطائرة.
ووفقا لـ"العربية"، فقد علق المغنى الروسى بعد الحادثة قائلا: "لقد كنت فى صالة المغادرة بالمطار، وقدمت جوازى لموظفة الهجرة التى قالت لى " هل تمزح إن جواز سفرك منتهى الصلاحية منذ يوليو".
وأضاف، لم أدرك بالفعل أن الجواز يتطلب التجديد.. وقد طلبت منى الموظفة الانتظار، وجلست وأنا فى أشد القلق ألا يسمح لى بالسفر.. وخلال دقائق تم إخبارى أنه لن يكون بإمكانى المغادرة إلى أى مكان.
وقال لقد كنت عصبيا لهذا الخطأ فى جوازى ولم يكن من حل سوى أن أعود إلى بيتى، مضيفا بحلول الساعة 3.30 صباحا بدأ الناس يتصلون بى ويسألون عنى إذا ما كنت على قيد الحياة، وقد راجعت قائمة الضحايا ففوجئت بأن اسمى من بينهم، قائلا "لقد كنت أبكى وكان أهلى وأصدقائى فى صدمة".
وأضاف "أشعر كما لو أننى ضربت فوق رأسى.. ما أزال غير مصدق لما حدث، لقد قالوا لى يبدو أننى ولدت بملعقة من فضة".
ولم يكن رومان فالوتوف سعيد الحظ وحده، بل زوجته العازفة فاديم انانيوف أيضا، حيث كان مقررا لها هى الأخرى السفر لكنها لم تسافر فى الرحلة، لأنها وضعت للتو طفلها حديث الولادة، وكانت فاديم انانيوف قد ناشدت زوجها بأن يبقى بجوارهما هى والطفل ولا يذهب فى الرحلة، لكى يساعدهما.
فى المقابل، فإن رالينا جيلمانوفا 22 سنة وخطيبها ميخائيل، من أعضاء فرقة الكسندروف، لم يكونا سعداء الحظ، فقد كانا ضمن الضحايا، وكان الاثنان قد خطبا لبعضهما العام الماضى، ومن المفترض أن يتزوجا قريبا.
ولم تنتهى قصص الطائرة المنكوبة عند هذا الحد، فقد رحل راقص وراقصة من أعضاء الفرقة العسكرية "الجيش الأحمر" وتركا طفلهما البالغ من العمر 3 سنوات.
لم يكن المغنى الكسندر تشيتكو 30 سنة، يدرى أن الصور التى التقطها قبل تحطم الطائرة بدقائق فوق البحر الأسود، ستكون الأخيرة له، وقالت شقيقته إيما إنه اتصل بها قبل الإقلاع وأخبرها قائلا: "نحن لا نزال فى مرحلة البوردنج وسوف نقلع خلال 15 دقيقة، سوف أتصل بك لاحقا عندما نصل إلى سوتشى".
وأوضحت "لكنه لم يتصل بنا، وحاولنا الاتصال به، لكن هاتفه كان خارج التغطية"، وذكرت بأنه كان قد تلقى وعدا بالغناء المنفرد فى الفرقة، "لقد كان سعيدا جدا بوظيفته الجديدة، وكان لديه صوت نادر وجميل".
يذكر أن طائرة روسية من طراز تو 154 تحطمتأمس الأحد قبالة شواطئ سوتشى المطلة على البحر الأسود بعد دقائق من إقلاعها، وتسبب الحادث فى مصرع جميع ركاب الطائرة والبالغ عددهم 93 شخصا.